مهجرون تونسيون يروون مآسيهم

صورة لبن ضور أمام وسائل اعلام تونسية

بن ضو: ضريبة الحرية كلفتني أكثر من نصف عمري في المنافي (الجزيرة نت) 

نصر الدين الدجبي-تونس

روى عدد من أبناء تونس المهجرين العائدين حديثا إلى بلادهم بعد فرار الرئيس بن علي وانهيار نظامه قصصا مؤثرة أبكت التونسيين ولخصت معاناتهم.

المهندس منصف بن ضو، العائد لوطنه حديثا بعد تهجير دام أكثر من عقدين، بكى وأبكى التونسيين عندما روى لقناة حنبعل التونسية من مطار تونس قرطاج كيف فقد عددا من عائلته ومنهم والدته في حادث أليم، دون أن يحضر تشييع جثمانها.

وفي تصريح للجزيرة نت قال بن ضو "عندما خرجت من تونس كنت طالبا متحمسا كغيري من الشباب متشوقا لعالم أفضل تسوده قيم الحرية والمساواة"، وتابع "ضريبة الحرية كلفتني أكثر من نصف عمري في المنافي أبحث عن ملجأ بعد أن عز الوطن".

وأثنى بن ضو على شباب تونس الذي "أعاد لنا الأمل ونزع عن تونس كابوسها".

وقد أجبر بن ضو على مغادرة تونس في سنوات الجمر التي عاشتها المعارضة التونسية بقطاعاتها المختلفة في تسعينيات القرن المنصرم، وأدت إلى سجن آلاف منهم وتهجير آلاف آخرين.

بن ضو مع أسرته في مطار تونس قرطاج (الجزيرة نت)
بن ضو مع أسرته في مطار تونس قرطاج (الجزيرة نت)

ثورة الكرامة
وبمزيج من الفرحة والأمل عاد عضو مجلس شورى حركة النهضة علي الحميدي إلى منطقة القصرين التي قدمت العدد الأكبر من شهداء ما أصبح يطلق عليها ثورة الكرامة، قائلا "عقدان لم ألتق فيهما أحدا من العائلة أو الأحبة الذين عايشتهم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. وجيل جديد لا أعرف أغلبه".

وقال الحميدي واصفا جو الاستقبال في المطار "أمي التي أخذت منها السنون أغمي عليها عندما رأتني للمرة الأولى وأبي عجز عن الحركة.. جو امتزجت فيه زغاريد النساء بالنشيد الوطني".

حقيقة أم حلم؟
ويشير الحميدي إلى أنه في كل صباح يستيقظ فيه منذ عودته يخاف من أن يكون في حلم.

وانتقد الحميدي التهميش الذي لا يزال يعيشه سكان المناطق الداخلية في تونس، قائلا إن ثمة من لا يجد حتى الآن قوت يومه أو مأوى يلوذ إليه، كما هي أغلب المناطق المهمشة.

أما فتحي جوادي الناشط الحقوقي الذي استقر به المقام أخيرا في بريطانيا فيقول إنه لم يجد من شعور يعبر به عن حبه لتونس سوى تقبيل ترابها حينما نزل بالمطار، وأضاف مشيدا بأخلاق الشعب التونسي الذي التقاه بعد عقدين قائلا "لقد وجدت شعبا أفخر بالانتماء إليه ولم تزده سنوات القهر سوى مزيد من التلاحم".

عشرات اللاجئين السياسيين واصلوا تدفقهم على تونس (الجزيرة نت)
عشرات اللاجئين السياسيين واصلوا تدفقهم على تونس (الجزيرة نت)

ويضيف "تخيلوا أن بلدا بلا أمن لمدة شهر. الشعب يحمي نفسه بنفسه. المواطن يقوم بتسيير حركة المرور".

وقال جوادي متحدثا عن الإسلاميين الذين قضوا حياتهم بين السجن والمراقبة الإدارية في عهد بن علي "ضحايا الأمس انصهروا في الثورة ونسوا آلامهم معتبرين هديتهم هي إعادة الكرامة التي كان شباب تونس رائدها".

وقد عج مطار تونس قرطاج على امتداد الأسابيع الماضية بآلاف العائدين والمستقبلين لمهجرين إبان العهد السابق. وعلى رأسهم زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. وكذلك زعيم المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي وعشرات القيادات الأخرى.

المصدر : الجزيرة