قطع طرق في بيروت بسبب توتر بين باسيل وبري

أقدم مناصرون لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على قطع عدد محدود من الطرقات في العاصمة بيروت بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على تسريب شريط مصور لوزير الخارجية جبران باسيل يتهم فيه رئيس البرلمان بالبلطجة.

ويأتي هذا الأمر في ظل تفاقم الخلاف السياسي بين فريقي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري على خلفية ملفات عديدة، وتبادل للاتهامات بخرق الدستور والقوانين، ولا سيما ما يتعلق بمرسوم ترقية عدد من ضباط الجيش وضرورة توقيع وزير المالية على المرسوم من عدمه.

وأعرب حزب الله اللبناني عن رفضه الإساءة لرئيس البرلمان، وقال في بيان إن هذه اللغة "لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح".

شريط باسيل
وبلغ الخلاف بين الطرفين ذروته مع تسريب شريط فيديو لوزير الخارجية باسيل -وهو رئيس التيار الوطني الحر الذي أسسه عون- يتهم فيه بري بالبلطجة، وقال "هذا ليس رئيس مجلس.. هذا بلطجي". ولم يتأخر رد وزير المالية علي حسن خليل المعاون السياسي لبري، إذ وصف باسيل عبر تويتر بأنه قليل الأدب.

وقال وزير المالية اللبناني إنه لن يقبل بما يخالف الدستور والقوانين، وإنه لن يسمح لأي أحد بتمرير شيء مخالف لهما.

واندلع الخلاف بعدما طلب ميشال عون إصدار مرسوم ترقيات لعدد من ضباط الجيش دون توقيع وزير المالية وهو ما رفضه بري ووجد فيه خرقا للدستور. وما زال المرسوم عالقا ولم يُنشر بعد.

الوزارة للطائفة
لكن فريق عون يتهم بري بالسعي إلى تثبيت عرف بحجز وزارة المالية للطائفة الشيعية، وتوقيع الوزير على كل المراسيم. ويقول باسيل إن "الاتهام بالانقلاب على الدستور يوجه لهؤلاء الذين يريدون خلق أعراف جديدة واحتكار طائفة معينة لوزارة المالية".

ويرى مراقبون أن أكبر الخاسرين من التوتر بين الطرفين هو حزب الله الذي سيبذل جهودا كبيرة لوقفه، ويقول أحد المقربين من تيار بري للجزيرة نت -فضل عدم الكشف عن اسمه- إن توجيهات بري كانت وقف السجال مع فريق عون، و"لكن كلام باسيل بحق بري أجج الصراع".

ويضيف المصدر نفسه أن باسيل أراد من كلامه القول لجمهوره قبل أشهر من الانتخابات إنه الوحيد الذي وقف بوجه بري و"خدش صورته"، وهو ما لم يفعله أكثر المناوئين السياسيين لرئيس البرلمان على مدى عقدين ونيّف.

ويقول المحلل السياسي ميشال أبو نجم إن هناك إشكالا في العلاقة بين بري والتيار الوطني الحر، ويضيف للجزيرة نت أن بري اعتاد نمطا من التعاطي السياسي في الحقبة الماضية، ولكن اليوم توجد إدارة جديدة للحكم في البلاد مع وصول الرئيس القوي ميشال عون إلى السلطة، و"يبدو أن الرئيس بري لم يتقبل حتى الآن وجود رئيس قوي في الحكم".

المصدر : الجزيرة