كيري: لا حل عسكريا بسوريا والأسد فقد شرعيته

مـؤتـمـر صـحـفـي لـوزيـري الـخـارجـيــة الــقــطـري والأمـريـكــي فــي الـدوحــة
العطية (يمين) في المؤتمر الصحفي المشترك مع كيري: دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي مع إيران (الجزيرة)

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالدوحة اليوم إنه لا حل عسكريا في سوريا، رغم أنه أكد أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه فقدا الشرعية منذ وقت طويل، مشيرا إلى أنه سيبحث الوضع السوري مع نظيريه الروسي والسعودي اليوم بالدوحة. بينما أعلن وزير الخارجية القطري ترحيب دول مجلس التعاون بالاتفاق النووي مع إيران.

وأوضح كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي خالد العطية إنه بحث مع نظرائه الخليجيين الاتفاق النووي الإيراني والصراعات في المنطقة خاصة في سوريا واليمن وليبيا.

وأشار كيري إلى ضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا، وأكد دعم بلاده للمعارضة "المعتدلة" فيها والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية للتخلص من الملاذ الآمن الذي تتمتع به هناك.

وعن اليمن قال إنهم يرفضون ما يقوم به الحوثيون من نشاط عسكري ويرفضون دعم إيران لهم ولحزب الله اللبناني. وقال إنه يجب التزام جميع الأطراف اليمنية بمقررات الحوار الوطني والعودة إلى الحل السياسي.

وفي الشأن الليبي، قال إن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حل وفاقي، ودعا جميع "صناع القرار" في ليبيا لتشكيل حكومة وفاق وطني.

وأضاف أنه استعرض الاتفاق بشأن نووي إيران مع نظرائه الخليجيين. وفي هذا الصدد قال إنهم مستمرون في التشاور والتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث بحثوا اليوم سبل بناء هذه الدول قدراتها الدفاعية.

وأوضح أنهم اتفقوا على تسريع مبيعات بعض الأسلحة الأميركية لدول الخليج والتي كانت تأخذ وقتا طويلا، وتكثيف التدريب العسكري خاصة على الاعتراض البحري وتدريب القوات، ودمج أنظمة الدفاع الصاروخي البالستي بدول الخليج وتبادل المعلومات بشأن مكافحة "الإرهاب". وأشار إلى أن ذلك مجرد أمثلة على ما اتفقوا عليه من خطوات ملموسة وعملية.

وعن الاتفاق النووي مع إيران وما يُقال عن أن جزءا مما تضمنته هو تعاون إيران في إيجاد حل في سوريا؛ قال كيري إن الاتفاق النووي لا يتضمن شيئا بخلاف تقييد قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي، وإن هذا الاتفاق لم يكن مبنيا على أساس أي توقعات خارجة عما يتعلق بالقدرات النووية النووية.

وأعلن كيري أيضا عن تشكيل لجنتين لمتابعة ما تم في هذا الاجتماع وستجتمع إحداهما في العاصمة السعودية الرياض والأخرى ستجتمع في دولة أخرى لم يذكرها.

ترحيب خليجي
من جهته، قال خالد العطية إن دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي الذي تم بين دول 5+1 وإيران، وتمنى أن يشمل ما تم مع إيران جميع دول منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح العطية أن الاجتماع الذي تم مع كيري اليوم هو استكمال للاجتماع الذي انعقد في مايو/أيار الماضي في كامب ديفد بالولايات المتحدة بين قادة دول الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما.  

وأضاف العطية أن الولايات المتحدة والدول الخمس الأخرى التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران لديها التقنية والمعرفة الكاملة بالمجال النووي وأن دول الخليج مطمئنة للاتفاق الذي تم، لكنها تتطلع إلى تمديده إلى دول أخرى في المنطقة.

وكان كيري قد عقد اجتماعا في الدوحة مع نظرائه بدول مجلس التعاون الخليجي سعيا منه لتبديد مخاوفهم من الاتفاق النووي الذي أبرم الشهر الماضي مع إيران، بالإضافة إلى بحث الصراعات الدائرة في بعض دول المنطقة.

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية "هذه فرصة حقيقية أمام الوزير (كيري) للغوص عميقا مع وزراء الخارجية الخليجيين في محاولة للرد على أي تساؤلات قد تكون عالقة في أذهانهم على أمل إقناعهم وضمان دعمهم لكي نمضي قدما في جهودنا".

وتخشى معظم دول الخليج العربية أن يسرّع الاتفاق -الذي أبرم في 14 يوليو/تموز الماضي بين إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى- من وتيرة تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن ويشجع إيران على دعم حلفائها في المنطقة.

وأثناء وجوده في قطر سيجتمع كيري في وقت لاحق اليوم الاثنين مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير لبحث الأزمة في سوريا.

ويكتسب هذا الاجتماع أهمية لأن روسيا داعم رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، بينما تطالب السعودية والولايات المتحدة بإزاحته.

المصدر : الجزيرة