دي ميستورا يواصل لقاءاته السورية ويركز على الدستور

المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا في بداية الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية
طالب دي ميستورا الأطراف السورية المشاركة بالابتعاد عن أي تصريحات تطعن في شرعية المدعوين الآخرين (الأوروبية)

يلتقي المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الخميس بوفدي المعارضة والنظام وذلك لخوض نقاشات حول النقاط الأربع الرئيسية المشكّلة لجدول أعمال المفاوضات، حيث يسعى دي ميستورا للتركيز على مسألة الدستور.

وذكرت مصادر في المعارضة أن دي ميستورا يسعى لعقد لقاءات اليوم الثالث من المفاوضات بطريقة الغرفتين المنفصلتين أي أن يجلس وفدا النظام والمعارضة في غرفتين متقابلتين ويقوم هو بالتنقل بينهما.

وكان المبعوث الأممي طالب الأطراف المشاركة بالابتعاد عن أي تصريحات تهدف للطعن في شرعية المدعوين الآخرين على حد وصف بيان لدي ميستورا.

وأشار إلى ضرورة مشاركة جدية للأطراف السورية في المفاوضات لتحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية.

والتقى دي ميستورا أمس وفدي النظام والمعارضة كلا على حدة في اليوم الثاني من الجولة الثامنة من المفاوضات حول الأزمة السورية في جنيف.

وكان وفد النظام برئاسة بشار الجعفري وصل إلى جنيف في اليوم الثاني من انطلاق الجولة بعدما أرجأ قدومه يوما واحداً احتجاجا على تمسك وفد المعارضة "بشروط مسبقة"، في إشارة إلى مطلب تنحي الرئيس بشار الأسد.

وأوضح مصدر سوري مطلع أن القرار جاء بعدما تعهد دي ميستورا للوفد الحكومي بـ"ألا تتضمن هذه الجولة أي لقاء مباشر مع وفد معارضة الرياض، وعدم التطرق بأي شكل من الأشكال إلى بيان الرياض والشروط التي تضمنها".

وكان اليوم الأول لمحادثات جنيف 8 شهد لقاء وحيدا بين وفد المعارضة السورية والمبعوث الأممي، استغرق نحو ساعتين، وتناول جدول أعمال الجولة الحالية من المفاوضات.

شروط الحوار المباشر
وبخصوص الحوار المباشر أكد ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين أن دمشق لديها موقف مبدئي لإجراء محادثات مباشرة مع المعارضة لكن لا يمكن أن يكون مصير الرئيس بشار الأسد مادة للنقاش.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن بورودافكين قوله إن رئيس وفد المعارضة الموحد نصر الحريري أعلن في جنيف أنهم أتوا لكي يناقشوا مسألة رحيل الأسد، مشيرا (أي بورودافكين) إلى أنه لا يمكن لهذا أن يكون مادة المحادثات السورية وأن وفد الحكومة لن يناقش مع وفد المعارضة مسألة رحيل الأسد تحت أي ظروف.

وجدد بورودافكين تأييد بلاده لمفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن 2254. وأوضح أن المفاوضات المباشرة مع وفد دمشق يجب أن يخوضها عن المعارضة وفد تمثيلي بمشاركة القوى السياسية السورية المعارضة ذات التوجه الوطني.

وكان رئيس وفد المعارضة في جنيف قال إنهم يريدون التحرك بسرعة نحو مفاوضات مباشرة مع النظام السوري لتحقيق الديمقراطية في البلاد.

ومن المفترض أن تغطي المحادثات أربع قضايا رئيسية هي الانتخابات ونظام الحكم والدستور ومحاربة الإرهاب. وقال الحريري إن هذه القضايا الأربع جميعا سيجري بحثها، لكن لن يكون ممكنا التطرق مباشرة إلى العناصر الرئيسية.

وأضاف الحريري "إذا كنا سنتحدث عن الدستور أو الانتخابات في ظل الظروف الراهنة داخل سوريا مع نظام كهذا، فإنني أعتقد أن ذلك سيكون مستحيلا".

وتصطدم المفاوضات الحالية على غرار الجولات الماضية بالموقف من مصير الأسد، مع تأكيد رئيس وفد المعارضة فور وصوله الاثنين إلى جنيف أن "الانتقال السياسي الذي يحقق رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا".

وتتوقع مصادر دبلوماسية في جنيف أن تخفض المعارضة السورية سقف شروطها لإعطاء دفع للمحادثات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من 340 ألف شخص منذ العام 2011.

وينفي قياديون في وفد المعارضة تعرضهم لأي ضغوط، رغم إعلان شخصيات قدمت استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة في الأسبوعين الأخيرين، عن ضغوط سعودية ودولية.

المصدر : الجزيرة + وكالات