المالكي يدعو للتصويت بكثافة وتحذير أممي من الانقسام
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأربعاء من يحق لهم التصويت من العراقيين إلى الإقبال الكثيف على الانتخابات البرلمانية المقبلة، بينما حذر مبعوث الأمم المتحدة للعراق نيكولاي ملادينوف من تزايد الانقسام خلال الحملات الانتخابية، وسط تواصل أعمال العنف.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المالكي قوله إن نسبة تفوق 70% من المواطنين استلموا بطاقاتهم، وما زال الباب مفتوحا أمام الباقين لاستلام بطاقاتهم.
وتأتي تصريحات المالكي بعد يوم من بدء حملة الانتخابات التشريعية العراقية التي يخوضها المالكي للفوز بولاية ثالثة، حيث باشر آلاف المرشحين المستقلين أو الممثلين لكيانات سياسية إعلان ترشحهم وبرامجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال الصور واللافتات.
وانتشرت في عموم شوارع بغداد والمدن العراقية ملصقات للمرشحين البالغ عددهم 9040 للتنافس على 328 مقعدا في مجلس النواب، وسط توقعات بعدم فوز أي من الأحزاب المتنافسة بأغلبية مطلقة، مما سيؤدي -كما حصل في الانتخابات السابقة- إلى الدخول في مفاوضات طويلة لتشكيل الحكومة.
ويطرح الناخبون الكثير من المشاكل، بينها سوء الخدمات وارتفاع معدلات البطالة، إضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية التي أدت إلى مقتل أكثر من 2200 شخص خلال الفترة الماضية من هذا العام.
تحذير أممي
وفي سياق متصل، حذر المبعوث الأممي في العراق نيكولاي ملادينوف من أن تشكل الحملات الدعائية للانتخابات عامل انقسام جديد بسبب توجه الأحزاب إلى قواعدها "الطائفية والعشائرية".
مبعوث الأمم المتحدة في العراق: سكان مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار سيشاركون في الانتخابات إذا استطاعوا الخروج من المدينة يوم الاقتراع |
وقال ملادينوف في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن "الحملات الدعائية ستكون عامل انقسام كبير"، مضيفا أن "الجميع صعّد في انتقاداته إلى درجة عالية حتى قبل انطلاق الحملة الدعائية بصورة رسمية".
وقال إن سكان مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار سيشاركون في الانتخابات إذا استطاعوا الخروج من المدينة يوم الاقتراع.
وبدا من غير المرجح أن تجري الانتخابات في جميع مناطق محافظة الأنبار التي تعاني من سوء الأوضاع الأمنية، حيث تتواصل في بعض مدن المحافظة العمليات المسلحة والاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحين تقول الحكومة إنهم ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
الوضع الميداني
ميدانيا، أفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي العشائر في منطقة السجر بشمال الفلوجة.
وقال مصدر طبي في الفلوجة إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب ستة آخرون في قصف عشوائي من الجيش على أحياء الرسالة والشهداء والصناعي والضباط.
وأفاد شهود عيان بأن القصف أدى كذلك إلى احتراق منازل ومحال تجارية ونزوح عدد من العائلات.
من جهة أخرى، قتل ستة متطوعين في الجيش العراقي وأصيب 14 آخرون بجروح في هجوم "انتحاري" استهدف الأربعاء مركزا للتطوع في كركوك شمال بغداد.
وارتفعت معدلات العنف بشكل حاد خلال العام الماضي، مما أثار مخاوف من أن ينزلق العراق مرة أخرى إلى صراع طائفي شهدته البلاد في 2006 و2007 وخلّف عشرات الآلاف من القتلى.