سيف الإسلام القذافي

Libyan leader Muammar Gaddafi's most prominent son, Saif al-Islam, speaks during an interview with Reuters in Tripoli March 10, 2011. Libya is preparing full-scale military action to crush a rebellion and will not surrender even if Western powers intervene in the conflict, al-Islam said on Thursday. REUTERS

نجل الزعيم الليبي معمر لقذافي عرف في العقد الأخير بلعب أدوار هامة في الشأن العام الليبي الداخلي والخارجي، دون أن يكون له منصب سياسي في الجهاز الرسمي الليبي. 
 
أصبح في مايو/أيار 2011 مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية قبل أن يعتقله ثوار مدينة الزنتان في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه خلال محاولته الفرار عن طريق الصحراء إلى دولة النيجر المجاورة.

المولد والنشأة: ولد سيف الإسلام القذافي في ‏5‏ يونيو/حزيران ‏1972‏ في معسكر باب العزيزية‏ حيث كانت تقيم أسرة الزعيم الليبي معمر ‏القذافي, وهو الابن الثاني للعقيد القذافي من زوجته الثانية الممرضة صفية فركاش، ولسيف الإسلام القذافي خمسة أشقاء من بينهم أخت واحدة‏.

الدراسة والتعليم: درس سيف الإسلام بمدارس طرابلس وتخصص في الهندسة المعمارية وتخرج سنة 1994 في كلية الهندسة بطرابلس, ثم التحق بكلية الاقتصاد بجامعة "إمادك" بالنمسا سنة 1998 وتخرج فيها سنة 2000. كما التحق بمعهد للاقتصاد في بريطانيا لنيل شهادة الدكتوراه.
 
الوظائف والمسوؤليات: التحق سيف الإسلام بعد تخرجه بمركز البحوث الصناعية في طرابلس‏, وفي سنة 1996 عمل في مكتب استشاري. وقد منح رتبة رائد في الجيش الليبي مع أنه لم ينتسب إلى مؤسسة عسكرية‏.‏ ثم أصبح رئيس مؤسسة القذافي الخيرية للتنمية التي أنشئت سنة 1998.
 
التجربة السياسية: قاد سيف الإسلام مفاوضات بين ليبيا وجهات أجنبية، واستطاع تسوية العديد من القضايا الشائكة. وتحدث في وسائل الإعلام أكثر من مرة عن الإصلاح السياسي والاقتصادي في ليبيا مع محاولة عدم الخروج عن المسار الذي رسمه والده العقيد معمر القذافي.

فقد ساهم في تسوية "ملف لوكربي"، الذي اتهِمت فيه ليبيا بإسقاط طائرة "بان أميركان" المتجهة إلى نيويورك فوق بلدة لوكربي بأسكتلندا في 21 ديسمبر/كانون الأول 1988 فمات ركابها البالغ عددهم 259 شخصا ومات معهم 11 شخصا من سكان لوكربي. وقد دفعت ليبيا بموجب هذه التسوية مبلغ 2.7 مليار دولار لأسر ضحايا الحادث.
 
كما كان له دور في حل ملف البرنامج النووي الليبي الذي تم القضاء عليه ليفك الحصار عن ليبيا ولتستأنف العلاقات الأميركية الليبية بعد ذلك في 28 يونيو/حزيران 2004.
 
وقد لعب سيف الإسلام دورا محوريا في تسوية ملف الممرضات البلغاريات اللائي أفرج عنهن في يوليو/تموز 2007 بعدما أمضين رفقة الطبيب الفلسطيني قرابة 8 سنوات في السجن, وكان القضاء الليبي قد حكم على الجميع بالإعدام في مايو/أيار 2004، لإدانتهم بنقل فيروس الإيدز إلى 438 طفلا ليبيا في مستشفى بنغازي توفي عدد كبير منهم.

كما شارك باسم مؤسسة القذافي الخيرية في صيف العام 2000 في التفاوض مع مجموعة أبو سياف الفلبينية التي تحتجز رهائن ألمانا, واستطاع تخليصهم مقابل مبلغ مالي يقدر بـ‏25‏ مليون دولار‏.‏
 
وكانت بعض أطياف المعارضة الليبية في الخارج تعد سيف الإسلام خليفة أبيه, وكانت ترى في تصريحاته مهما ابتعدت عن نهج أبيه السياسي محاولة لإنقاذ نظام العقيد القذافي وتلميع صورته في الغرب، رغم انتقادها اللاذع للنظام الليبي سياسة وصحافة وإدارة.

ثورة 17 فبراير: اعتبر سيف الإسلام كثاني شخصية تدافع عن النظام خلال أيام الثورة، وقد ظهر على شاشات التلفزيون الليبي أكثر من مرة حيث دافع عن والده وانتقد الثوار الذين وصفهم بـ"العملاء" و"الخونة".

في أواسط مايو/ أيار 2011، تقدم مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بطلب إلى المحكمة الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق معمر القذافي وسيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي, وقد صدرت المذكرة بالفعل في 27 يونيو/حزيران 2011 ليصبح سيف الإسلام مطلوبا للعدالة الدولية.

وفي 21 أغسطس/آب 2011 أعلن المجلس الوطني الانتقالي اعتقال سيف الإسلام على يد الثوار الذين دخلوا العاصمة طرابلس، لكنه ظهر بعد ساعات قليلة في طرابلس مفندا خبر اعتقاله.

وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2011: تم اعتقال سيف الإسلام في منطقة صحراوية قرب مدينة أوباري التي تبعد 200 كلم عن مدينة سبها.

المصدر : الجزيرة