القوات الصومالية تستعيد مدينة إستراتيجية

القوات الصومالية والإفريقية لدى سيطرتها على مدينة براوه بمحافظة شبيلي السفلى في شهر أكتوبر 2014 (الجزيرة نت).
القوات الصومالية والأفريقية لدى سيطرتها على مدينة براوة بمحافظة شبيلي السفلى في أكتوبر/تشرين الأول 2014 (الجزيرة نت)

قاسم أحمد سهل-مقديشو
عبد الرحمن سهل-كيسمايو

سيطر الجيش الصومالي وقوات الاتحاد الأفريقي (أميصوم) الويم الأربعاء على مدينة بارطيرا الإستراتيجية في محافظة جيدو جنوب غربي البلاد، ضمن الحملة العسكرية التي بدأت مؤخرا للسيطرة على المناطق التي لا تزال في أيدي حركة الشباب المجاهدين.

وجاءت سيطرة القوات المشتركة بعد انسحاب مقاتلي حركة الشباب من المدينة دون قتال، حسب ما أفاد به مسؤولون وسكان للجزيرة نت.

وأكدت هذه المصادر أن قوات من الجيش الكيني ترافقها قوات صومالية دخلت بارطيرا من الجهة الغربية ظهرا، وهي موجودة حاليا في جسر المدينة، مضيفين أن المدينة أصبحت شبه خالية.

وقال المسؤول بمدينة بولوحاوا في محافظة جيدو نور حريد للجزيرة نت إن بارطيرا أصبحت في قبضة القوات المشتركة، وإنه لا يوجد فيها مقاتلون من حركة الشباب، مضيفا أنهم انسحبوا من المدينة في وقت مبكر اليوم الأربعاء.

كما نقلت الإذاعة الرسمية في مقديشو عن ضابط من الجيش الصومالي يُدعى سياد أحمد آدم قوله إن القوة المشتركة موجودة حاليا في الأجزاء المهمة من بارطيرا، متوقعا وصول قوة إثيوبية وصومالية للسيطرة على باقي المدينة في الساعات القادمة.

احتفالات بالمدينة
وأكد الجنرال عبد الله إسماعيل نائب رئيس إدارة محافظة جوبا لاند أن القوات الصومالية والكينية سيطرت على مدينة باطيرا، وأن سكانها يحتفلون بهذا الانتصار، وأن والحملة العسكرية ستستمر "لتحرير المناطق المتبقية تحت سيطرة أعداء السلام".

ودعا إسماعيل المواطنين إلى الخروج من مساكنهم للاحتفال والترحيب بالقوات التي وصفها بالباسلة، مشيرا إلى أن مقاتلي حركة الشباب زرعوا الألغام في الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة من الجهة الغربية، غير أنه تم تطهيرها، حسبما قال.

أما الناطق الرسمي باسم إدارة جوبا لاند الصومالية عبد الناصر سيرار فوصف استعادة بارطيرا بالحدث التاريخي والضربة الموجعة "لأعداء الصومال"، وقال للجزيرة نت إن الحملة العسكرية الحالية ستواصل مطاردتها "للعناصر الإرهابية الهاربة".

وقد انسحبت عناصر حركة الشباب إلى جهة محافظة جوبا الوسطى، وهي آخر المعاقل الإستراتيجية للحركة نظرا لوجود غابات كثيفة، كما أنها متصلة بمحافظة شبيلى السفلى الواقعة بين مقديشو العاصمة وجوبا الوسطى.

موقع إستراتيجي
وتقع مدينة بارطيرا في موقع إستراتيجي وحيوي حيث يخترقها نهر جوبا ويمر بها جسر يربط بين محافظة جوبا لاند ومحافظات جنوب غرب الصومال المتاخمة لكينيا. كما كانت مصدرا اقتصاديا حيويا للحركة، وتعد بمثابة أحد شرايين الحياة بالنسبة لها.

‪جنود من القوات الصومالية‬ (الجزيرة نت)
‪جنود من القوات الصومالية‬ (الجزيرة نت)

ويقول الباحث في الشأن الصومالي محمود سمتر إن خروج بارطيرا من قبضة حركة الشباب ضربة اقتصادية وعسكرية وأمنية للحركة، ونصر حقيقي للصومال وكينيا.

وأوضح سمتر للجزيرة نت أن الحركة أضاعت مدينة إستراتيجية وحيوية، بينما حققت كينيا والقوات الصومالية مكسبا في غاية الأهمية، حيث كانت المدينة معقلا لإدارة العمليات العسكرية والأمنية الموجهة إلى الصومال وكينيا معا.

من جهته، أشار وزير شؤون الرئاسة بجوبا لاند عبد غني محمد إلى أن طائرات أميركية بلا طيار قصفت مواقع حركة الشباب المحيطة بالمدينة في الأسبوعين الماضيين لتسهيل مهمة القوات المشتركة وتقويض القدرات الهجومية للحركة.

ولم تعلق حركة الشباب على خسارتها مدينة بارطيرا، إلا أن وسائل إعلام موالية أكدت انسحابها من المدينة إثر اشتباكات عنيفة استمرت خلال الأيام الستة الماضية وشاركت فيها قوات إثيوبية وكينية وطائرات أميركية بلا طيار.

زحف وقصف
وفي موازاة ذلك بدأت القوات المشتركة من القوات الصومالية والإثيوبية العاملة تحت إمرة قوات حفظ السلام الأفريقية الزحف نحو مدينة ديسنور الإستراتيجية في محافظة باي، حيث تحركت من مدينة بيدوا مركز المحافظة، بينما تقود نفس القوات عمليات عسكرية واسعة النطاق في محافظة بكول لفك الحصار عن مدينة "حدر" والمدن الرئيسية الأخرى المحاصرة من قبل حركة الشباب.

وقال قائد القوات الصومالية المشاركة في العملية عبد الرحمن محمد عثمان لإذاعة مقديشو إنهم استعادوا السيطرة على 14 موقعا في محافظة بكول، وإن القتال يدور في الأدغال.

وكانت قوات الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي قد أطلقت الجمعة الماضية حملة عسكرية أسمتها "عملية ممر جوبا" بهدف السيطرة على المناطق المتبقية في أيدي حركة الشباب، غير أن تقارير صحفية وغربية أفادت بأن هدف الحملة إحراز انتصارات عسكرية قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كينيا يوم 27 يوليو/تموز الحالي.

المصدر : الجزيرة