نزوح من بني وليد مع تجدد القتال
وذكرت تقارير ميدانية أن الاشتباكات استؤنفت بين قوة درع ليبيا التابعة لرئاسة الأركان ومسلحين يتحصنون في بني وليد. وعلى خلفية هذه الاشتباكات وتضارب الأنباء حول مصير عدد من رموز النظام السابق حاول المئات اقتحام مجمع المؤتمر الوطني العام (برلمان) بطرابلس مطالبين بوضع حد
للعنف في بني وليد.
وفشلت حتى الآن كل الوساطات التي قام بها وجهاء قبليون، خاصة من المناطق الشرقية، لوقف الاقتتال وتسوية قضية المطلوبين.
قتال ونزوح
وأكدت مصادر من قوة درع ليبيا ومن المقاتلين داخل بني وليد حدوث قصف واشتباكات اليوم. وكانت الاشتباكات التي دارت أمس أوقعت ما لا يقل عن 26 قتيلا ومائتي جريح وفق حصيلة طبية أعلنت في بني وليد ومصراتة المجاورة.
وقال العقيد صالح البكري من قوة درع ليبيا إن قواته تتقدم نحو بني وليد من الجهة الغربية، مشيرا إلى أن مسلحين بينهم قناصة يتمركزون على أسطح المنازل مازالوا يقاومون.
وأضاف أن اثنين من مقاتليه أصيبا بالاشتباكات التي دارت اليوم، وأوضح أن القوة التابعة لوزارة الدفاع تحاول فتح ممرات آمنة للسكان الذين يغادرون بني وليد من أجل أن يتوفر مجال مناورة أكبر لتلك القوة.
ووفقا للقيادي الميداني نفسه، فإن الوحدات التي يقودها لم تستخدم حتى الآن سوى الأسلحة الخفيفة تجنبا لإصابة المدنيين.
ومن داخل المدينة، تحدث عبد الكريم غميض، وهو قائد مليشيا محلية، عن استمرار الهجمات. وقال إن "القصف يأتي من كل جانب" في حين قال أحد السكان إن الدخان يتصاعد من إحدى المناطق التي تعرضت للقصف.
ومن مسافة ثلاثة كيلومترات من المدخل الرئيس للمدينة، كانت تُسمع اشتباكات قوية وفقا لمراسل فرانس برس. واصطفت اليوم أعداد كبيرة من السيارات والشاحنات التي تنقل نازحين من بني وليد في انتظار تفتيشها عند البوابات التي تحرسها قوة درع ليبيا.
وشوهد اليوم عشرات المقيمين المصريين والأجانب يخرجون من بني وليد تحسبا لاحتدام القتال. وتحدث أحد النازحين عن انقطاع الكهرباء منذ أيام، مشيرا إلى أن القصف يدفع الأهالي للنزوح.
لا أدلة
وفي علاقة بالاشتباكات حول بني وليد، لم يظهر أي دليل على صحة ما تداولته أوساط سياسية وإعلامية ليبية عن مقتل خميس معمر القذافي، واعتقال المتحدث باسم النظام السابق موسى إبراهيم وميلاد الفقهي.
وسرت أمس أنباء عن مقتل خميس متأثرا بجراح أصيب بها خلال اشتباك أثناء محاولته وآخرين الخروج من بني وليد، ونقل جثته إلى مصراتة. ونُسب إلى المتحدث باسم المؤتمر الوطني الليبي عمر تأكيده خبر مقتل خميس الذي لم يظهر ما يثبت مقتله بالفعل لا الآن ولا قبل عام.
وكانت تواترت خلال القتال الذي سبق سقوط النظام الليبي السابق أنباء عن مقتل خميس القذافي. إلا أن الغموض ظل قائما منذ ذلك الوقت بشأن مصيره. وفي تسجيل صوتي نشر في الإنترنت، نفى شخص يقول إنه موسى إبراهيم ما تردد عن اعتقاله بمنطقة بني وليد.
وقال مصطفى أبوشاقور نائب رئيس الوزراء اليوم بصفحته الرسمية على تويتر إن إعلان اعتقال إبراهيم ومقتل خميس تم دون التحقق من الأنباء, وهو ما يشير إلى تراجع رسمي عن الأخبار التي جرى تداولها أمس، ودفعت بعض الليبيين إلى التعبير عن فرحتهم في طرابلس.
بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة ناصر المانع أمس إن الحكومة لا تملك أي معطى رسمي عن اعتقال أي من أعضاء النظام السابق.