المعارضة السورية تبحث تشكيل هيئة مفاوضات جديدة

تعقد فصائل المعارضة السورية اليوم في العاصمة السعودية مؤتمر "الرياض 2" لتشكيل هيئة مفاوضات جديدة، وسط أنباء عن ضغوط لتسوية تستثني مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد ساعات من استقالات بالجملة في صفوف الهيئة.

ويقول عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن جهودا تبذل للتوصل إلى توافقات بين كافة قوى الثورة والمعارضة والقوى المدنية وباقي التنظيمات السياسية والمستقلين للتوصل إلى تشكيل وفد مفاوض واحد وموحد وبمرجعية واحدة.

وتولت وزارة الخارجية السعودية توجيه الدعوات لهذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، وتختار المكونات المشاركة فيه ممثليها في الهيئة العليا للمفاوضات التي تنتخب لاحقاً منسقاً عاماً جديداً وتختار أعضاء وفدها المفاوض إلى جنيف.

ويشارك في الاجتماع -وهو الثاني من نوعه بعد اجتماع مماثل في ديسمبر/كانون الأول 2015- نحو 140 شخصية يمثلون مكونات المعارضة الرئيسية بالإضافة إلى ممثلين عن منصتي موسكو، القريبة من روسيا وتضم في صفوفها نائب رئيس الوزراء السوري السابق قدري جميل، ومنصة القاهرة التي تضم مجموعة معارضين مستقلين.

وبحسب البحرة فإن الهدف من توسيع عضوية الهيئة العليا للمفاوضات اليوم "تفعيل المسار السياسي المتعثر في جنيف" قبل نحو أسبوع من انطلاق جولة محادثات ثامنة برعاية الأمم المتحدة التي حددت جدول أعمالها بنقاش مسألتي الدستور والانتخابات.

استقالات جماعية
ويأتي هذا المؤتمر بعد ساعات من استقالات جماعية في صفوف الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام في جنيف، ورفض عشرات الشخصيات والجهات السورية، المدعوة للمؤتمر، الحضور، ووقفات في الداخل السوري لجمهور الثورة تحذر من السقف المنخفض لمنصات معارضة تحضر المؤتمر وتقبل ببقاء بشار الأسد على رأس السلطة.

ومن أبرز الشخصيات المستقيلة رئيس الهيئة رياض حجاب الذي تحدث في بيان استقالته عن نضاله من أجل وقف "خفض سقف الثورة"، في حين أكدت عضو الهيئة سهير الأتاسي المستقيلة أيضا أن الاستقالات جاءت بعد أن تم تجاوز إرادة السوريين والهيئة العليا للمفاوضات كمؤسسة وطنية في تنظيم وهندسة مؤتمر "الرياض 2".

ويؤكد خالد خوجة الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض وعضو الهيئة أن الاستقالات لم تكن مفاجئة بعد المحاولات المستمرة لخفض السقف التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات، خصوصا أن توجيهات قد جاءت للهيئة بالتعامل مع الوضع الدولي الذي يركز على الانتخابات والإصلاح الدستوري ويتجاوز مسألة الانتقال السياسي.

وتبدو تصريحات أعضاء الهيئة المستقيلين احتجاجية ورافضة للموقف السعودي الجديد الذي أصبح ينحو إلى القبول ببقاء الأسد على الأقل لفترة انتقالية، لتقترب الرياض بذلك من المقاربة الروسية، وكذلك إلى الرؤية الإيرانية في مفارقة سياسية واضحة.

لكن القيادي بالمعارضة السورية محمد صبرا حمّل روسيا المسؤولية عن الاستقالات، ورفض بشدة الحديث عن ضغوط مورست من قبل السعودية على قيادات المعارضة السورية.

وقال إن السعودية تقدم فقط تسهيلات ولا تتدخل ولا تفرض أي قرار على المجتمعين.

يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رحب بالاستقالات، وقال "آمل أن يسمح رحيل المعارضين المتطرفين بتوحيد المعارضة في سوريا".

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الرياض 2 يتزامن مع قمة روسية تركية إيرانية في سوتشي، وبعد يوم من زيارة مفاجئة للرئيس الأسد إلى روسيا التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كثف من اتصالاته مع قادة دوليين وآخرين في المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات