قلق أميركي من فتح المنطقة الخضراء للجمهور
أبدت الولايات المتحدة قلقها من قرار الحكومة العراقية فتح "المنطقة الخضراء" أمام الجمهور بعد أن ظلت مغلقة لأكثر من 12 عاما وخضعت لإجراءات أمنية مشددة.
ويوجد في هذه المنطقة، التي تقع وسط بغداد، مقار الحكومة العراقية والسفارتين الأميركية والبريطانية، وكذلك أماكن سكن المسؤولين العراقيين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر خلال مؤتمر صحفي "لقد أعربنا مرارا عن قلقنا إزاء تخفيف القيود" الأمنية في المنطقة الخضراء، التي لطالما شكلت مركزا للوجود الأميركي في العراق.
وأضاف أن واشنطن ستراقب عن كثب الظروف الأمنية، "وإذا اقتضى الأمر، ستواصل مواءمة الجهاز الأمني" المكلف بأمن سفارتها الواقعة في هذه المنطقة الشديدة التحصين.
وأشار المتحدث إلى أن الحكومة العراقية أبلغت نظيرتها الأميركية بصورة منتظمة بعزمها فتح المنطقة الخضراء أمام الجمهور.
جزء من الإصلاحات
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الأحد فتح المنطقة الخضراء أمام الجمهور مع الإبقاء على بعض القيود، معتبرا أن ذلك من الإجراءات التي وعد المواطنين بها، ومتعهدا بالمضي قدما في الإصلاحات وعدم التراجع عنها.
وقال سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء إن العبادي كان في استقبال بعض المواطنين بسياراتهم لدى دخولهم المنطقة الخضراء الأحد عبر أحد المداخل التي افتتحت في الآونة الأخيرة.
وقرر العبادي نهاية أغسطس/آب الماضي فتح المنطقة الخضراء بعد سلسلة من المظاهرات ضد الفساد، وطلب من قوات الأمن القيام بكل ما هو ضروري لضمان تمكين المواطن العراقي من السير فيها.
والمنطقة الخضراء البالغة مساحتها عشرة كيلومترات مربع في قلب بغداد، تخضع منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003 للإدارة الأميركية المباشرة حتى تم نقل إدارتها إلى السلطات العراقية في 2009.
والإجراء الجديد يتيح وصولا محدودا إلى هذه المنطقة الواسعة من العاصمة العراقية، حيث إن السير في معظم شوارعها يحتاج إلى حمل شارة خاصة، لكن من شأنه أن يجتذب المدنيين ويخفف زحمة المرور في بغداد.
وقبل الغزو الأميركي للعراق كانت هذه المنطقة -التي تضم القصر الجمهوري- مفتوحة للجمهور وأمام حركة المرور حتى أغلقها الأميركيون بعد الغزو.
وظلت المنطقة الخضراء لسنوات هدفا لهجمات، وهي محاطة بأسوار عالية من الإسمنت المسلح ومحمية بدبابات وعربات مصفحة ومن قبل نخبة القوات الخاصة في الأمن.