انطلاق فعاليات مؤتمر جوبالاند بالصومال

عبد الرحمن سهل-كيسمايو

افتتحت الإدارة الانتقالية الصومالية في مدينة كيسمايو الخميس مؤتمرا لإنشاء دولة جوبالاند الصومالية -وسط جدل سياسي متصاعد بينها وبين الحكومة الصومالية الاتحادية- بحضور أكثر من ألف شخص من سكان مناطق جوبا، لانتخاب رئيس دولة جوبالاند.

وحظي المؤتمر بتغطية وسائل إعلامية محلية ودولية، من بينها قناة الجزيرة، وكان من المقرر افتتاح المؤتمر تحت رعاية الحكومة الصومالية في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، إلا أن التجاذبات السياسية بين الجانبين أخرت موعد انطلاقه إلى الخميس، في غياب حكومي.

‪أحمد مدوبي تحدث عما سماها مآسي  الحروب الأهلية في مناطق جوبا‬ (الجزيرة)
‪أحمد مدوبي تحدث عما سماها مآسي  الحروب الأهلية في مناطق جوبا‬ (الجزيرة)

إجراءات أمنية
وقد تولت قوات حفظ السلام الأفريقية (الكينية) مسؤولية حفظ النظام والأمن المرتبطين بالمؤتمر، حيث اتخذت إجراءات أمنية صارمة مع من يدخل إلى موقع المؤتمر، مستخدمة أجهزة حديثة في تفتيش الجمهور.

وقد تمركزت القوات الكينية داخل حرم جامعة كيسمايو وفي محيطها، حيث تجري فعاليات أول مؤتمر سياسي تشهده المدينة في تاريخ الصومال الحديث، وعقب بسط القوات الكينية والصومالية سيطرتها على المدينة.

واللافت في هذا المؤتمر مشاركة المرأة الصومالية في هذا الحدث السياسي البارز، وهو ما يعطي المؤتمر مصداقية وجدية، وفق آراء المشاركين.

مآسي الحرب
ومن جانبه، ألقى رئيس الإدارة الانتقالية الصومالية في كيسمايو أحمد محمد إسلان (أحمد مدوبي)  كلمة مقتضبة في المناسبة، ووصف المؤتمر بأنه حدث تاريخي.

وتحدث عن المآسي الناجمة عن الحروب الأهلية في مناطق جوبا، والتي استمرت زهاء 22 وعاما، وأن سكان مناطق جوبا هم أكثر تضررا من النزاع المسلح في الصومال، إلا أنه أكد عدم قدرة أية جبهة أو قبيلة على حسم الصراع العسكري في كيسمايو لصالحها.

وقال مدوبي -في تصريح للجزيرة نت- إن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها سكان مناطق جوبا من تقرير مصيرهم، وربط نجاح التجربة الإدارية الجديدة في مناطق جوبا بمدى مشاركة رؤساء القبائل الصومالية في رسم معالم السياسة.

‪حضور المرأة الصومالية في المؤتمر كان لافتا‬ (الجزيرة)
‪حضور المرأة الصومالية في المؤتمر كان لافتا‬ (الجزيرة)

دور الحكومة
وشدد مدوبي على ضرورة مشاركة الحكومة الصومالية الاتحادية -التي غابت عن المؤتمر- في العملية السياسية الجارية في المدينة، معربا عن ثقته بإقناعها لدى زيارته العاصمة مقديشو بغية إنهاء الخلافات السياسية بين الجانبين.

وفي هذا السياق، أكد مضاعفة جهودهم الرامية إلى كسب ثقة الحكومة الصومالية الفدرالية، معترفا بدروها السيادي على الوطن، وقيادة فعاليات المؤتمر أيضا.

وحث مدوبي القبائل الصومالية في مناطق جوبا على انتهاج سياسة حسن الجوار بين القبائل في مناطق جوبا، والاقتناع بهذا المبدأ، لإنهاء حالة الاقتتال المستمر في الإقليم.

وبدوره، عبر رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر محمد إبراهيم عن فرحته بافتتاح فعاليات المؤتمر، وأكد مشاركة مختلف مكونات سكان المنطقة فيه.

وقال إبراهيم "نعتمد على أنفسنا في إنشاء إدارة جوبالاند بغية تحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم".

‪محمد إبراهيم: نعتمد على أنفسنا في إنشاء دولة جوبالاند‬ (الجزيرة)
‪محمد إبراهيم: نعتمد على أنفسنا في إنشاء دولة جوبالاند‬ (الجزيرة)

ميزانية المؤتمر
وتقدر ميزانية المؤتمر بمليونين ونصف مليون دولار أميركي، وفق رواية مدوبي الذي قال إن المساهمة الكبرى تأتي من التجار الصوماليين المنحدرين من الإقليم، بينما تدفع الإدارة الانتقالية الصومالية نسبة 25%.

ومن جهته، توقع رجل الأعمال الصومالي شافي رابي رئيس اللجنة الاقتصادية الممولة للمؤتمر نجاح فعالياته، مؤكدا ضرورة المساهمة فيه ماليا بغرض المساعدة على عودة اللاجئين إليه، وخلق فرص عمل لهم، ورجح أن تعلن الحكومة الصومالية موقفها من المؤتمر خلال الساعات القليلة القادمة.

وألقى سياسيون بارزون ورؤساء العشائر الصومالية -إضافة إلى مثقفين- كلمات مقتضبة في المؤتمر، أكدوا فيها أهميته واستعداد سكان الإقليم لإنشاء دولة جوبالاند.

وبينما لم تحدد الإدارة الانتقالية الصومالية المدة الزمنية لأنشطة المؤتمر، يرى مراقبون صوماليون أن استمرار التوتر السياسي بين مقديشو وكيسمايو -عقب انطلاق فعاليات المؤتمر- يعد نذير شؤم لمسألة كيسمايو، نتيجة تضارب المصالح المحلية والإقليمية.

المصدر : الجزيرة