لندن وباريس لا تستبعدان أي خيار لوقف الدم بسوريا

 

قالت لندن إنها خيارها الأحد بالوقت الراهن هو التأكد من الحقائق فيما يتصل باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا، فيما حثت باريس على استخدام القوة في حالة التيقن من استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية ضد شعبه.

وقد توالت ردود الفعل الدولية بشأن هجمات بـأسلحة كيمياوية في الغوطة الشرقية بريف دمشق, حيث قتل أكثر من 1300 شخص معظمهم أطفال. وبينما أعلنت أغلب الدول الغربية عن قلقها ودعت لتحقيق عاجل، رفضت كل من روسيا وإيران الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام أسلحة كيمياوية.

فقد قالت فرنسا الخميس إنه سيكون على المجتمع الدولي أن يرد باستخدام القوة إذا ثبت أن قوات النظام السوري شنت هجوما كيمياويا على المدنيين.

وقال وزير الخارجية لوران فابيوس "يجب أن يرد المجتمع الدولي بالقوة في سوريا، لكن إرسال قوات على الأرض غير مطروح" مضيفا أنه إذا كان مجلس الأمن الدولي لا يستطيع اتخاذ قرار، فإنه يجب اتخاذ قرار بطرق أخرى.

أما الولايات المتحدة فطالبت بأن يسمح فورا للأمم المتحدة بالوصول إلى الموقع الذي قالت المعارضة السورية إنه شهد هجوما كيمياويا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي "لا أتحدث عن خطوط حمراء اليوم".

وفي وقت سابق، أكد جوش ايرنست مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تدين بقوة أي لجوء إلى الأسلحة الكيمياوية، وأنه ينبغي محاسبة من يقوم بذلك.

من جانبها أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه في حال ثبتت الاتهامات باستعمال أسلحة كيمياوية فإن الأمر سيشكل "جريمة مرعبة". وطالبت ميركل بتوسيع مهمة خبراء الأمم المتحدة وبتعاون النظام السوري معها.

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فأعرب عن أمله بأن يستيقظ داعمو نظام الرئيس السوري بشار الأسد و"يدركوا طبيعته الإجرامية والهمجية".

وقال هيغ "نأمل بأن يسمح لفريق الأمم المتحدة بالوصول فورا ومن دون عوائق إلى المنطقة" التي تقول المعارضة السورية إن الهجوم الكيمياوي حصل فيها، وذلك بهدف كشف الحقيقة، مضيفا أنه لا يوجد سبب يبرر منعهم من الوصول إلى المنطقة الواقعة على بعد أميال من مكان وجودهم.

وفي كندا، اعتبرت الحكومة أن الهجوم بالأسلحة الكيمياوية في سوريا بشكل واسع النطاق أمر "غير مقبول" وحضت نظام الأسد على التعاون مع محققي الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية جون بيرد في بيان إن معلومات المعارضة "مقلقة تماما وسنواصل مراقبة الوضع عن كثب بمساعدة حلفائنا وسنسعى للحصول على معلومات كاملة".

‪روسيا قالت إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيمياوية يمثل عملا استفزازيا‬ (الأوروبية)
‪روسيا قالت إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيمياوية يمثل عملا استفزازيا‬ (الأوروبية)

روسيا وإيران
في المقابل، اعتبرت روسيا (أبرز حلفاء نظام لأسد) أن الادعاءات باستخدام السلطات السورية أسلحة كيمياوية في ريف دمشق تمثل "عملا استفزازيا مخططا له مسبقا".

وقالت الخارجية في بيان إن مصادر بالمعارضة السورية سبق وأن أكدت خلال الأيام الأخيرة الماضية أن النظام يستخدم أسلحة كيمياوية وهي اتهامات لم يتم التحقق منها. ورأت الوزارة أيضا أن "هذا كله يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا مجددا أمام عمل استفزازي مخطط له مسبقا".

ورفضت إيران أيضا الاتهامات الموجهة ضد دمشق باستخدام أسلحة كيمياوية معتبرة أنه في حال تأكدت الشبهات فإن مقاتلي المعارضة هم الذين يتحملون مسؤولية مثل هذا الهجوم.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف أنه "إذا صحت المعلومات حول استخدام أسلحة كيمياوية، فإن مستخدميها هم بالتأكيد المجموعات الإرهابية والتكفيرية التي أثبتت أنها لا تتراجع عن ارتكاب أي جريمة".

وكان مجلس الأمن الدولي قد اكتفى بإصدار بيان صحفي عقب مناقشات بشأن هجمات بأسلحة كيمياوية في الغوطة الشرقية بريف دمشق, حيث قتل أكثر من 1300 شخص معظمهم أطفال. وأيد المجلس دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء تحقيق محايد.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق فوري وواف في التقارير التي تحدثت عن استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية في هجوم الغوطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات