قوات تركيا و"الحر" تتوغل في مواقع هامة بعفرين

سيطرت القوات التركية والجيش السوري الحر على عدة مواقع عسكرية وإستراتيجية كانت خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية شمال غرب عفرين في ريف حلب شمالي سوريا. يأتي ذلك بينما تدخل عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات التركية يومها الثالث.

وقال الجيش التركي إنه استهدف أكثر من 150 موقعا ومستودعا للسلاح، بينما قال مراسل الجزيرة إن "الجيش السوري الحر" بات يسيطر على مناطق إستراتيجية.

وسيطر الجيش الحر بدعم من وحدات تركية خاصة توغلت عدة كيلومترات داخل الأراضي السورية، على أربعة تلال إستراتيجية في ناحيتي شيخ حديد وراجو غربي عفرين بريف حلب، كما سيطر على قريتي شنكال وإده مانلي شمال غرب عفرين، وفقا لمراسل الجزيرة.

وأوضح مراسل الجزيرة عمرو حلبي من شرق عفرين أن تلك التلال ذات أهمية إستراتيجية لأنها قد تساعد القوات المهاجمة على التوغل أكثر باتجاه مدينة عفرين، مشيرا إلى أن دخول القوات التركية من جهة الشمال الغربي كان مفاجئا لوحدات حماية الشعب الكردية التي أقامت تحصيناتها في الجهة الشرقية.

توسيع الهجوم
وذكر المراسل أنه يُتوقع اتساع رقعة الهجوم في الساعات المقبلة، إذ قد يبدأ التوغل التركي من المحور الشرقي لعفرين، وفقا لمصادر عسكرية. وقد وصلت تعزيزات عسكرية جديدة للقوات التركية إلى مدينة أعزاز في ريف حلب.

وأعلن الجيش السوري الحر أسر ثلاثة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية شمال غرب عفرين. وقال مصدر في الجيش لوكالة رويترز للأنباء إن نحو 25 ألفا من مقاتلي الجيش الحر يشاركون في العملية العسكرية التركية.

في المقابل، قالت الوحدات الكردية في عفرين على لسان متحدث باسمها إنها دمرت دبابتين تركيتين أثناء صد هجوم كبير للجيش الحر والقوات التركية في منطقة بلبل وقريتي حمام وديكمادش شمال وغرب مدينة عفرين.

وجاء التوغل البري التركي في ثاني أيام العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا مساء السبت تحت اسم "غصن الزيتون"، وقالت إنها تهدف إلى القضاء على من وصفتهم بالإرهابيين في عفرين وإرساء الأمن على الحدود التركية وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين.

قتلى بالقصف المتبادل
واستمر القصف المتبادل بين الجيش التركي والوحدات الكردية عبر الحدود بالمدفعية وراجمات الصواريخ، كما واصل الطيران التركي شن غارات في عفرين. وقالت مصادر طبية إن ثلاثة أشخاص قتلوا وإن ستة آخرين جرحوا جراء القصف التركي على منطقة مدجنة في ريف عفرين.

وفي الجانب التركي، قتل شخص وأصيب 37 آخرون بجروح -بينهم أربعة في حالة خطيرة- جراء سقوط أربع قذائف صاروخية على مدينة الريحانية جنوبي تركيا، وفقا لوكالة الأناضول.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تغريدة على موقع تويتر إن القتيل سوري مقيم في المدينة، وأعرب عن إدانته الشديدة للهجوم الصاروخي من الوحدات الكردية.

في غضون ذلك قال الجيش التركي إن طائراته تمكنت الأحد من تدمير 150 موقعا ومستودعا للسلاح تابعة للوحدات الكردية في عفرين، وأضاف أن 32 مقاتلة شاركت في تنفيذ هذه الضربات، وأنها تستهدف فقط "الإرهابيين" والمواقع العسكرية والأسلحة، بحسب بيان للجيش.

تنسيق
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين للجزيرة إن العملية العسكرية التركية في عفرين تم التنسيق فيها مع الروس والإيرانيين، وتجري في إطار ميثاق الأمم المتحدة وحق الدفاع عن النفس. وأضاف أن تركيا ليس لديها أطماع في سوريا، بل تحاول حماية مواطنيها وحدودها.

وفي وقت سابق صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بأن عناصر الجيش السوري الحر ووحدات القوات المسلحة التركية توغلت مسافة خمسة كيلومترات داخل الأراضي السورية صباح الأحد.

وذكر يلدرم أن هذه العملية ستنفذ على أربع مراحل لإنشاء منطقة أمنية بعمق ثلاثين كيلومترا، مع الحرص على ألا يلحق أي ضرر بالمدنيين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتوقع انتهاء عملية "غصن الزيتون" قريبا، وإن أفراد الوحدات الكردية يهربون وستواصل القوات التركية مطاردتهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات