نزوح من بني وليد مع تجدد القتال

Mainly foreign workers flee their homes in Bani Walid, one of the final bastions of Moamer Kadhafi's regime, on October 21, 2012. Clashes on October 20, between pro-government forces and fighters described by authorities as criminals and loyalists of Kadhafi's ousted regime killed at least 26 people and wounded more than 200, according to an AFP tally. AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
undefined
تجدد القتال الأحد حول مدينة بني وليد الليبية مما دفع مئات الأسر ومقيمين إلى النزوح عنها طلبا للأمان، في حين تلاشت تقريبا التقارير التي تحدثت في وقت سابق عن مقتل خميس القذافي واعتقال مسؤولين آخرين من النظام السابق.

وذكرت تقارير ميدانية أن الاشتباكات استؤنفت بين قوة درع ليبيا التابعة لرئاسة الأركان ومسلحين يتحصنون في بني وليد. وعلى خلفية هذه الاشتباكات وتضارب الأنباء حول مصير عدد من رموز النظام السابق حاول المئات اقتحام مجمع المؤتمر الوطني العام (برلمان) بطرابلس مطالبين بوضع حد
للعنف في بني وليد.

 
وتحاصر قوة درع ليبيا بني وليد التي تقع جنوب شرقي طرابلس منذ أسابيع، وتستعد لدخول المدينة تنفيذا لأمر سابق من المؤتمر الوطني العام باعتقال مطلوبين بينهم المطلوبون بقضية احتجاز وتعذيب الثائر عمران شعبان الذي عثر قبل عام تقريبا على العقيد الراحل معمر القذافي مختبئا في أنبوب للصرف الصحي بمدينة سرت.

وفشلت حتى الآن كل الوساطات التي قام بها وجهاء قبليون، خاصة من المناطق الشرقية، لوقف الاقتتال وتسوية قضية المطلوبين.

قتال ونزوح
وأكدت مصادر من قوة درع ليبيا ومن المقاتلين داخل بني وليد حدوث قصف واشتباكات اليوم. وكانت الاشتباكات التي دارت أمس أوقعت ما لا يقل عن 26 قتيلا ومائتي جريح وفق حصيلة طبية أعلنت في بني وليد ومصراتة المجاورة.

وقال العقيد صالح البكري من قوة درع ليبيا إن قواته تتقدم نحو بني وليد من الجهة الغربية، مشيرا إلى أن مسلحين بينهم قناصة يتمركزون على أسطح المنازل مازالوا يقاومون.

‪عناصر من قوة درع ليبيا ترابط‬ عناصر من قوة درع ليبيا ترابطعلى مشارف بني وليد (الفرنسية)
‪عناصر من قوة درع ليبيا ترابط‬ عناصر من قوة درع ليبيا ترابطعلى مشارف بني وليد (الفرنسية)

وأضاف أن اثنين من مقاتليه أصيبا بالاشتباكات التي دارت اليوم، وأوضح أن القوة التابعة لوزارة الدفاع تحاول فتح ممرات آمنة للسكان الذين يغادرون بني وليد من أجل أن يتوفر مجال مناورة أكبر لتلك القوة.

ووفقا للقيادي الميداني نفسه، فإن الوحدات التي يقودها لم تستخدم حتى الآن سوى الأسلحة الخفيفة تجنبا لإصابة المدنيين.

ومن داخل المدينة، تحدث عبد الكريم غميض، وهو قائد مليشيا محلية، عن استمرار الهجمات. وقال إن "القصف يأتي من كل جانب" في حين قال أحد السكان إن الدخان يتصاعد من إحدى المناطق التي تعرضت للقصف.

ومن مسافة ثلاثة كيلومترات من المدخل الرئيس للمدينة، كانت تُسمع اشتباكات قوية وفقا لمراسل فرانس برس. واصطفت اليوم أعداد كبيرة من السيارات والشاحنات التي تنقل نازحين من بني وليد في انتظار تفتيشها عند البوابات التي تحرسها قوة درع ليبيا.

وشوهد اليوم عشرات المقيمين المصريين والأجانب يخرجون من بني وليد تحسبا لاحتدام القتال. وتحدث أحد النازحين عن انقطاع الكهرباء منذ أيام، مشيرا إلى أن القصف يدفع الأهالي للنزوح.

لا أدلة
وفي علاقة بالاشتباكات حول بني وليد، لم يظهر أي دليل على صحة ما تداولته أوساط سياسية وإعلامية ليبية عن مقتل خميس معمر القذافي، واعتقال المتحدث باسم النظام السابق موسى إبراهيم وميلاد الفقهي.

وسرت أمس أنباء عن مقتل خميس متأثرا بجراح أصيب بها خلال اشتباك أثناء محاولته وآخرين الخروج من بني وليد، ونقل جثته إلى مصراتة. ونُسب إلى المتحدث باسم المؤتمر الوطني الليبي عمر تأكيده خبر مقتل خميس الذي لم يظهر ما يثبت مقتله بالفعل لا الآن ولا قبل عام.

وكانت تواترت خلال القتال الذي سبق سقوط النظام الليبي السابق أنباء عن مقتل خميس القذافي. إلا أن الغموض ظل قائما منذ ذلك الوقت بشأن مصيره. وفي تسجيل صوتي نشر في الإنترنت، نفى شخص يقول إنه موسى إبراهيم ما تردد عن اعتقاله بمنطقة بني وليد.

وقال مصطفى أبوشاقور نائب رئيس الوزراء اليوم بصفحته الرسمية على تويتر إن إعلان اعتقال إبراهيم ومقتل خميس تم دون التحقق من الأنباء, وهو ما يشير إلى تراجع رسمي عن الأخبار التي جرى تداولها أمس، ودفعت بعض الليبيين إلى التعبير عن فرحتهم في طرابلس.

بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة ناصر المانع أمس إن الحكومة لا تملك أي معطى رسمي عن اعتقال أي من أعضاء النظام السابق.

المصدر : وكالات