أنان يوفد فريقا لدمشق ويعد ردها مخيبا

 
اعتبر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان الجمعة الردود السورية على مقترحاته لحل الأزمة حتى الآن "مخيبة للآمال"، وأكد أنه سيوفد إلى دمشق الأسبوع المقبل خبراء لبحث احتمال تشكيل بعثة مراقبة دولية إلى سوريا. وتزامن ذلك مع تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحدث فيها عن إمكانية إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا لمواجهة التدفق المتزايد للاجئين الفارين من الصراع.

وقال أنان، مخاطبا أعضاء مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، إنه "يواصل المباحثات رغم ردود مخيبة للآمال حتى الآن"، لافتا إلى أن اقتراحاته التي تضم ست نقاط "لا تزال مطروحة".

كما عبر أنان عن قلقه بخصوص إمكانية أن تكون للأزمة السورية تداعيات على المنطقة برمتها في حال لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

وشدد على أنه ينبغي التعامل مع الوضع في سوريا بحذر شديد للغاية، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا مما كان عليه الحال في ليبيا. وقال في إشارة إلى النظام السوري "إذا كان الطرف الآخر يسعى لكسب الوقت فسنتخذ موقفا واضحا".

‪لقاء أنان والأسد بدمشق في وقت سابق من هذا الشهر‬  (الفرنسية)
‪لقاء أنان والأسد بدمشق في وقت سابق من هذا الشهر‬ (الفرنسية)

مصلحة الشعب
وأضاف أنه أبلغ المسؤولين السوريين في الزيارة التي قام بها إلى دمشق في وقت سابق من هذا الشهر أن عليهم أن يدركوا أن الشعب السوري تعب من هذه المعاناة، وحان الوقت لكي يحصل على راحته واستقراره.

كما وجه أنان دعوة لكي توحد الدول الأعضاء في مجلس الأمن موقفها لممارسة ضغط على الرئيس بشار الأسد، وقال "كلما كان موقفكم قويا وموحدا، كانت الفرص أكبر لتغيير دينامية النزاع".

وذكر أنه سيرسل الأسبوع المقبل فريقا إلى دمشق لمواصلة البحث مع الأطراف المعنية في سوريا.
وقال المتحدث باسمه أحمد فوزي إن الفريق سيبحث خطة لنشر مراقبين دوليين ومناقشة مقترحات أخرى بما يشمل "وقفا فوريا للعنف والمجازر".

وقال مندوب سوريا لدى مجلس الأمن بشار الجعفري للصحفيين إن فريقا فنيا من مكتب أنان سيصل إلى دمشق يوم الأحد، مشيرا إلى أن هناك عملية سياسية شاملة تجري.

وقد رحبت دمشق بزيارة البعثة التي شكلها أنان لمناقشة القضايا المتعلقة بمهمته فيها، على ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر للصحفيين إن جميع أعضاء مجلس الأمن تعهدوا بمنح أنان تأييدهم الكامل، واتفقوا على أن توجيه رسالة موحدة من المجلس ستساعد مهمته.

وردا على سؤال عما إذا كان تقرير أنان حسن فرص كسر الجمود في المجلس بشأن سوريا، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس للصحفيين إنها تعتقد أنه وسيلة لمعرفة ذلك عاجلا، لافتة إلى عدم وجود أي مؤشر بعد على قرب انتهاء الجمود.

وبدورها أكدت فرنسا أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن بشأن سوريا يجب أن يتجاوز الدعوة إلى وقف إطلاق النار للدعوة للحث على انتقال السلطة، على أن يتخذ الأسد إجراءات من جانب واحد لوقف العنف.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مقابلة مع صحيفة لوموند إن هذه المتطلبات تعد خطوطا حمراء لفرنسا، وأضاف أنه لمس تطورا طفيفا في موقف روسيا التي تعد من أشد المعارضين لتغيير النظام في سوريا.

وفشل أعضاء مجلس الأمن حتى اللحظة في الاتفاق على قرار حول سوريا بسبب معارضة كل من موسكو وبكين حليفتي دمشق.

أردوغان: هناك أفكار أخرىقيد البحث (رويترز)
أردوغان: هناك أفكار أخرىقيد البحث (رويترز)

منطقة عازلة
من ناحية أخرى أكد رئيس الوزراء التركي الجمعة أن تركيا تبحث إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا للتصدي لتدفق اللاجئين بأعداد متزايدة هربا من الصراع هناك.

وقال أردوغان في لقاء صحفي "فيما يتعلق بسوريا يجري بحث منطقة عازلة.. لكن هناك أفكارا أخرى قيد البحث"، وأضاف أنه من الخطأ النظر في الأمر من منظور واحد.

ولفت أردوغان إلى أنه يبحث أيضا سحب السفير التركي من دمشق فور عودة الرعايا الأتراك من هناك، حيث دعت الخارجية التركية رعاياها في سوريا للعودة إلى بلادهم بأسرع ما يمكن, وقالت إنها ستغلق القسم القنصلي في سفارتها بدمشق الأسبوع المقبل.

وأعلنت الوزارة في بيان أن "التطورات في سوريا تطرح مخاطر أمنية جدية على مواطنينا. ننصحهم بشدة بالعودة".

المصدر : الجزيرة + وكالات