افتتاح باذخ لقناة السويس الجديدة

A handout picture provided by the Office of the Egyptian Presidency shows Egyptian President, Abdel Fattah al-Sisi, standing on a boat in full military uniform, as he travels down the new addition to the Suez Canal, Egypt, 06 August 2015. According to reports the the latest addition under various Egyptian regimes over the years to the canal comes in at 72 kilometer (44 mile), completed in under a year at an estimated cost of 8.5 billion US dollars, and was opened to shipping 06 August, cutting journey times from an estimated 18-14 hours to 11 hours, making it the fastest shipping lane of its kind worldwide. According to the Egyptian Government the additional chanel will double revenue, though their figures have been widely disputed by international economists. EPA/OFFICE OF THE EGYPTIAN PRESIDENT / HANDOUT
السيسي على متن اليخت الملكي الذي أقله إلى مقر الاحتفال بافتتاح فرع القناة الجديد (الأوروبية)

دشنت مصر اليوم الخميس الفرع الجديد لقناة السويس في احتفال باذخ حضره عدد من زعماء الدول ووفود أجنبية أخرى، ووصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه هدية الشعب المصري للعالم.

وارتجل السيسي كلمة أعطى خلالها إشارة البدء إيذانا بالتشغيل الفعلي لما سمي "قناة السويس الجديدة"، ووصف فيها المشروع الذي بلغت تكلفته 8.5 مليارات دولار بأنه "إنجاز تاريخي" قائلا إن الشعب المصري حفرها "في ظروف اقتصادية وأمنية صعبة جدا".

وجرى الاحتفال بافتتاح الفرع الجديد للقناة في مدينة الإسماعيلية شمال شرقي البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة في أعقاب سلسلة من الهجمات شنها مسلحون إسلاميون في شبه جزيرة سيناء والعاصمة القاهرة.

ووصل السيسي إلى الإسماعيلية على متن مروحية عسكرية، قبل أن يستقل يختا من العصر الملكي مرتديا بزة عسكرية لتبحر به عبر القناة الجديدة إلى مقر الاحتفال. ورافقت اليخت سفن حربية فيما حلقت في سماء الاحتفال مقاتلات نفاثة ومروحيات وطائرات نقل عسكرية.

وقد عبرت بالفعل أول سفينتين متقاطعتين في قناة السويس, وذلك أثناء إلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته في حفل الافتتاح.

سفينة حاويات تعبر القناة الجديدة أثناء إلقاء السيسي كلمته(غيتي)
سفينة حاويات تعبر القناة الجديدة أثناء إلقاء السيسي كلمته(غيتي)

وقال السيسي إن المصريين بذلوا خلال سنة "جهدا كبيرا جدا لكي يقدموا للعالم ولمصر هدية من أجل الإنسانية، ومن أجل التنمية، ومن أجل البناء، ومن أجل التعمير".

وكانت أعمال الحفر للفرع الجديد لقناة السويس قد دشنها الرئيس السيسي نفسه في الخامس من أغسطس/آب من العام الماضي.

وطرح بنك مصر المركزي اكتتابا عاما للمصريين لتمويل أعمال إنشاء الفرع الجديد للقناة، جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار أميركي. وتضمن المشروع حفر "قناة جديدة" طولها 37 كلم، وتعميق وتوسيع القناة الأساسية على طول 35 كلم.

وجهان لصورة واحدة
وتقول الحكومة المصرية إن المشروع الجديد سيزيد من عائدات قناة السويس بأكثر من الضعف لتصل إلى 13.2 مليار دولار بحلول العام 2023، مما سيضخ عملة صعبة في اقتصاد البلاد الذي يكافح جاهدا لاسترداد عافيته بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وما تلاها من سنوات تخللها انقلاب الجيش بقيادة السيسي على الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013.

طائرات عسكرية مصرية تحلق في سماء الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة (غيتي/الفرنسية)
طائرات عسكرية مصرية تحلق في سماء الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة (غيتي/الفرنسية)

وبعد أعمال التوسعة، تتوقع هيئة قناة السويس أن يكون بوسع نحو 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول العام 2023 مقابل 49 سفينة حاليا.

كما ستسمح "القناة الجديدة" بسير السفن في الاتجاهين مما سيقلص الفترة الزمنية لعبور السفن من 18 إلى 11 ساعة.

ومن بين الشخصيات الدولية التي حضرت حفل افتتاح القناة الجديدة الملك الأردني عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والرؤساء السوداني عمر البشير واليمني عبد ربه منصور هادي والفلسطيني محمود عباس.

كما حضره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس.

وأعلنت الحكومة المصرية اليوم الخميس عطلة في البلاد، وأغلقت البنوك ومعظم الشركات والمؤسسات التجارية أبوابها احتفالا بالمناسبة.

تشكيك بالمشروع
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأميركية للأنباء في تقرير من مدينة الإسماعيلية الخميس إن اقتصاديين وشركات شحن ظلوا يشككون في جدوى المشروع، ذلك أن زيادة حركة السفن والعائدات التي تعقد عليها الحكومة الآمال تتطلب نموا كبيرا في حجم التجارة العالمية، "وهو أمر غير متوقع في هذه المرحلة".

كما أن الاحتفال بافتتاح الفرع الجديد للقناة طغى عليه بعض الشيء التهديد الذي لوَّح به تنظيم الدولة الإسلامية بقتل رهينة كرواتي كان قد اختطفه في القاهرة الشهر الماضي، وهو ما رأت فيه أسوشيتدبرس تذكيرا بالخطر الذي يشكله المسلحون الإسلاميون على استقرار مصر.

المصدر : الجزيرة + وكالات