عشرات القتلى وآلاف النازحين بحملة عنف متواصلة بحلب

قالت مصادر للجزيرة إن عشرات المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح جراء قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة لحي المغاير شرقي حلب، في حين تتواصل موجات النازحين من الأجزاء الشرقية للمدينة المحاصرة بحثا عن مناطق آمنة.

وأضاف المراسل أن القصف تزامن مع محاولاتِ قوات النظام والميليشيات الموالية له التقدم على أكثر من محور داخل المدينة، لكن المعارضة صدت الهجوم وقتلت عشراتٍ وأسرت آخرين.

في هذه الأثناء، أكد ناشطون أن فصائل المعارضة تصدت لهجمات قوات النظام وأسقطت قتلى بصفوفها، كما وقعت غارات ومعارك بريف دمشق ومحافظات أخرى.

ووثق الدفاع المدني في حلب مقتل 25 نازحا، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف قوات النظام حي الجلوم الواقع تحت سيطرة المعارضة شرقي حلب بالقرب من القلعة الأثرية.

وقال مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر طبية إن قتلى وجرحى سقطوا صباح اليوم في قصف بالبراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور استهدف حي المغاير المحاصر شرقي المدينة، وما زال مصير المصابين مجهولا نظرا لتعرض كل المستشفيات للقصف، كما سقط أيضا ثلاثة قتلى بينهم طفلان في حي المعادي.

وأضاف المراسل أن قوات النظام استأنفت محاولاتها للتقدم إلى الأحياء المحاصرة شرق حلب من الجهة الجنوبية الغربية، وتحديدا في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين وجب الشلبي، حيث قالت قوات المعارضة إنها صدت تلك المحاولات وقتلت وأسرت عددا من جنود النظام والمليشيات واستحوذت على أسلحة وذخائر.

وكان رئيس المجلس المحلي في المدينة قد قال في وقت سابق إن أكثر من ثمانمئة شخص قتلوا وأصيب ما بين ثلاثة آلاف وثلاثة آلاف وخمسمئة شخص في شرق حلب المحاصر خلال الأيام الـ26 الماضية، بينما ينتظر باقي السكان من المدنيين المحاصرين حكما فعليا بالموت على حد وصفه. 

وقال المسؤول بوزارة الدفاع الروسية سيرغي رودسكوي إن 10500 شخص غادروا شرق حلب خلال الساعات الـ24 الماضية، مضيفا أن قوات النظام سيطرت على 93% من حلب واستعادت 52 منطقة سكنية من المعارضة، كما أصر على أن الطائرات الروسية والسورية لم تحلق فوق حلب منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول.

موجة نزوح
في هذه الأثناء، تتواصل موجات النازحين من الأجزاء الشرقية لحلب بحثا عن مناطق آمنة من القصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف المدينة منذ أسابيع.

وتشير آخر الأخبار الواردة من المدينة إلى نزوح نحو أربعة الآف شخص من مناطق حي بستان القصر وحي الصالحين.

وتضيف المصادر أن عملية النزوح تمت عبر الممرات الإنسانية التي حددتها قوات نظام الأسد والقوات الروسية للمدنيين. وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن نحو مئة ألف مدني لا يزالون محاصرين داخل الاحياء الشرقية لحلب.

وفي الريف الشمالي لحلب، أعلنت فصائل الجيش الحر بدء مرحلة "تحرير مدينة الباب" من تنظيم الدولة الإسلامية، حيث بدأت فجر اليوم بالتقدم وسط غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي من قبل الجيش التركي، ما سمح للمعارضة بالسيطرة على قريتي الدانا وبراتا.

بالمقابل، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن 13 شخصا قتلوا وأصيب 8 آخرون نتيجة القصف التركي على الباب، مضيفة أن التنظيم أعطب دبابة ودمر سيارة قرب الدانا.

وفي دمشق، وقعت اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام في حي جوبر، كما شهدت بلدات الغوطة الشرقية غارات عدة تسببت بسقوط جرحى، في حين تمكنت فصائل المعارضة من قنص جنود في جبهة الريحان بحسب وكالة شام.

وأضافت الشبكة أن طائرات النظام أغارت على مدن وقرى بمحافظات إدلب وحماة ودرعا ودير الزور دون تسجيل إصابات بين المدنيين، وأن المعارضة قصفت مواقع النظام في بلدتي كفريا والفوعة بإدلب.

وتحدثت الشبكة عن سقوط حوالي عشرين قتيلا والعديد من الجرحى جراء قصف لطيران التحالف الدولي على قرية معيزيلة بمحافظة الرقة.

أما محافظة حمص فشهدت اليوم تقدما لتنظيم الدولة بمحيط مدينة تدمر الأثرية، حيث سيطر على شركة غاز المهر ومناطق أخرى رغم الغارات الروسية والسورية.

المصدر : الجزيرة + وكالات