موسكو: هجوم الغوطة كان استفزازا

Russia's Foreign Minister Sergei Lavrov (R) speaks with his French counterpart Laurent Fabius during their meeting in Moscow, on September 17, 2013. Lavrov held talks today with French Foreign Minister amid differences over the wording wanted by Paris for a UN resolution calling on Syria to give up its chemical weapons stockpiles
undefined
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن لدى بلاده "أسبابا جدية" للاعتقاد أن الهجوم الكيميائي الذي استهدف ريف دمشق في أغسطس/آب الماضي كان "استفزازا". في حين أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الذي أوقع مئات القتلى.

وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو مع فابيوس أن موسكو تملك الأسباب "الأكثر جدية" للاعتقاد بأن الهجوم كان استفزازا من قبل مسلحي المعارضة السورية، واعتبر أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة لا يجيب عن كل التساؤلات الروسية بشأن الهجوم.

وذكر أن روسيا لا ترى دليلا مقنعا في تقرير الأمم المتحدة على أن النظام  السوري هو المسؤول عن الهجوم الكيميائي الذي وقع الشهر الماضي بريف دمشق، وقال "هناك حاجة لدراسة التقرير، ليس بمعزل، وإنما في إطار الأدلة الأخرى المتوافرة حاليا في وسائل الإعلام  والإنترنت".

وشدد على أن التقرير يشير فقط إلى وقوع الهجوم الكيميائي، موضحا أن "مفتشي الأمم المتحدة ليس لديهم تفويض لتوجيه  اتهامات". وأشار لافروف إلى ضرورة عودة المفتشين الدوليين إلى سوريا للتحقيق في الحوادث الأخرى التي يشتبه في استخدام السلاح الكيميائي فيها.

وذكر وزير الخارجية الروسي أن قرار مجلس الأمن حول نزع الأسلحة الكيميائية السورية "لن يكون تحت الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز اللجوء إلى القوة، وذلك في رد على المطالب الفرنسية بتبني قرار أممي ينص على "عواقب" يتحملها نظام دمشق في حال عدم الالتزام بتعهداته.

وجاءت تصريحات لافروف بعد يوم من تأكيد مفتشي الأمم المتحدة استخدام غاز الأعصاب "السارين" في الهجوم الذي استهدف الغوطة الشرقية في 21 أغسطس/آب الماضي.

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة لا يدع مجالا للشك في مسؤولية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عن الهجوم الكيميائي، وقال "عندما ننظر في كمية غاز السارين المستخدم وقوة التوجيه والأسلوب المتبع في مثل هذا الهجوم وكذلك عناصر أخرى لا يترك كل ذلك مجالا للشك في أن نظام الأسد مسؤول عنه".

ودعا فابيوس إلى ترجمة الاتفاق الأميركي والروسي بشأن الأسلحة الكيميائية السورية إلى واقع، وأقر بوجود اختلاف في وجهات النظر مع موسكو مشيرا إلى أن البلدين يتفقان على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين.

مهمة ضخمة
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن التعامل مع الأسلحة الكيميائية لدى سوريا سيكون مهمة ضخمة، لأن الأخيرة قد تكون تمتلك أكبر ترسانة منها في العالم وتخزنها في مواقع متعددة وبأشكال كثيرة مختلفة وفي بلد هو الآن ساحة معركة متنازع عليها.

واعتبر هيغ في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن تدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية سيكون مهمة صعبة جداً لكنها ممكنة، في حال أصرّ المجمع الدولي على امتثال نظام (الرئيس بشار) الأسد للاتفاق الروسي الأميركي بشأن هذه الأسلحة.

وأشار إلى أنه لا أحد يصدق أن المعارضة لديها أي سلاح كيميائي، حتى أن الروس لا يناقشون تدمير الأسلحة الكيميائية لدى المعارضة لأنهم لا يعتقدون أنها موجودة لديهم.

واعتبر هيغ، الذي سيلتقي نظيره الروسي بوقت لاحق اليوم، أن من الأهمية بمكان أن تضع موسكو ثقلها الكامل وراء تنفيذ الاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية لدى سوريا.

وعرضت لجنة التحقيق الأممية تقريرها أمام مجلس الأمن أمس الاثنين، وأكد استخدام أسلحة كيميائية على نطاق واسع نسبياً بمنطقة الغوطة بدمشق، ووجود أدلة مقنعة بأن صواريخ أرض أرض تحمل غاز الأعصاب "سارين" قد استخدمت في الهجوم على الغوطة في أغسطس/آب الفائت.

المصدر : وكالات