النهضة تنسحب من مؤتمر مكافحة "الإرهاب"

 

انسحب حزب حركة النهضة الإسلامية الذي يقود الائتلاف الحاكم بتونس من المؤتمر الوطني لمناهضة العنف و"الإرهاب"، بينما قضت محكمة تونسية بسجن ستة أشخاص أدينوا بحرق مزار صوفي.

وأعلنت حركة النهضة انسحابها أمس الثلاثاء من المؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر منظمة نقابية في تونس- والرابطة التونسية للدفاع عن الحقوق والحريات بهدف الخروج بوثيقة إستراتيجية وطنية لمناهضة العنف و"الإرهاب".

وجاء الانسحاب إثر احتجاجات اندلعت في قاعة المؤتمر لدى حضور ممثل الحركة نور الدين العرباوي، واتهامات لزعيم الحركة راشد الغنوشي بالتورط في اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد.

وانسحب أيضا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الشريك في الحكم، كما سادت حالة من الفوضى في القاعة عند حضور رئيس الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح عادل العلمي بدعوى تحريض جمعيته على العنف والفتنة بين التونسيين.

ويشارك في المؤتمر نحو 70 حزبا سياسيا و300 منظمة من المجتمع المدني، في حين لم توجه الدعوة إلى رابطات حماية الثورة التي توصف بالذراع الميداني للسلطة الحاكمة بدعوى تحريضها على العنف.

وقال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد زياد الأخضر "إن العنف يتجه ليصبح أمرا اعتياديا في مجتمعنا، وهذا أمر خطير. فالعنف يجب أن يجرم ويجب ألا تمتد أيادي التونسيين نحو تونسيين آخرين".

ويختتم المؤتمر أعماله اليوم الأربعاء بحضور الرئاسات الثلاث في تونس رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس الوطني التأسيسي.

حكم
وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر قضت محكمة تونسية بالسجن خمسة أعوام على ستة أشخاص حرقوا مزارا صوفيا في أول حكم ضد سلسلة من الاعتداءات على مقامات صوفية في البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن المحكمة الابتدائية بتونس قضت أول أمس الاثنين بسجن ستة سلفيين بينهم اثنان غيابيا بتهمة حرق مقام "السيدة المنوبية"، والاعتداء على نساء كن هناك، وقال المتهمون إنهم حرقوا المزار "لأنه كفر ومخالف للدين الإسلامي".

وفي أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي هاجم سلفيون مزار السيدة منوبية الصوفي الشهير في تونس ضمن حملة استهدفت عشرات المزارات في البلاد.

وقال مسؤولون عن مزارات صوفية "إن إسلاميين متشددين" حرقوا عشرات المزارات الصوفية في عدة مدن تونسية في الأشهر الماضية.

وهذا العام حرق متشددون أيضا مزار "سيدي بوسعيد" في ضاحية سيدي بوسعيد السياحية قرب تونس العاصمة، مما أثار موجة من الاستنكار في البلاد وخارجها، وطالبت الولايات المتحدة تونس بضرورة حماية المواقع الصوفية التاريخية.

وتتهم المعارضة العلمانية حركة النهضة بـ"التساهل مع المتشددين الإسلاميين"، لكن الحكومة تعهدت بالتصدي لظاهرة الاعتداء على المزارات الصوفية.

المصدر : وكالات