تمديد التصويت بانتخابات سوريا والمعارضة تصفها بالمهزلة

أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات في سوريا تمديد فترة التصويت اليوم في الانتخابات الرئاسية خمس ساعات، وذلك في الاقتراع الذي يجري بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام والذي أعلنت المعارضة مقاطعتها له ووصفته بالمهزلة.

وقالت اللجنة إن التصويت سيستمر حتى الثانية عشرة ليلا من هذا اليوم في جميع المراكز الانتخابية، بعد ما كان مقررا أن يختتم الساعة السابعة مساء.

ودعي إلى المشاركة في الاقتراع -حسب وزارة الداخلية السورية- 15 مليون ناخب في الانتخابات التي يتنافس فيها الرئيس بشار الأسد وعضو مجلس الشعب ماهر الحجار، والعضو السابق في المجلس حسان النوري.

وتقول منظمات حقوقية إن 6.5 ملايين سوري نزحوا بسبب الحرب الدائرة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، بينما يقدر عدد اللاجئين خارج البلاد بـ3.5 ملايين نسمة.

وأفاد مراسل الجزيرة في درعا منتصر الحوراني بأن الانتخابات جرت في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام تحت إجراءات أمنية مشددة، مضيفا أن الذين شاركوا في الاقتراع هم من الموظفين تحت تهديدات بالفصل من العمل في حالة عدم مشاركتهم.

وذكر المراسل أن قوات النظام قصفت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بأكثر من مائتي صاروخ، في حين قصفت قوات المعارضة المناطق التي تجرى فيها الانتخابات بعد إعلانها في وقت سابق أن هذه المناطق تعتبر مناطق عسكرية.

تصويت واشتباكات
وفي حمص جرى التصويت في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وسط اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة في بعض المناطق، حسب ما أفاد به مراسل الجزيرة جلال أبو سليمان.

وقد نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص قوله إنهم سيقيمون مراكز اقتراع جوالة لتسهيل عملية الاقتراع.

‪بشار الأسد أدلى بصوته في مركز بحي المالكي دون أن يدلي بتصريح‬  (أسوشيتد برس)
‪بشار الأسد أدلى بصوته في مركز بحي المالكي دون أن يدلي بتصريح‬ (أسوشيتد برس)

وفي دمشق انطلق التصويت في المناطق الخاضعة تحت سيطرة قوات النظام وسط تحليق منخفض للطيران الحربي الذي هاجم مناطق عدة خاضعة لسيطرة قوات المعارضة في العاصمة وريفها منذ ساعات الصباح.

وجرت عمليات التصويت وسط مواكب رقص وأغان مؤيدة للأسد قرب مراكز الاقتراع، بينما انطلقت أبواق السيارات وعلى متنها أعلام وصور للرئيس السوري.

وقال مكتب دمشق الإعلامي إن الإقبال على مراكز الانتخابات كان ضعيفا جدا وبدت شبه خالية في بعض الأحياء، مضيفا أن حافلات حكومية شوهدت صباحا وهي تنقل موظفين إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات.

من جهته نقل المركز السوري لحقوق الإنسان عن مندوبيه في مناطق مختلفة أن عناصر من قوات الأمن "يجبرون المواطنين على إقفال محالهم التجارية وتعليق صور لبشار الأسد عليها"، مشيرا إلى أن الناخبين يدلون بأصواتهم "تحت طائلة التعرض للاعتقال أو تحت وطأة الخوف من النظام".

وكان التلفزيون السوري بث صورا تظهر الرئيس الأسد المرشح لولاية رئاسية ثالثة وقرينته يدليان بصوتيهما في مركز اقتراع مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي بالعاصمة السورية. ولم يدل الأسد بأي تصريح بعد الاقتراع.

كما أدلى وزير الخارجية وليد المعلم بصوته في وزارة الخارجية، مؤكدا أن ما سماه العدوان على سوريا سيبوء بالفشل، وأن الانتخابات مناسبة لعودة الأمن إلى سوريا، على حد قوله.

وأدلى المرشح الرئاسي حسان النّوْري بصوته في الانتخابات، وتعهد في حال فوزه بالمضي قدما في مشروع المصالحة الوطنية ومكافحة ما سماه الإرهاب.

دعوات للمقاطعة
في المقابل قال وزراء في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إن مرشحي انتخابات الرئاسة السورية لا برامج لهم إلا تدمير الشعب السوري والدولة السورية.
 
ومن جهتها أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة أن مراكز الانتخاب في المدن التي يسيطر عليها النظام مناطق عسكرية, وأنها ستقصف هذه المراكز, وطلبت من المواطنين التزام بيوتهم.

‪حسان النوري تعهد بمواصلة مشروع الوحدة الوطنية في حال فوزه‬ (أسوشيتد برس)
‪حسان النوري تعهد بمواصلة مشروع الوحدة الوطنية في حال فوزه‬ (أسوشيتد برس)

وكان وفد روسي يضم برلمانيين وأعضاء من اللجنة الانتخابية المركزية لروسيا الاتحادية قد وصل دمشق أمس الاثنين لمراقبة الانتخابات، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ويتوقع أن تكون هناك وفود أخرى من المراقبين من إيران وكوريا الشمالية والبرازيل.

وفي إطار ردود الفعل الدولية اعتبرت الولايات المتحدة أن الانتخابات "عار"، في حين قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الناخبين السوريين مخيرون "بين بشار وبشار".

وبحسب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن فإن الانتخابات "لا تحترم المعايير الدولية للشفافية والحرية"، بينما قالت الأمم المتحدة إن إجراء الانتخابات سينسف الجهود الساعية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

وتعد هذه الانتخابات -نظريا- أول انتخابات تعددية في سوريا منذ نصف قرن، وهو تاريخ وصول حزب البعث إلى الحكم. وقد تولى السلطة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي الرئيس الراحل حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار، عبر استفتاءات شعبية كانت نسبة التأييد فيها باستمرار تتجاوز 97%.

المصدر : الجزيرة + وكالات