بدء تصويت المصريين بالخارج على الدستور

بدأ المصريون في الخارج التصويت اليوم الأربعاء على مشروع الدستور الجديد في حوالي 150 سفارة وقنصلية مصرية.

 ويبلغ عدد الناخبين المسجلين الذين من المفترض أن يدلوا بأصواتهم على مدار أربعة أيام حوالي 700 ألف مصري. ومن المقرر أن تبدأ عمليات فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت الأسبوع المقبل.

وقد اتسعت رقعة الخلاف حول مسودة أول دستور مصري بعد ثورة يناير، فمؤيدوه يرونه مؤسسا لحياة سياسية واضحة الملامح بعيدا عن تقييد السلطة بيد رئيس أو سلطة ما. وفي موازاة ذلك يذهب المعارضون إلى أن مسودة الدستور تعد وثيقة جديدة للاستبداد في البلاد، وبينهما يبدو الشارع المصري أسيرا لانقسام النخب السياسية.

وواصل المتظاهرون في القاهرة احتشادهم حتى صباح اليوم الأربعاء، فبينما يجتمع الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي في ضاحية مدينة نصر تحت شعار "دعم الشرعية"، يواصل المطالبون بإلغاء الاستفتاء على الدستور اعتصامهم في ميدان التحرير ومحيط القصر الرئاسي الذي تمكنوا من تحطيم بعض حواجزه الحديدية.

ورفع المؤيدون الذين توافدوا على ميدان رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر لافتات مؤيدة لقرارات مرسي وأهمها الدعوة للاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد، ورددوا هتافات من قبيل "نعم نعم للدستور"، و"الشعب يريد تحكيم شرع الله".

كما ردد المتظاهرون نداءات تدعو المواطنين إلى التصويت بالموافقة في الاستفتاء، وانتقدوا رموز جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة.

وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن منسقي المظاهرة أقاموا منصة أمام المسجد ورفعوا مكبرات صوت في أماكن متفرقة بالمنطقة المحيطة، موضحا أن المشاركين يمثلون خليطا من مختلف التيارات الإسلامية.

وجاءت هذه المظاهرات تلبية لدعوة ائتلاف الأحزاب والقوى الإسلامية للتظاهر تحت شعار "نعم للشرعية ونعم للوفاق الوطني"، ويضم هذا الائتلاف 13 تنظيما بينها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وحزب النور والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية.

وفي الأثناء، نظَّم آلاف من المؤيدين لقرارات مرسي وقفتين بمحافظة الإسكندرية الساحلية ومحافظة أسيوط (جنوب القاهرة)، إضافة إلى وقفات مماثلة في غالبية المحافظات المصرية.

‪المتظاهرون يزيلون جدارا إسمنتيا للوصول إلى القصر‬ (رويترز)
‪المتظاهرون يزيلون جدارا إسمنتيا للوصول إلى القصر‬ (رويترز)

مظاهرات معارضة
وفي الجانب الآخر من الشارع المصري، حطَّم معارضون للرئيس مرسي مساء الثلاثاء حواجز حديدية بشارع شفيق غبريال وأزالوا جزءًا من جدار خرساني بشارع الميرغني المؤديين إلى قصر الاتحادية الرئاسي، وانضموا إلى المعتصمين أمام القصر.

وأطلق المتظاهرون الألعاب النارية في الهواء مرددين هتافات من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام"، في وقت عزَّزت عناصر الحرس الجمهوري وجودها أمام بوابات القصر ونشرت آليات خفيفة ودبابات تحسّباً لأي محاولة لاقتحامه.

وفي الأثناء، اجتاز مئات من المتظاهرين جدارين أقامهما الحرس الجمهوري في مسيرات انطلقت من أمام مساجد وميادين بمناطق مصر الجديدة والمطرية وحدائق القبة والعباسية ورمسيس، ووصلوا إلى محيط القصر.

وتحدثت مصادر محلية عن مظاهرات مماثلة ترفض الاستفتاء انطلقت في محيط مسجد القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية، وفي ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وبميادين أخرى في محافظات الدقهلية والمنوفية والشرقية والبحيرة وأسيوط وسوهاج والمنيا وأسوان.

المصدر : الجزيرة + وكالات