إبراهيم منير يقر بخلافات للإخوان وينتقد السيسي

إبراهيم منير - نائب المرشد العام للإخوان المسلمين
إبراهيم منير: طريقة كلام السيسي ومطالبته الناس بالاستماع له تجسيد للمشهد الأخير للعقيد القذافي (الجزيرة نت)

محمد أمين-لندن

أقر إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان المسلمين بوجود خلافات داخل الجماعة، لكنه وصفها بالمحدودة، ملقيا باللوم على بعض الأفراد فيها الذين يريدون تأسيس جماعة جديدة.

وقال منير في حوار خاص مع الجزيرة نت إن هؤلاء الأفراد من الإخوان يضخمون الخلافات عبر الإعلام، ويوزعون لوائح جديدة بشكل انفرادي على الأعضاء وعلى المجتمع من أجل تأسيس جماعة أخرى، وهو ما يعد مخالفة واضحة للوائح الداخلية للإخوان.

وحول أصل الخلاف، قال منير إنه يتركز على طريقة مقاومة الانقلاب بين شباب أحبط مما جرى عقب الانقلاب والقتل الذي تم في الشوارع والميادين، وبين قيادة خبرت سابقا مثل هذه المحن وتدير المعركة بنفَس طويل وفق مقولة "سلميتنا أقوى من الرصاص".

ودعا القيادي الإخواني من "يجلسون في غرف ناعمة" في الخارج حسب وصفه، ويصوغون البيانات واللوائح، إلى تذكر أن هناك أكثر من خمسين ألفا في السجون، كما دعاهم إلى وحدة الصف.

وشدد منير على أن القيادة الشرعية الحالية للإخوان في مصر تتمثل في محمود عزت القائم بأعمال المرشد ومساعده محمد عبد الرحمن، وهما موجودان في الداخل، مؤكدا أن ولاية المرشد الحالي محمد بديع المعتقل في السجون المصرية ما زالت قائمة.

وحول الخطاب الأخير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال منير إن الخطاب عكس شعور السيسي بالقلق، كما أنه خطاب موجه إلى جهة لا يعلمها الناس، معتبرا أن هذه هي المرة الأولى التي لا يوجه فيها خطابه إلى الإخوان المسلمين.

ورأى أن طريقة كلام السيسي ومطالبته الناس بالاستماع له عبارة عن تجسيد للمشهد الأخير للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي. كما يعكس الخطاب استفحال الأزمة الشخصية التي يعيشها الرجل.

وفسر منير هذه التهديدات بأنها ناتجة عن شعور شخصي لدى السيسي بالتشاؤم، وعن إحساسه بأن جهات في الدولة العميقة تتحرك ضده شخصيا، وأن "رجال مبارك" عادوا بقوة.

وأشار إلى أن رجال مبارك -وإن كانوا متفقين على تحالفاتهم ضمن الدولة العميقة والحكم العسكري- ليسوا بالضرورة راضين عن شخص السيسي، في ظل إدارته ومشاريعه الفاشلة التي أضرت بمصالحهم، وأدت إلى هروب رؤوس الأموال من مصر، وتدمير السياحة.

ووصف منير الوضع في مصر بأنه في أسوأ أحواله في ظل تضييع حقوق مصر المائية، والتنازل عن الغاز المصري لليونان وقبرص وإسرائيل، واستفحال الغلاء والأزمة الاقتصادية، إضافة إلى تغول الأمن والداخلية على الناس.

وحول ما إذا كان خيار الحوار مع النظام مطروحا، قال منير إنه لا يمكن الحوار مع هذا النظام الذي جاء لمسح الثورة واجتثاث الإخوان، وإن استمرار المظاهرات دليل على فشل العسكر.

ورغم عدم اعتراضه على القول بأن الجماعة خسرت معركة، فقد شدد على أن النظام فشل في اجتثاثها، وقال إنها ما زالت موجودة وستبقى في مصر، معتبرا أن الرئيس المعزول محمد مرسي "أنجز في سنة واحدة ما عجز السيسي عن إنجازه في ثلاث سنوات وما عجز مبارك عن إنجازه، خاصة في مجال السيادة والإنجازات الاقتصادية".

المصدر : الجزيرة