السيسي يصادق على قانون يحكم قبضته على القضاء

Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi stands and observes a minute of silence for the victims of two separate church attacks during Palm Sunday prayers, with leaders of the Supreme Council of the Armed Forces and the Supreme Council for Police to discuss developments in the security situation in Egypt, as well as developments in the country's fight against terrorism, at the Ittihadiya presidential palace in Cairo, Egypt, April 9, 2017, in this handout picture courtes
نادي القضاة اعتبر القانون الذي صادق عليه السيسي انتهاكا لاستقلال القضاء (رويترز)

صادق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على قانون السلطة القضائية الذي أثار غضب القضاة، لأنه يمنحه حق اختيار رؤساء الهيئات القضائية، وهو ما رفضه نادي القضاة واعتبره مخالفا للدستور المصري.

وكان القضاة يعولون على تدخل السيسي لحسم خلافهم مع البرلمان برفض التصديق على التعديلات وهو ما لم يحدث.

ويتيح القانون الذي خضع لتعديلات أقرها البرلمان في وقت سابق من أول أمس الأربعاء للرئيس السيسي اختيار رئيس كل هيئة من بين ثلاثة نواب ترشحهم الجمعية العمومية للهيئة، بعد أن كانت الجمعية تقدم مرشحا واحدا لرئاسة كل هيئة، ويقتصر دور الرئيس على التصديق على هذا الاختيار.

ونصت التعديلات على وجوب إبلاغ رئيس الدولة بأسماء المرشحين قبل نهاية مدة رئيس الهيئة بستين يوما على الأقل، وفي حال "عدم تسمية المرشحين قبل انتهاء الأجل المذكور أو ترشيح عدد يقل عن ثلاثة أو ترشيح من لا تنطبق عليه الضوابط يعين رئيس الجمهورية رئيس الهيئة من بين أقدم سبعة من نواب رئيس الهيئة".

وجرى العرف أن يجري اختيار أقدم نواب رئيس الهيئة سنا ليخلف رئيسها المنتهية ولايته.

ونشرت الجريدة الرسمية في وقت متأخر من مساء أمس الخميس التعديلات التي أجريت على قانون هيئة النيابة الإدارية وقانون هيئة قضايا الدولة وقانون السلطة القضائية وقانون مجلس الدولة.

لكن نادي قضاة مصر -وهو رابطة غير حكومية تأسست عام 1939- كان قد رفض القانون واعتبره مخالفا للدستور المصري.

اعتراضات
وطالب مجلس إدارة نادي القضاة -عقب اجتماع طارئ له- الرئيس السيسي بعدم التصديق على القانون، ودعا إلى عقد اجتماع في الخامس من الشهر المقبل، وطرح استقالة مجلس إدارة النادي احتجاجا على ما وصفه بانتهاك استقلالية القضاء.

كما طالب النادي مجلس القضاء الأعلى -وهو أعلى سلطة معبرة عن القضاة- بالثبات على موقفه الرافض للقانون "والالتزام بالثوابت القضائية، وإثبات القضاة اعتراضهم على القانون لمخالفته أحكام الدستور وانتهاك استقلال القضاء"، وشدد على ضرورة الطعن على القانون بكافة طرق الطعن المقررة قانونا.

من جانبه، أعلن نادي قضاة مجلس الدولة عدم إشراف القضاة على الانتخابات البرلمانية مستقبلا، وطالب بإنهاء الانتدابات الخاصة بأعضاء مجلس الدولة، خاصة في مجلس النواب، إضافة إلى تسجيل الاعتراض على التعديلات التشريعية في محاضر جلسات المحاكم، و"الوقوف دقيقة حداد على إهدار القانون المشبوه لاستقلال القضاء".

وأضاف النادي -في بيان- أنه يتجه إلى الإعلان عن عقد جمعية عمومية طارئة لقضاة مجلس الدولة، مشددا على أن "كافة الخيارات مفتوحة بدءا من الاعتراض على القانون، مرورا بتدويل القضية، وانتهاء بالمطالبة بتعليق العمل في محاكم وأقسام مجلس الدولة المختلفة".

وحسب وكالة رويترز للأنباء، فقد أثارت التعديلات غضب الكثير من القضاة واعتبروها تعديا على مبدأ استقلال القضاء والفصل بين السلطات.

ويتهم منتقدون الرئيس المصري بالعمل على توسيع سلطاته عبر السيطرة على جهات محصنة بالدستور من سلطات الرئيس، ويستشهد هؤلاء المنتقدون بإصدار السيسي عام 2015 قرارا أتاح له عزل رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات (أكبر جهاز رقابي حكومي) هشام جنينة على خلفية تقرير أصدره الجهاز بشأن حجم الفساد في مصر.

المصدر : الجزيرة + رويترز