قلق لمصير مغادري حمص وتعليق الإجلاء

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير نحو 370 شخصا احتجزتهم قوات النظام السوري، بعد أن أُخرجوا من أحياء حمص المحاصرة بموجب اتفاق الهدنة هناك. من جانبه أعلن محافظ حمص طلال البرازي تعليق عمليات إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة أمس الثلاثاء بسبب صعوبات "لوجستية وفنية"، وأنها ستستأنف صباح اليوم.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن أجهزة الأمن تحقق مع هؤلاء المحتجزين دون إشراف طرف ثالث محايد. وقال مارتن نزيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك نحو 370 شخصا ممن غادروا حمص القديمة احتجزوا بغرض التحقيق من قبل قوات الحكومة، أطلق 111 منهم حتى الآن.

وأضاف "نحن قلقون على وضع من تبقى، وكما أشرت فإن لدى الأمم المتحدة موظفين للمراقبة والحماية موجدين في المدرسة حيث يُحتجزُ هؤلاء الأشخاص، الموظفون يتحدثون مع أي فرد يُطلق سراحُه بعد التحقيق، إذ من المهم التأكدُ من عدم تعرض أي منهم لأذى".

في السياق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محافظ حمص قوله إن 111 شخصا تتراوح أعمارهم بين 16 و54 سوّيت أوضاعهم بعد أن أجلوا عن حمص في وقت سابق، لكن الناشطون يقولون إن مصير هؤلاء غير معروف بعد أن احتجزتهم قوات النظام في مدرسة غرناطة.

وعزا المحافظ أبرز أسباب تعليق عمليات الإجلاء إلى أن  الأحياء الخمسة التي يوجد فيها المدنيون الذين يجهزون أنفسهم للخروج "ليست قريبة من بعضها، والوضع الجغرافي فيها صعب"، مضيفا "لوجستيا نبحث عن معبر قريب من أماكن وجودهم لنوفر لهم الظروف المناسبة للخروج".

اليونيسيف: تم إجلاء 500 طفل من أصل ألف طفل ضمن المحاصرين بحمص (الفرنسية)
اليونيسيف: تم إجلاء 500 طفل من أصل ألف طفل ضمن المحاصرين بحمص (الفرنسية)

500 طفل
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن فريق الأمم المتحدة أجلى 500 طفل من أصل ألف طفل محاصر في حمص، مبدية قلقها من مصير العديد من الأطفال الآخرين المحاصرين في حمص ومناطق أخرى من البلاد.

بدوره، أكد المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبرت كولفيل أن أي شخص من الذين تم إجلاؤهم من حمص -بمن فيهم أولئك الذين ألقوا أسلحتهم- لا بد من حمايته من الأفعال المحظورة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك المعاملة القاسية والتعذيب وإهانة الكرامة.

وقال كولفيل "نشعر أيضا بقلق بالغ لمعرفة أن عددا من الصبية والرجال وأسرهم اعتقلتهم السلطات وهم يغادرون المنطقة المحاصرة، ومن الضروري عدم تعرضهم لأي ضرر".

في السياق، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة الشايب إن بين الذين تم إجلاؤهم خمس سيدات في مراحل حمل متأخرة، بينهن واحدة وضعت حملها في مستشفى بعد قليل من عملية الإجلاء، وقالت المتحدثة إن عددا منهم يعانون أمراضا جلدية.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بايرز إن الأشخاص الذين خرجوا كانوا في حالة وهن شديدة وعليهم علامات واضحة بسبب سوء التغذية.

وتابعت "قالوا إنهم يبقون على قيد الحياة بتناول أوراق الشجر والعشب والزيتون، وأحيانا عندما يظهر بعض دقيق القمح يخلطونه بالماء لعمل نوع من الخبز".

‪الأمم المتحدة طالبت بضمان أمن عمال المساعدات الإنسانية في حمص‬ (رويترز)
‪الأمم المتحدة طالبت بضمان أمن عمال المساعدات الإنسانية في حمص‬ (رويترز)

مطالبة بالحماية
وفي روما دعا رئيس برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية إرثارين كازين إلى ضمان أمن عمال المساعدات الإنسانية الذين يكافحون لتقديم المواد الغذائية والطبية وغيرها من الضروريات لبلدة حمص القديمة المحاصرة.

وقال كازين -الذي يطعم برنامجه 4.25 ملايين سوري- إن حمص "مجرد واحدة من بين 40 مجتمعا محاصرا"، محذرا من أن 250 ألف شخص في البلاد "قطعت عنهم المساعدات الإنسانية منذ شهور". 

وكان الهلال الأحمر السوري أعلن الاثنين إجلاء 300 شخص من الأحياء المحاصرة في حمص القديمة بوسط سوريا، مما يرفع عدد الذين تم إخراجهم حتى الآن إلى ألف شخص.

يأتي ذلك بعد توقف شهدته عمليات الإجلاء في وقت سابق الثلاثاء بعد ورود تقارير عن فقد 120 شخصا عقب إخراجهم من المناطق المحاصرة.

وقال مراسل الجزيرة في حمص إن قرابة ثلاثمائة شخص فقط وصلوا إلى حي الوعر من أصل 420 قادمين من المناطق المحاصرة، بينما اتهم ناشطون النظام السوري بالتحفظ على نحو مائة رجل مجهولي المصير منذ الأحد.

وأفاد المراسل بأن معظم من وصلوا إلى حي الوعر هم نساء وأطفال, وذكر ناشطون أن عدد المرضى وكبار السن -الذين سمحت قوات النظام بإخراجهم من حمص- ضئيل جدا مقارنة بعدد المحاصرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات