العبادي يؤجل اقتحام الفلوجة وخسائر فادحة للجيش

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارته مدينة الرمادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارته مدينة الرمادي

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن القوات العراقية أرجأت اقتحامها للفلوجة، مرجعا ذلك إلى ما وصفها بـ"مخاوف على سلامة المدنيين"، ومتعهدا برفع العلم العراقي داخل الفلوجة خلال أيام.

وجاء قرار إرجاء الهجوم عقب لقاء جمع العبادي مع قيادات أمنية وعسكرية في قيادة عمليات الفلوجة، ولم يكن هذا القرار مستبعدا بناء على الخسائر التي منيت بها القوات العراقية والمليشيات منذ بدء معركة استعادة السيطرة على المدينة.

وقال العبادي في خطاب للعراقيين بثه التلفزيون الرسمي من مدينة الفلوجة مساء الأربعاء، إن "الحرب على تنظيم (الدولة) داعش في الفلوجة حامية ونحن نوجد حاليا في الخطوط الأمامية"، مضيفا "تنظيم داعش يعتمد على أساليب غير أخلاقية في الحرب ولا يتمكن من مواجهة قواتنا المسلحة".

ولحقت بالجيش العراقي خسائر كبيرة في الساعات الماضية حيث قتل ما لا يقل عن مئة من عناصره في هجمات متفرقة لتنظيم الدولة في محافظة الأنبار كان أكثرها دموية في مناطق الزغاريت والسجر والحصى في محيط الفلوجة.

كما أفادت مصادر طبية عراقية بمقتل عشرين شخصا بينهم ستة من تنظيم الدولة الإسلامية في قصف للقوات العراقية والمليشيات المتحالفة معها على الفلوجة.

مقاومة عنيفة
ورغم الحشد العسكري غير المسبوق بعشرات آلاف المقاتلين من الجيش والمليشيات، والدعم الإقليمي والدولي الذي رافق معركة الفلوجة، فإن واقع القتال لم يكن استثناء عن كافة معارك الجيش العراقي وتنظيم الدولة.

وفي كل مرة يتحدث القادة العسكريون العراقيون عما يصفونها بمفاجآت لتحصينات وخطوط دفاع قوية يتخذها التنظيم تبطئ تقدمهم أو تحول دونه.

وقال الضابط العسكري في قيادة الجيش بمحافظة الأنبار وليد الدليمي إن القوات العراقية "لم تتمكن (خلال ثلاثة أيام من المواجهات المسلحة مع مسلحي تنظيم الدولة) من اقتحام مدينة الفلوجة، وذلك بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها مقاتلو التنظيم".

وأضاف أن القوات العراقية لا تزال تقاتل في أطراف المدينة لكسر دفاعات مسلحي تنظيم الدولة للدخول إلى الفلوجة، مشيرا إلى أن التنظيم يعتمد في المحور الجنوبي من المدينة على عناصره المزودين بمختلف الأسلحة والصواريخ، في حين يلجأ في المحور الشمالي من الفلوجة إلى السيارات المفخخة والانتحاريين والقصف الصاروخي لمنع تقدم القوات العراقية.

مواجهات بالأنبار
وبينما تتراجع القوات العراقية عن دخول مدينة الفلوجة، ترسل تعزيزاتها إلى بلدة كبيسة غربي محافظة الأنبار، حيث يتصدى الجيش مدعوما بالحشد العشائري لهجوم مباغت شنه مقاتلون من تنظيم الدولة، علما بأن مصادر عسكرية أكدت أن التنظيم فرض سيطرته على أجزاء واسعة من البلدة.

وكان 33 عنصرا من الجيش العراقي قتلوا في كمين لتنظيم الدولة جنوب الفلوجة، كما قالت مصادر عسكرية عراقية وأخرى قريبة من التنظيم إن 24 عنصرا من الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي و13 عنصرا من تنظيم الدولة قتلوا وأصيب عشرات في اشتباكات بين الطرفين بمنطقتي الزغاريت شمال الفلوجة والسجر بشمال شرقها.

من جهة ثانية، أفادت مصادر للجزيرة بأن 25 من الجيش العراقي والحشد العشائري قتلوا في ستة تفجيرات انتحارية وسط كبيسة.

في غضون ذلك، بثت صفحات مناصرة للحشد الشعبي في العراق صورة جديدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، يظهر فيها مع قائد القوات البرية بالحرس الثوري الجنرال محمد باكبور إلى جانب ضابط برتبة لواء في الشرطة الاتحادية العراقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات