مليشيا ليبية ترفض تسليم السلاح

السيادة الليبية في ظل مشكلة انتشار السلاح - فادي منصور
undefined

قال قائد مليشيا قوية في ليبيا أمس الاثنين إنه لن يستجيب لطلب الحكومة بحل المليشيات، لأن الحوافز المعروضة ليست سخية بدرجة كافية، مطالبا بمنازل وسيارات وقروض بدون فوائد لرجاله "حتى يمكنهم تحقيق أحلامهم".

وحاربت المليشيات لإنهاء حكم العقدي الليبي الراحل معمر القذافي الذي استمر 42 عاما، لكن بعد خمسة أشهر ما زالت وحداتها المدججة بالسلاح تجوب الشوارع، ولا تستجيب إلا لأوامر قادتها، وتستهين بسلطة الحكام الجدد للبلاد.

ويدعو المجلس الوطني الانتقالي المليشيات للاندماج في الشرطة والجيش الجديدين، لكن لم تستجب لذلك -حتى اليوم- إلا نسبة ضئيلة منها.   

وقال عبد الله ناكر قائد أحد أكبر فصيليْ مليشيا ينتشران في طرابلس إن مقاتليه لن ينضموا إلى المبادرة الحكومية إلى أن يعلموا بوضوح ما هي المزايا التي سيحصلون عليها.

وأبلغ ناكر التلفزيون الليبي الأحد أمس الأول أن الناس تحتاج إلى رواتب أعلى واستقرار اقتصادي وتأمين طبي ومنازل وسيارات، وأن الرجال العزاب يريدون الزواج.

وقال إنهم يريدون قروضا إسلامية بدون فوائد حتى يمكنهم أن يعيشوا عيشة كريمة، وتساءل لماذا لا تقدم لهم الحكومة قروضا قيمتها 100 ألف دينار ليبي "60 ألف دولار" حتى يحققوا أحلامهم.

سلطة ونفوذ
ويعتقد كثير من الليبيين أن المليشيات عازفة عن حل نفسها لأنها تأمل ترجمة قوتها العسكرية إلى سلطة ونفوذ في ليبيا الجديدة.

وحذرت منظمات حقوقية من أن المليشيات تدوس على حقوق الإنسان، وتهدد بتقويض طموحات ليبيا في بناء دولة تقوم على العدل والديمقراطية.

وأعلن ناكر -الذي يقول إن لديه 20 ألف رجل تحت قيادته- أمس الاثنين أنه سيشكل حزبا جديدا للمنافسة في أول انتخابات في البلاد من المقرر أن تجري في وقت لاحق هذا العام.

ومن المرجح أن يواجه حزب ناكر تحديا من رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج، وهو مقاتل إسلامي سابق، ويخطط حاليا لتشكيل حركة سياسية، ويقول إن أفكاره تلقى قبولا لدى الكثير من الناخبين. لكن بلحاج متهم من بعض خصومه بأنه وكيل لدول تحاول التأثير على اتجاه ليبيا بعد القذافي.

وعندما سئل بشأن مخاطر التدخل الأجنبي، قال ناكر إنه لن يسمح بفساد سياسي، وإنه يقبل المنافسة الشريفة وأن يفوز الفريق الأفضل، لكنه لن يتسامح إزاء "المنافسة غير الشريفة التي تدعمها الأموال الأجنبية والتزوير".

المصدر : رويترز