شرطة حفتر تحرق آلاف الكتب الدينية ببنغازي

أظهر مقطع فيديو نشر على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قيام رجال شرطة موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر بحرق أكثر من ستة آلاف كتاب صودرت في وقت سابق من مكتبة الشيخ محمد التائب، أحد أعلام مدينة بنغازي المهجرين إلى غربي البلاد.

وينتمي التائب إلى جماعة الإخوان المسلمين الليبية، وكان عضوا منتخبا في أول مجلس محلي منتخب في بنغازي بعد ثورة فبراير عام 2011.

ومن بين المؤلفات المحروقة كتب في السيرة النبوية والتفسير وعلوم الحديث والفقه والتاريخ الإسلامي، وأخرى عن جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى مؤلفات للعضو بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي الصلابي، الذي وضعته السعودية والإمارات والبحرين ومصر مؤخرا على قائمة "الإرهاب".

وظهر في التسجيل ضابط شرطة يصف هذه الكتب بأنها كتب "دواعش وتكفيريين وإخوان مارقين"، وأنها أحرقت بعد فحصها من قبل لجنة من وزارة الأوقاف بالحكومة المؤقتة المنبثقة عن البرلمان، وهي حكومة غير معترف بها دوليا وتتخذ من مدينة البيضاء بشرقي البلاد مقرا لها.

وقالت مصادر أمنية من بنغازي للجزيرة إن اللجنة التي أجازت حرق الكتب ينتمي أفرادها لما يعرف بـ "التيار السلفي المدخلي" نسبة إلى رجل الدين السعودي ربيع المدخلي الذي عرف بتوجيه أتباعه في ليبيا للقتال في صفوف قوات حفتر.

المرة الأولى
وهذه هي المرة الأولى التي تصادر فيها كتب من مكتبة خاصة تعود للشيخ محمد التائب، وهو خطيب مشهور بمساجد بنغازي، ويقيم حاليا بمدينة مصراتة غربي البلاد مع أفراد عائلته، بعد أن صادرت قوات حفتر بيتهم بكل ما فيه وأحرقت بعض شققه بتهمة أن أفراد الأسرة ينتمون للإخوان المسلمين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تصادر فيها الأجهزة الأمنية في بنغازي كتبا منوعة بين عناوين مختلفة.

فقد سبق أن صادرت شحنة كاملة من الكتب والروايات والقصص الأدبية كانت متجهة من مدينة طبرق شرقي ليبيا إلى إحدى مكتبات بنغازي، حيث صادرت بوابة أمنية تابعة لحفتر بمنطقة المرج شرق بنغازي تلك الشحنة، ووصفت الكتب الموجودة فيها بأنها كتب "زندقة وتكفيريين وداوعش"، وكان من بين تلك الكتب روايات أدبية لأدباء وكتاب عالميين منهم "باولو كويلو".

جدير بالذكر أن نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي كان يمنع عرض الكتب الدينية في المكتبات إلا ما يسمح بها بموجب موافقات أمنية، ولدى مداهمة الأجهزة الأمنية لبيوت المطلوبين أمنيا فإنها كانت تصادر الكتب التي توجد فيها أيا كان عنوانها وخصوصا إذا كانت كتبا دينية، وكان الليبيون يهربونها من دول أخرى.

المصدر : الجزيرة