الرئاسة اليمنية ترفض ما سمي مجلسا انتقاليا جنوبيا

أعلنت الرئاسة اليمنية رفض تشكيل ما سمي بمجلس انتقالي جنوبي يقوم بإدارة وتمثيل الجنوب، وقالت في بيان لها عقب اجتماع عقده الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع مستشاريه بحضور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إن الاجتماع يرفض رفضا قاطعا ما سمي بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي.

وأكد البيان على وحدة الهدف الذي لأجله قامت عمليات التحالف العربي بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبسط سلطاتها على كافة التراب اليمني. كما طالب كافة أبناء الشعب اليمني بعدم الالتفات أو الانشغال بالمعارك الإعلامية أو السياسية الجانبية التي يسعى لإحداثها ضعاف النفوس.

ودعا بيان الرئاسة اليمنية كل المسؤولين وغيرهم ممن وردت أسماؤهم فيما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي لإعلان موقف واضح وجلي منه، مثمنا في الوقت نفسه دور المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز في دعم اليمن والشرعية.

وجاء البيان المذكور بعدما أعلن في مدينة عدن جنوبي اليمن عن تشكيل ما سـميت "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي" من 26 شخصية برئاسة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، ونيابة هاني بن بريك.

وحدد إعلان تشكيل المجلس مهام هيئة الرئاسة باستكمال إجراءات تأسيس باقي هيئاته وإدارة الجنوب، وتمثيله داخليا وخارجيا. وأعلن مشكلو المجلس المذكور استمرار ما سموها الشراكة مع التحالف العربي لمواجهة ما قالوا إنه المد الإيراني في المنطقة.

وأكد الكاتب والصحفي اليمني محمد جميح في مقابلة سابقة مع الجزيرة أنه لا يمكن لأي أحد أن يمثل الشعب إلا بانتخابات حرة ونزيهة، معتبرا أن وراء إعلان المجلس المذكور أطماعا سياسية شخصية.

الرئاسة اليمنية: الصراع نشب لاستعادة البلاد من الحوثيين ومن ورائهم إيران وليس لتفكيكها باستعادة الجنوب تمهيدا لانفصاله (الجزيرة)
الرئاسة اليمنية: الصراع نشب لاستعادة البلاد من الحوثيين ومن ورائهم إيران وليس لتفكيكها باستعادة الجنوب تمهيدا لانفصاله (الجزيرة)

وأضاف أن المجلس الذي أعلنه محافظ عدن المقال يخدم مصلحة الحوثيين في الشمال، ويشكل تمردا على الشرعية في اليمن. وأوضح أن الخلاف بين الرئاسة اليمنية ودولة الإمارات لم يعد سرا، ولكنه يلقي بظلاله على ما يجري في الجنوب.

وتابع جميح أن الأشقاء في الإمارات يريدون أن يناكفوا الشرعية اليمنية عن طريق دعم بعض الأطراف في الحراك الجنوبي من أجل الإعلان عن المجلس، مؤكدا أن ذلك لا يجب أن يتم على حساب اليمنيين.

وذكرت شخصيات مقربة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الصراع نشب لاستعادة البلاد من الحوثيين ومن ورائهم إيران، وليس لتفكيكها باستعادة الجنوب تمهيدا لانفصاله.

رسالة واضحة
من جانبه قال نزار هيثم عضو المكتب الانتقالي إن الجنوبيين لديهم رسالة واضحة للرئاسة اليمنية، وهي أنهم لا يقبلون أي وصاية أوعبث ضد حلفاء التحالف العربي، والدليل -حسب تعبيره- رفض  قرارات الرئيس هادي، ونفى الأخير للجزيرة أن يكون الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قاموا بدعم المجلس، لأنهم يعرفون بالضبط من قاومهم في الجنوب ودحرهم وحرر الجنوب.

أما ياسر الحسني الصحفي برئاسة الجمهورية  اليمنية، فقال إن هناك من يريد طعن الشرعية من الخلف، واتهم في لقاء مع الجزيرة بعض الدول بالسعي وراء مصلحتها وتمزيق الجنوب، وهو ما يخدم الأطماع الإيرانية. واستغرب الحسني من موقف بعض الدول المشاركة في التحالف العربي التي جاءت للمشاركة في التحالف العربي، لكنها تحمل أهدافا غير إيجابية وتمردا على التحالف العربي.
 
وفور صدور بيان الرئاسة اليمنية نشر هادي بن بريك "نائب رئيس المجلس الانتقالي في الجنوب" تغريدة على تويتر، قال فيها إن الخطوة التالية هي المجلس العسكري الجنوبي، مضيفا "لم نستأذن أي مخلوق في تقرير مصيرنا، وأرضنا بيدنا وسنموت دونها، وخلفنا شعب بإرادة لا تقهر، ولن نخضع إلا لله".

 

المصدر : الجزيرة