تقدم للنظام بإدلب وانشقاق جنود بريف دمشق

قـوات الـنـظام ترتكـب مجزرة بحق المدنيين فـي مدينـة أريحـا بريـف إدلـب
undefined

قالت المعارضة السورية اليوم إن قوات النظام سيطرت على بلدة أريحا الإستراتيجية في شمال البلاد، مشيرة في الوقت ذاته إلى انشقاقات جديدة في الجيش السوري. وواصل النظام قصفه لعدة مناطق بسوريا موقعا مزيدا من القتلى والجرحى. فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها دربت مقاتلين معارضين.

فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية سيطرت على بلدة أريحا الإستراتيجية في شمال البلاد اليوم، في خطوة تفتح خط الإمدادات بين هذا المعقل الساحلي والجيوب التي يسيطر عليها الجيش في منطقة تسيطر المعارضة على أغلبها.

لكن نشطاء قالوا إن المعركة لم تنته بعد وإن المعارضين مازالوا يقاتلون النظام في أريحا الواقعة قرب طريق سريع رئيسي في محافظة إدلب الشمالية.

وقال المرصد -ومقره لندن- إن قوات شبه عسكرية تعرف باسم "قوات الدفاع الوطني" اقتحمت أريحا وسيطرت عليها، تحت غطاء من نيران مدفعية الجيش الكثيفة.

وأوضح رئيس المرصد رامي عبد الرحمن أن هذا التقدم يصل مرة أخرى النظام في مدينة اللاذقية الساحلية بالطرق البرية الواصلة بينه وبين قواته في إدلب.

الجيش الحر سيطر عدة مرات على بلدة أريحا الإستراتيجية (الجزيرة-أرشيف)
الجيش الحر سيطر عدة مرات على بلدة أريحا الإستراتيجية (الجزيرة-أرشيف)

وأضاف أن الجيش يحاول الآن إسقاط بلدات أخرى قريبة، ومناطق جبلية قد يكون مسلحون متمركزون فيها، في محاولة لإحكام سيطرته على المنطقة.

غارات جوية
ونفى أحمد -وهو ناشط مقيم بالمنطقة- عبر سكايب السيطرة على البلدة، لكنه توقع سيطرة النظام على منطقة كبيرة واستمرار التقدم ببطء "إذا استمر الوضع على ما هو عليه" مضيفا "أنهم (النظام) كانوا يستخدمون الغارات الجوية وحولوا أغلب أجزاء البلدة إلى أنقاض".

وقال نشطاء آخرون في المنطقة إنهم رأوا أعدادا كبيرة من قوات الأسد تتحرك باتجاه أريحا، وإن أغلب السكان المدنيين فروا من أريحا في الأسابيع الماضية بسبب القصف الجوي والمدفعي الكثيف.

وسيطر المعارضون على أريحا وفقدوها مرارا، وسيطرت عليها ألوية إسلامية معارضة، منها جماعة أحرار الشام ووحدات أخرى على صلة بتنظيم القاعدة يوم 24 أغسطس/آب الماضي

من جهة أخرى، قال ناشطون إن أكثر من خمسين عنصرا من الحرس الجمهوري السوري في اللواء 104 في ريف دمشق انشقوا عن قوات النظام، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقد واصل النظام السوري اليوم قصفه الجوي والمدفعي العنيف والقصف بالراجمات على محافظات دمشق وإدلب وحمص وحلب، مما أوقع تسعة عشر قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وإدلب حتى ساعات الظهر، وخلف تدميرا هائلا في المباني بالمناطق المستهدفة، حسب منظمات سورية ونشطاء. 

قصف النظام لحمص ترك دمارا هائلا (رويترز)
قصف النظام لحمص ترك دمارا هائلا (رويترز)

وشهدت مدينة داريا بريف دمشق اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين القوات السورية النظامية ومقاتلي المعارضة.

 
وتصدى الجيش السوري الحر لمحاولات الجيش النظامي التقدم إلى إحدى ساحات المدينة. وتزامن ذلك مع قصف متقطع بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون من قبل قوات النظام على المنطقة الغربية في داريا.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن طفلا قتل وسقط عدد من الجرحى جراء استمرار القصف المدفعي على تلبيسة بريف حمص، فيما تعرضت منطقة قاضي عسكر بريف حلب لقصف براجمات الصواريخ ورشاشات الطيران الحربي.

استهداف خط غاز
واستهدف مقاتلون معارضون فجر اليوم الثلاثاء خطا لنقل الغاز في شرق سوريا، مما أدى إلى تفجيره واندلاع النيران فيه، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).

وقالت الوكالة إن "مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت في عملية تخريبية فجر اليوم خط غاز الجبسة في منطقة السفيرة التي تبعد 25 كم شمال مدينة دير الزور" شرق البلاد، مشيرة إلى أن الهجوم أدى إلى "تفجير الخط واندلاع النيران فيه".

ونقلت سانا عن مصدر في وزارة النفط أن "العمل التخريبي" أدى إلى توقف معمل غاز الجبسة "الذي ينتج يوميا نحو 1.5 مليون متر مكعب من الغاز النظيف".

وأوضحت أن هذا المعمل يغذي محطات توليد الكهرباء في بعض مناطق شرق البلاد، مما سيؤدي إلى نقص في كميات الغاز المستخدمة كوقود وبالتالي انخفاض إنتاج الطاقة الكهربائية. 
 
وتقع غالبية الحقول النفطية السورية -والمتركزة في شمال البلاد وشرقها- تحت سيطرة مقاتلي المعارضة أو المقاتلين الأكراد.

تدريب مقاتلين
في سياق متصل بالصراع الدائر، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس باراك أوباما كشف أمس عن أن "جهدا سريا تقوم به الولايات المتحدة لتسليح وتدريب المقاتلين السوريين" معتبرا أن هذا الجهد بدأ يؤتي ثماره.

ووفق المسؤولين فإن أوباما قال -خلال اجتماع دام ساعة في البيت الأبيض أمس مع عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين جون ماكين وليندسي غراهام- إن أول خلية مكونة من خمسين مقاتلا تلقوا تدريبات من الاستخبارات الأميركية "بدؤوا التسلل إلى سوريا".

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات