اتساع سيطرة المسلحين بالعراق وإحكام قبضتهم على القائم

حقق المسلحون تقدما في غرب العراق، فاستولوا على المزيد من المدن والقرى في محافظة الأنبار، كما أحكموا سيطرتهم على مدينة القائم الحدودية مع سوريا، في غضون ذلك سيطرت قوات البشمركة الكردية على مدينة جلولاء في محافظة ديالى. من جهة أخرى أقام أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر استعراضا عسكريا في عدة مناطق عراقية.

وأفادت مصادر للجزيرة بأن المسلحين سيطروا على مدينة الرُطبة بغرب محاظة الأنبار، وذلك بعد سيطرة المسلحين على بلدتي راوة وعانة غرب مدينة الرمادي في نفس المحافظة. لكن التطور الأبرز من الناحية الإستراتيجية يبقى سيطرة المسلحين الكاملة على مدينة القائم عند الحدود مع سوريا.

كما أفادت مصادر محلية بأن المسلحين استولوا على عربات عسكرية وأسلحة وآليات تابعة للجيش في مقر قيادة عمليات البادية والجزيرة قرب راوة.

ووفقا لمصادر محلية، أعدمت القوات الحكومية 13 معتقلا قبل الانسحاب من مقر القيادة.

وإزاء ذلك، ناشد المتحدث باسم الحراك الشعبي مصطفى البياتي -في لقاء مع الجزيرة- المنظمات الحقوقية في العالم لوقف تصرفات القوات الحكومية التي تقوم بإعدام المعتقلين السنة قبل مغادرتها أي منطقة.

من جانبه، أكد قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أن القوات الحكومية تخوض اشتباكات في المنطقة الشرقية من بلدة القائم الحدودية ضد المسلحين الذين دخلوا البلدة. وأضاف عطا في مؤتمر صحفي أن المبادرة الآن بيد القوات الحكومية.

وسبق أن فقدت القوات العراقية سيطرتها أيضا على معبر ربيعة الحدودي الرسمي مع سوريا الواقع في محاظة نينوى لصالح قوات البشمركة الكردية.

سيطرة كردية
أما في محافظة ديالى (شمال شرق البلاد) وتحديدا في مدينة جلولاء فتقدمت قوات البشمركة الكردية للسيطرة عليها بعد انسحاب القوات العراقية، لملء الفراغ الأمني ولمنع المسلحين من السيطرة عليها.

ومع استمرار الاشتباكات المتقطعة في أطراف المدينة، والنقص الشديد في الخدمات الأساسية، نزح عن جلولاء نحو 70% من سكانها.

وكان مسلحون ينتمون إلى عدد من العشائر بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد فرضوا سيطرتهم في وقت سابق من هذا الشهر على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وهي ثانية كبرى المدن العراقية بعد بغداد.

كما سيطروا على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين وبلدتي الضلوعية والمعتصم على بعد تسعين كيلومترا شمال بغداد، إلى جانب مناطق عراقية أخرى، في حين سيطرت قوات البشمركة على كركوك، وسط استمرار القتال حول مصفاة بيجي وفي تلعفر.

وقد أعلن مصدر صحي عراقي بمدينة تكريت أمس السبت وصول 84 جثة. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إن أغلب الجثث تعود لعناصر من الجيش والشرطة، إضافة إلى مدنيين.

وفي وقت سابق، أكدت مصادر في الفلوجة بمحافظة الأنبار سقوط عدد من القتلى والجرحى في قصف شنّه الجيش على أحياء في المدينة.

استعراض لقوات موالية للصدر في بغداد (أسوشيتد برس)
استعراض لقوات موالية للصدر في بغداد (أسوشيتد برس)

استعراض
وقد شهدت عدة مناطق عراقية منها مدينة كركوك شمالا وبغداد العاصمة استعراضا للقوة شارك فيه مئات من أتباع مقتدى الصدر.

كما سار في حي مدينة الصدر في بغداد آلاف المقاتلين الذين يرتدون زيا عسكريا حاملين قذائف صاروخية وبنادق نصف آلية، فيما وضعت صواريخ طويلة المدى على ظهر شاحنات.

ويأتي الاستعراض، إثر دعوة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لمواجهة مسلحي "تنظيم الدولة".

وشارك في الاستعراض ملثمون يرتدون زيا عسكريا ومدنيا ويرددون هتافات تدين بالولاء لمقتدى الصدر وللإمام المهدي.

وتردد أن أكثر من 2.5 مليون شيعي تطوعوا للقتال في أنحاء العراق ومساعدة الجيش على هزيمة "الجماعة الجهادية"، حسب إحصاءات الحكومة.

يشار إلى أن رئيس الحكومة نوري المالكي أعلن قبل أيام التعبئة العامة وتسليح كل من يرغب في التطوع لمقاتلة المسلحين.

المصدر : الجزيرة + وكالات