جيش الفتح يبدأ التمهيد الناري لاستعادة كل حلب

أفاد مراسل الجزيرة أن جيش الفتح بدأ التمهيد الناري على أطراف حي الحمدانية في حلب بعيد إعلانه عن بدء هجوم جديد واسع النطاق يستهدف استعادة المدينة بالكامل من قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها التي باتت شبه محاصرة في مناطقها في الجزء الغربي من المدينة.

وقال المراسل محمد عيسى إن مقاتلي جيش الفتح المدعومين بفصائل من المعارضة باشروا صباح اليوم بقصف مواقع قوات النظام في مشروع "ثلاثة آلاف شقة" بحي الحمدانية.

ويقع هذا المشروع الإسكاني في حي الحمدانية، ويحاذي حي الراموسة جنوب مدينة حلب، والذي سيطر عليه جيش الفتح وفصائل من المعارضة السورية بالكامل بعد معارك أسفرت أيضا عن سيطرته على مجمع عسكري ضخم يضم كلية المدفعية ومواقع عسكرية أخرى.

وأصدر جيش الفتح الليلة الماضية بيانا أعلن فيه بدء مرحلة جديدة مما سماها ‏"ملحمة حلب الكبرى‬" لاستعادة كامل مدينة حلب وفك حصار قوات النظام عنها.

وصدر البيان بعد ساعات من فتح طريق الراموسة الذي كان تحت سيطرة قوات النظام وحلفائه، وهو ما يعني فك الحصار عن الأجزاء الخاضعة للمعارضة في مدينة حلب.

جيش جرار
وأكد بيان جيش الفتح بدء التجهيز لما وصفه بجيش جرار لتلك المهمة، وقال إن هدفَه رفع الظلم، والسيطرة على كامل المدينة. ودعا البيان عناصر النظام السوري إلى الانشقاق خلال أيام معدودات قبل بدء المعارك، وطالب مقاتليه بالرفق بأهالي حلب.

وطمأن البيان المدنيين الموجودين في مناطق القتال، وخيّرهم بين البقاء في منازلهم دون التعرض لهم والخروج آمنين. وقال جيش الفتح إن ما دفعه للقيام بما سماها "غزوة إبراهيم اليوسف" هو الظلمُ الذي تعرض له أهل حلب في ظل تخاذل وصمت المجتمع الدولي عما يحدث.

وكان جيش الفتح وفصائل من المعارضة السورية المسلحة قد تمكنوا خلال أقل من أسبوع من انتزاع كل مواقع قوات النظام المهمة جنوب وغرب مدينة حلب، وأكدت الفصائل أن مجموع ما سيطرت عليه خلال الأيام القليلة الماضية يبلغ أربعين كيلومترا مربعا.

وقد باتت أحياء حلب الغربية الخاضعة لقوات النظام شبه محاصرة من قبل فصائل المعارضة، وقد اضطرت قوات النظام لإدخال مساعدات لأحياء حلب الغربية عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) بسبب انقطاع طريق الراموسة.

وأفادت تقارير أن أسعار السلع بالأحياء الغربية زادت عدة أضعاف. في المقابل دخلت أمس أحياء حلب الشرقية الخاضعة للمعارضة أول قافلة مساعدات مقدمة من منظمات أهلية بمحافظة إدلب (شمال غرب سوريا) عبر طريق الراموسة الذي لم يؤمن بعد بالكامل.

وبينما ذكرت الفصائل السورية المشاركة في معركة فك الحصار أنها صدت مساء أمس محاولات لقوات النظام للتقدم باتجاه مواقعها المتقدمة جنوب وغرب حلب، قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش تمكن من "احتواء" هجمات "المجموعات الإرهابية المسلحة"، وثبت مواقعه في محيط الكليات العسكرية جنوب حلب، مشيرة إلى أن الطيران السوري شن 86 ضربة جوية على مواقع المعارضة.

وقال مراسل الجزيرة محمد عيسى إن طائرات روسية شنت الليلة الماضية غارات كثيفة على مواقع المعارضة، خاصة في حي الراموسة، وأسفرت إحدى الغارات عن مقتل عشرة في حي بعيدين بحلب.

كما أفاد مراسل الجزيرة في إدلب أن عشرة أشخاص جرحوا الليلة الماضية نتيجة قصف بالقنابل الفوسفورية شنته طائرات روسية على عدة أحياء داخل مدينة إدلب. وقال إن القصف أشعل حرائق ضخمة بمنازل المدنيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات