أربع وفيات بحلب جراء تأخر الإجلاء

توفي أربعة أشخاص في حلب اليوم الاثنين جراء ضعف الإمكانات الطبية وتأخر إجلائهم نحو الريف الغربي، كما احتجزت مليشيات موالية للنظام عشرات الحافلات أثناء الإجلاء، بينما ينتظر المئات في العراء وصول الحافلات التي تواصل على مدار الساعة إجلاء المحاصَرين وفقا للاتفاق.

وأفادت مصادر طبية للجزيرة بوفاة ثلاثة من المرضى والمصابين في الأحياء المحاصرة بشرق حلب، إضافة إلى طفلة حديثة الولادة، وذلك في ظل استمرار العجز عن تقديم الخدمات الطبية وعدم السماح بدخول فرق الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي إلى المنطقة.

في الوقت نفسه، يواصل مئات المدنيين المحاصرين الانتظار في العراء وداخل الحافلات منذ ساعات وفي درجات حرارة متدنية، ما يزيد تفاقم الأوضاع الصعبة أصلا. وتلقت الجزيرة نداءات تشير إلى أن أوضاع نحو مئة مصاب ومريض في غاية الخطورة وستزداد سوءا إن لم يُقدم لهم الإسعاف اللازم.

وقال مراسل الجزيرة أمير العباد إن الحافلات تصل على مدار الساعة إلى الريف الغربي، حيث بلغ عدد المهجرين أكثر من عشرين ألفا بينهم مئات الجرحى وعدد من مقاتلي المعارضة، مضيفا أن نحو خمسمئة حافلة ستتولى مهمة كافة المحاصرين الذين بقي منهم نحو عشرين ألفا آخرين.

وما زال هناك العديد من الحالات الحرجة في مستشفى القدس بحلب، بانتظار إجلائها إلى ريف حلب الغربي ثم إلى تركيا، كما ينتظر بالمقابل 1250 جريحا في بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب لإجلائهم إلى مدينة حلب وفقا للاتفاق.

وأوضح المراسل أن الدفعة الثانية من جرحى كفريا والفوعة تتضمن 1500 جريح سيتم إجلاؤهم لاحقا، مقابل إجلاء نفس العدد من الجرحى المحاصرين ببلدتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق، حيث سيؤدي ذلك إلى سقوط الزبداني بالكامل في قبضة النظام وخلوها من المعارضة، بينما يبقى ثلاثون ألف مدني محاصرين في مضايا المجاورة.

وأفاد مراسل الجزيرة في مدينة غازي عنتاب أن مليشيات موالية للنظام احتجزت في منطقة الراموسة 75 حافلة قبل أن تواصل مسيرها، وأضاف رأفت الرفاعي أن هذه الحافلات كانت محتجزة في ظروف غير إنسانية.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 47 طفلا كانوا محاصرين في دار للأيتام بشرق حلب تم إجلاؤهم اليوم، وبعضهم يعاني من إصابات خطيرة ومن الجفاف.

وبدوره، قال المستشار الأممي للشؤون الإنسانية يان إيغلاند عبر تويتر مساء أمس "عمليات إجلاء معقدة من شرق حلب والفوعة وكفريا بدأت على قدم وساق. نحتاج أكثر من تسعمئة حافلة لإجلائهم جميعا. علينا ألا نفشل".

وقالت كايزي هاريتي من منظمة ميرسي كور الخيرية التي تستقبل المهجرين بمركزين تابعين لها "الأشخاص الذين نستقبلهم عاشوا جحيما، ومن المستحيل وصف أو فهم مستوى الصدمة التي تعرضوا لها". كما تحدث أحد الأطباء عن وصول المهجرين في حالة سيئة جدا بعد انتظارهم أكثر من 16 ساعة في العراء بلا طعام ولا شراب.

المصدر : الجزيرة + وكالات