التحالف يساند صالح والجيش الوطني يتجه لصنعاء

قالت مصادر محلية للجزيرة، إن طائرات التحالف العربي شنت غارات مكثفة وبصورة ملفتة على مناطق عدة في العاصمة صنعاء منها شارع الستين وفج عطان وتبة التلفزيون
اشتباكات عنيفة بين قوات صالح والحوثيين بصنعاء (الجزيرة)

                                                                                           الجزيرة نت-صنعاء

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأحد ليلا وفجر اليوم الاثنين أعنف المعارك بين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وشارك فيها طيران التحالف الذي تقوده السعودية بغارات كثيفة وعنيفة، وهو ما فاقم أزمة السكان.

وقال رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر إن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيعلن قريبا عفوا عاما وشاملا عن كل من تعاون مع الحوثيين في الشهور الماضية ثم أعلن تراجعه.

وأضاف أن دعم المؤتمر الشعبي العام -في صراعه مع الحوثيين- مصلحة وطنية تمَس أمن اليمن وأمن حلفائه من الأشقاء العرب في مواجهة التهديد الإيراني.

وفي الميدان، ساند طيران التحالف، لأول مرة منذ بدء عاصفة الحزم، قوات صالح التي كانت تراجعت أمام ضربات الحوثيين واكتساح مليشياتهم مناطق ومواقع سقطت بيد قوات صالح، خاصة أحياء جنوب صنعاء.

واستهدف طيران التحالف بالقصف الجوي مواقع عسكرية بالإضافة لمنازل قياديين حوثيين ووزراء بحكومتهم في صنعاء، بينهم تاجر السلاح الأشهر فارس مناع، ووزير العمل زكريا الشامي في حي حدة جنوب صنعاء.

وبالتزامن، تحدثت مصادر يمنية عن صدور توجيهات من هادي لنائبه الفريق علي محسن الأحمر بتحريك سبعة ألوية من قوات الجيش الوطني في مأرب باتجاه منطقة صرواح، وفتح جبهة جديدة بمديرية خولان جنوب شرق صنعاء، وإصدار الأوامر للقوات الموالية لهادي في منطقة نهم بالزحف باتجاه العاصمة.

وفي هذا السياق، قال قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن ناصر الذيباني إن "قوات الجيش الوطني حققت خلال اليومين الماضيين انتصارات كبيرة في جبهة نهم". وأكد أن قوات الشرعية عازمة على تحقيق النصر وتحرير العاصمة وإنقاذ سكانها من بطش الحوثيين.

وفي تطور آخر، أفادت مصادر محلية بمقتل 12 مدنيا وإصابة أربعة آخرين جراء غارة شنتها طائرة تابعة للتحالف العربي في محافظة صعدة شمالي البلاد.

وأضافت تلك المصادر أن الغارة استهدفت منزل مواطن في منطقة "المهاذِر" بمديرية "سَحَار" بصعدة، وأن من بين الضحايا نساء وأطفالا.

وفي سياق الغارات، نقل موقع التلفزيون الرسمي الإيراني عن مصدر مطلع بصنعاء نفيه استهداف سفارة طهران بالعاصمة اليمنية.

وكانت بعض وسائل الإعلام نقلت أن السفارة الإيرانية قد استهدفت خلال المواجهات بين الحوثيين وأنصار المخلوع صالح.

‏في المقابل، أعلن الناطق باسم الحوثيين أن جماعته سيطرت على منازل أحمد وطارق صالح في صنعاء بعد اشتباكات.

ويرى محللون أن أكثر هزيمة وخسارة تعرضت لها مليشيا الحوثي في معركتها بصنعاء ضد حليفهم المخلوع -بعد انقلابه عليهم وفك الارتباط بهم- تتمثل بفقدان الحوثيين الغطاء السياسي الذي أوجده لهم صالح وحزبه المؤتمر الشعبي خلال المرحلة السابقة والذي كان نافذتهم للعالم الخارجي وداخل المجتمع اليمني.

‪قصف طيران التحالف لمنزل في صعدة‬ قصف طيران التحالف لمنزل في صعدة (الجزيرة)
‪قصف طيران التحالف لمنزل في صعدة‬ قصف طيران التحالف لمنزل في صعدة (الجزيرة)

حصار السكان
وأثارت المعارك العنيفة وأصوات الانفجارات الرهيبة -للقصف الجوي وقذائف الدبابات ورصاص القناصة والرشاشات- الهلع والرعب في أوساط السكان الذين صاروا محاصرين في منازلهم خاصة الحي السياسي، في وقت سقط فيه مدنيون ضحايا قصف عشوائي بقذائف الهاون طالت منازلهم.

وتحدث شهود عيان للجزيرة نت عن وضع مأساوي يعانيه سكان الأحياء الجنوبية بصنعاء والتي أغلق المتحاربون شوارعها وأحالوها إلى ميدان معركة مفتوحة، حيث اعتلى القناصة المباني العالية، وأضحت حركة السكان محفوفة بخطر القتل قنصا.

وفاقمت الاشتباكات الليلية بصنعاء من معاناة السكان المعيشية والذين بات الكثير منهم يحتاج للتزود بالماء والغذاء، وقال الناشط اليمني مجاهد السلالي إن أربعة من إخوانه وعائلاتهم وجيرانهم باتوا محاصرين بمساكنهم، ويفتقدون لماء الشرب والغذاء.

وتحدث الناشط عن أن القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة تسبب في إحراق عدد من المنازل بالحي السياسي وشارعيْ حدة والجزائر، وأضحى مصير ساكنيها مجهولا، ولا يعرف إن كانوا أحياء أو أموات، ولم يستطع أحد الاقتراب من المنازل المحترقة.

 وزاد من معاناة السكان خاصة الأطفال والنساء أن المعارك العنيفة تدور بشوارعهم في وقت تشهد فيه المساكن والأحياء ظلاما دامسا وبردا قارسا، ويفاقمه قصف عاصف جوا وبرا، مما أحال ليل صنعاء وسكانها لكابوس أسود.

المصدر : الجزيرة