المفاوضات السورية تدخل مأزقا بيومها السادس

Syria's permanent representative at the United Nations Bashar al-Jaafari (C) arrives at the United Nations Offces on the third day of face-to-face peace talks in Geneva on January 27, 2014. Syrian peace talks in Geneva are set to tackle the explosive issue of a transfer of power, despite President Bashar al-Assad's repeated vows that he will not step down. AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
undefined
قالت مصادر للجزيرة إن المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين دخلت إلى مأزق بسبب تباين المواقف بين الطرفين بشأن المسار السياسي ومستقبل نظام الحكم في سوريا وسط تبادل الوفدين الاتهامات بعدم الجدية ومحاولة إفشال المفاوضات التي دخلت يومها السادس دون أن تحرز تقدما، مع اقتراب الموعد المقرر لانتهائها الجمعة القادم.

فقد استأنف وفدا الحكومة والمعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف2 جلسات التفاوض بإشراف المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم بعد تعليقها أمس لمنح الوفدين فرصة للتفكير في مقترحات جادة لعرضها.

وركزت الجلسة الصباحية اليوم على مسألة هيئة الحكم الانتقالي التي كان وفد الحكومة يرفض مناقشتها في الأيام الماضية.

وكان الإبراهيمي قد أكد عدم إحراز أي تقدم على مسار المفاوضات، غير أنه أعرب عن ارتياحه لتأكيد الوفدين مواصلة المفاوضات إلى غاية يوم الجمعة المقبل كما كان مقررا. رغم أن المؤشرات حتى الآن تدلل على الفشل في التقدم بالمفاوضات.

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برهان غليون إنه يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على النظام السوري للتفاوض بشكل جدي وعدم المماطلة. وشدد غليون في لقاء مع مراسل الجزيرة في جنيف على أن موافقة الكونغرس الأميركي على إرسال أسلحة خفيفية إلى المعارضة السورية هي إشارة إلى أن جميع الخيارات ما زالت مطروحة.

وأدت الخلافات الحادة بين وفدي التفاوض السوريين وتبادل الاتهامات بإفشال مفاوضات جنيف2 أمس إلى إلغاء الجلسة المسائية، بينما عبر الإبراهيمي عن أمله بأن تكون جلسة اليوم أفضل من أمس.

واعتبرت المعارضة السورية في بيان لها أمس أنها نجحت في طرح ورقة هيئة الحكم الانتقالي السياسي وهي من أسس جنيف1، على طاولة جلسة مفاوضات في مواجهة وفد النظام. وقال بيان لوفد المعارضة "لا يمكن الحسم بأنّ مؤتمر جنيف 2 يتجه إلى الفشل رغم ضبابية المشهد".

من جانبه قال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بجنيف أمس إن المفاوضات "لم تكن سهلة اليوم ولم تكن سهلة في الأيام الماضية ولن تكون سهلة في الأيام القادمة"، معبرا عن سعادته بأن ممثلي الطرفين أكدوا أنهم ينوون البقاء والاستمرار في المفاوضات حتى يوم الجمعة المقبل كما هو مقرر.

تجدر الإشارة إلى أن الأطراف المعنية بالمفاوضات أعلنت مرارا أن جنيف2 هو عملية طويلة قد تستغرق أشهرا.

وفد المعارضة السورية اتهم النظام بعدم الجدية (الفرنسية)
وفد المعارضة السورية اتهم النظام بعدم الجدية (الفرنسية)

خلافات حادة
وأضاف الإبراهيمي أن وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قدم وجهة نظره عن كيفية تطبيق بيان جنيف1، وأن وفد الحكومة لم يفعل ذلك بعد.

وقال إن وفد النظام أثار في جلسة أمس الأخبار التي تحدثت عن قرار الولايات المتحدة إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، وإن الوفد احتج بقوة على ذلك، لكن هذا الموضوع بالنسبة للأمم المتحدة التي ترعى المفاوضات يبقى مجرد أخبار تداولها الإعلام ولم يرد بشأنها حتى الآن أي بيان أو تصريح رسمي أميركي.

وقال عضو الوفد المفاوض للائتلاف الوطني أحمد جقل لوكالة رويترز إن هناك مقاومة شديدة من جانب الوفد الحكومي لانتقال المفاوضات إلى بحث مسألة هيئة حكم انتقالية تدير سوريا في المرحلة المقبلة.

من جانبه اتهم فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أطرافا داعمة للمعارضة السورية بالسعي لإفشال مؤتمر جنيف2، وقال إن "الطرف الذي يقدم أسلحة للمعارضة غير مهتم بإنجاح هذا المؤتمر".

وحسب المقداد فإن وفد النظام تقدم أمس بمشروع بيان لإدانة استمرار الولايات المتحدة في تسليح من سماهم "الإرهابيين" بسوريا.

من جهتها اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بتسميم أجواء التفاوض في مؤتمر جنيف2 برفضها إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، ومنهم الموجودون في حمص القديمة.

نداء حمص
وقد دعت حركات وهيئات ثورية في مدينة حمص وفد الائتلاف الوطني المفاوض في جنيف لتأكيد أنه لا تنازل عن تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التشريعية والتنفيذية. وقالت الهيئات الثورية وهي ثماني حركات وتجمعات إن على الوفد المفاوض أن يعمل على فك الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات إلى حمص.

وأضافت أنها ترفض الاستفتاء في ظل النظام الحالي، وترفض استبدال بطاقات الهوية الشخصية لأن عملية الاستبدال ذات دوافع أمنية وسياسية.

من جانبه قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب حالة الاتحاد أمس إن واشنطن ستدعم المعارضة السورية التي ترفض ما وصفه بجدول أعمال الشبكات الإرهابية. وشدد أوباما على ضرورة مواصلة العمل مع شركاء الولايات المتحدة الأميركية لتعطيل وشل ما سماها الشبكات الإرهابية.

المصدر : الجزيرة + وكالات