هدوء غربي الموصل ومطالبات بتغيير قواعد الاشتباك

ساد هدوء نسبي معظم محاور القتال غربي الموصل بعد ثلاثة أيام قصفت خلالها القوات العراقية بعنف أحياء في المدينة القديمة. يأتي ذلك بينما طالب نواب عراقيون بتغيير قواعد الاشتباك بعد المجزرة التي قتل فيها مئات المدنيين قبل أسبوعين تقريبا.

وأضاف المراسل أن القوات العراقية استخدمت في قصفها الأحياء الواقعة ضمن المدينة القديمة على الضفة الغربية لنهر دجلة وسط الموصل؛ قذائف تتميز بقدرة عالية على التدمير في نطاق 150م.

وأوضح أن المناطق الثلاث التي تعرضت للقصف في الأيام الثلاثة الماضية تضم منازل مبنية بالطوب منذ فترة ثلاثينيات القرن الماضي، وهي مكتظة بالسكان.

ورغم هدوء الجبهات بصورة عامة فإن القوات العراقية اشتبكت اليوم مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء محاولتها السيطرة على مناطق من بينها رأس الجادة وقضيب البان والمغرب والمطاحن.

وكانت تلك القوات بدأت قبل أكثر من أسبوعين اقتحام حي باب الطوب الذي يقع في الطرف الجنوبي الشرقي من المدينة القديمة، بيد أنها واجهت منذ ذلك الوقت مقاومة شديدة، وقتل عشرات من عناصر الشرطة الاتحادية في هجمات بعربات ملغمة. وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن خمسة جنود عراقيين قتلوا في الاشتباكات التي وقعت أمس في القسم الغربي من الموصل.

وأكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتل اليوم أن القوات العراقية تكبدت 284 قتيلا و1600 جريح منذ بدء هجومها على غربي الموصل يوم 19 فبراير/شباط الماضي، مشيرا إلى أن 490 من أفرادها قتلوا وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف في معركة استعادة القسم الشرقي من الموصل، التي بدأت منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مجزرة الموصل
في هذه الاأثناء قال مراسل الجزيرة إن عددا كبيرا من نواب البرلمان العراقي انتقدوا الأداء العسكري غربي الموصل، بعد تأكيد مصادر مختلفة مقتل مئات المدنيين في القصف.

وأضاف أن لجنة الأمن والدفع في البرلمان أكدت مقتل 236 شخصا في حي الموصل الجديدة، بينما تحدثت مصادر أخرى عن خمسمئة قتيل، ورفعت بعض المصادر العدد إلى ما بين الستمئة والسبعمئة.

وتابع المراسل أن عددا من النواب طالبوا بتغيير قواعد الاشتباك غربي الموصل لتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.

وفي واشنطن قال قائد القيادة المركزية الأميركية اليوم إن تقييمات بشأن مقتل مئات المدنيين العراقيين في حي الموصل الجديدة يوم 17 مارس/آذار الحالي تحولت إلى تحقيق رسمي.

وأضاف الجنرال فوتل خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي إن التحقيق الرسمي يستهدف تحديد ما حدث والحقائق المحيطة به ثم تحديد المسؤولية، وبعد ذلك استخلاص الدروس من ذلك، حسب تعبيره.

وكان فوتل ومسؤول عسكري أميركي آخر أقرا أمس بأن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ربما كان له دور في المجزرة التي سقط فيها مئات المدنيين بحي الموصل الجديدة.

وأكد مسؤولون عسكريون أميركيون في نفس الوقت أن التحالف قصف حي الموصل الجديدة منتصف هذا الشهر بناء على طلب من القوات العراقية.