اجتماع روسي تركي ودعوة فرنسية لوقف قصف حلب

People carry belongings as they flee deeper into the remaining rebel-held areas of Aleppo, Syria December 12, 2016. REUTERS/Abdalrhman Ismail
نازحون يفرون إلى الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب (رويترز)

يجتمع مسؤولون أتراك وروس غدا الأربعاء لبحث الوضع في حلب، حيث تتعرض الأحياء المتبقية تحت سيطرة المعارضة لقصف عنيف من قبل قوات النظام، وسط دعوات فرنسية وأممية لوقف القصف وحماية المدنيين، وإصرار روسي على السيطرة على كامل المدينة.

ونقلت رويترز عن مسؤول تركي رفيع أن المسؤولين الأتراك والروس سيعقدون غدا الأربعاء اجتماعا في تركيا لتقييم الوضع في حلب، واحتمال فتح ممر لخروج المقاتلين والمدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأضاف أن تركيا تواصل جهودها مع الولايات المتحدة وكذلك إيران والاتحاد الأوروبي ودول خليجية للعمل على إجلاء مقاتلي المعارضة من حلب.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن هذا الاجتماع واحد من اجتماعات عدة مماثلة بين تركيا والمجتمع الدولي بشأن الأزمة السورية.

وأشار الوزير التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيكي في أنقرة إلى أن ثمة حاجة لاتفاق على وقف النار من أجل السماح بإجلاء المدنيين.

وكانت فرنسا دعت اليوم الثلاثاء الأمم المتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة، وحذرت روسيا من أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال "انتقام وترويع" تقع في المدينة السورية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن التوصل إلى وقف إطلاق النار أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مضيفا "أن مساندي النظام بدءا من روسيا لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع دون أن يتحملوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين".

وكان الوزير الفرنسي قال إن روسيا كانت تكذب باستمرار بشأن استعدادها للتفاوض على وقف إطلاق النار في حلب، وأضاف أنه من السذاجة الاعتقاد أن الانتصار في حلب يعني نهاية الحرب في سوريا.

السيطرة الكاملة
أما الكرملين فأكد أن روسيا تدعم تحرك القوات المسلحة السورية حتى فرض السيطرة الكاملة على حلب.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي رفض الإجابة عن سؤال فيما إذا كان الجانب الروسي سيوافق على توفير ممر للخروج الآمن للمسلحين من المدينة.

يُشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا وصلت إلى طريق مسدود.

من جهته، اتهم مصدر في المعارضة السورية المسلحة في تصريح للجزيرة روسيا بأنها ترفض حتى الآن كل مقترحات وقف القصف وإخراج المدنيين من الأحياء المحاصرة في حلب.

أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد أعرب عن "قلقه البالغ" إزاء معلومات عن فظائع ارتكبت في الساعات الأخيرة في حلب بقتل "عدد كبير" من المدنيين، منهم نساء وأطفال.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم بان كي مون "الأمين العام وإذ يشدد على أن الأمم المتحدة غير قادرة على التحقق بصورة مستقلة من صحة هذه التقارير، فإنه يود أن يعرب للفرقاء المعنيين عن قلقه العميق".

وأضاف أن الأمين العام طلب من مبعوثه إلى سوريا ستفان دي ميستورا متابعة تطورات الأوضاع في مدينة حلب.

‪عشرات الناشطين السوريين والعرب يتضامنون أمام القنصلية الروسية بإسطنبول مع حلب‬ 
عشرات الناشطين السوريين والعرب يتضامنون أمام القنصلية الروسية بإسطنبول مع حلب (الجزيرة)
‪عشرات الناشطين السوريين والعرب يتضامنون أمام القنصلية الروسية بإسطنبول مع حلب‬
عشرات الناشطين السوريين والعرب يتضامنون أمام القنصلية الروسية بإسطنبول مع حلب (الجزيرة)

جرائم حرب
من جانبه، أشار سفير الائتلاف السوري المعارض بالولايات المتحدة نجيب الغضبان إلى أن جميع التحركات الدولية الحالية تهدف إلى توفير ممرات إنسانية آمنة للمدنيين في حلب بعد فشل الأمم المتحدة في توفير ذلك.

وأضاف الغضبان أن قوات النظام والمليشيات الموالية فضلا عن القوات الروسية يرتكبون جرائم ضد الإنسانية ليس ضد أبناء سوريا فحسب وإنما ضد العالم أجمع.

وعلى وقع التقارير التي تشير إلى ارتكاب مجازر في الأحياء التي يستعيدها النظام في حلب والقصف المدفعي العنيف والمستمر على ما تبقى من المدينة ما يعرض حياة أكثر من مئة ألف شخص محاصرين للخطر، تجمع عشرات الناشطين السوريين والعرب أمام القنصلية الروسية في شارع الاستقلال وسط مدينة إسطنبول للتنديد بما يحصل من مجازر بحق المدنيين في حلب.

وكان ناشطون سوريون قد دعوا السوريين والعرب المقيمين في إسطنبول إلى التجمع بدءا من الساعة الـ12 من ظهر اليوم أمام القنصلية.

وبثت شاشة الجزيرة العديد من رسائل الاستغاثة والنداءات من داخل حلب التي تدعو إلى وقف القصف وإخراج المدنيين والمرضى.

المصدر : الجزيرة + وكالات