تظاهر نساء سجناء "القاعدة" بموريتانيا

من الوقفة الاحتجاجية لنساء المعتقلين أمام السجن المدني في نواكشوط

من الوقفة الاحتجاجية لنساء المعتقلين أمام السجن المدني في نواكشوط (الجزيرة نت)

أمين محمد-نواكشوط

تظاهر مساء الأربعاء عدد من زوجات وأخوات سجناء محسوبين على تنظيم القاعدة في موريتانيا أبعدتهم السلطات قبل نحو عشرة أيام عن العاصمة نواكشوط ونقلتهم إلى جهة مجهولة، لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

واتهمت المتظاهرات النظام الموريتاني باختطاف السجناء بشكل غير شرعي وخارج عن القوانين المعمول بها والأعراف السارية في هذا المجال، مبدين خشيتهن من أن يكون النظام لجأ إلى تسليمهم إلى جهات غربية.

ويتعلق الأمر بأربعة عشر سجينا من ضمنهم ثمانية محكوم عليهم بالإعدام، وستة صدرت عليهم أحكام نافذة بعشر سنوات أو أكثر، وكلهم متهمون بالعلاقة الوثيقة بـتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ومن بين هؤلاء مدانون بالاعتداء على خمسة فرنسيين وقتل أربعة منهم في وسط البلاد خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول 2008، كما أدين أحدهم بقتل مواطن أميركي في العاصمة نواكشوط منتصف عام 2009، هذا إضافة إلى المشاركة في عمليات قتل فيها عدد من ضباط وجنود الجيش الموريتاني.

وقالت النساء خلال وقفتهن الاحتجاجية مساء الأربعاء أمام السجن المدني حيث كان يعتقل ذووهن، إنهن تسلمن من مسؤولي السجن بعض الأمتعة التي تركها ذووهن في السجن وليس كلها.

نساء المعتقلين طالبن المجتمع المحلي والدولي بمساعدتهن (الجزيرة نت)
نساء المعتقلين طالبن المجتمع المحلي والدولي بمساعدتهن (الجزيرة نت)

مطالبة
وطالبن المجتمع المحلي والدولي بمساعدتهن في تكثيف الضغط على سلطات نواكشوط حتى تكشف لهن عن مصير السجناء المرحلين.

وكان نواب معارضون قد ساءلوا وزير العدل عابدين ولد الخير أمام مجلس النواب، وطالبوه بالكشف عن مصير السجناء، لكنه رفض الكشف عن ذلك إلا لذويهم وأهاليهم.

ويقول الأهالي إنهم اجتمعوا بوزير العدل بعد المساءلة البرلمانية وإنه بدلا من الكشف لهم عن مصير ذويهم ألقى عليهم وابلا من الشتائم والاتهامات الكاذبة.

منطقة معزولة
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد اعترف في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية نشرت الثلاثاء بنقل هؤلاء السجناء -الذين وصفهم بأنهم أخطر المعتقلين السلفيين في بلاده- إلى منطقة أمنية معزولة، دون أن يكشف عنها.

وفيما يشبه الدفاع عن قرار نقلهم إلى منطقة معزولة وبعيدة، قال ولد عبد العزيز إنه تم نقل أولئك العناصر بعد أن ظلوا طيلة فترة وجودهم في السجن الاحتياطي على اتصال دائم مع شبكاتهم، ويحصلون من خلالها على المال، ويكتتبون لهم العناصر بشكل يومي.

ودافع عن سياسة العفو عن عناصر محسوبة على القاعدة أقرها العام الماضي واستفاد منها 37 سجينا بعد جلسات حوار مطولة مع عدد من العلماء، قائلا إن واحدا فقط من بين الـ37 الذين استفادوا من العفو قد عاد إلى مخيمات من وصفهم بالإرهابيين.

المصدر : الجزيرة