غالي: يجب الالتفات لمشاكل مصر

د. بطرس غالي - وزير الدولة المصري الأسبق للشؤون الخارجية في برنامج بلا حدود

 بطرس غالي في لقاء سابق مع الجزيرة

طالب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي من الساسة الجدد في مصر تحويل اهتمامهم من الفوز بأصوات الناخبين إلى ضمان التأييد في الخارج لحل مشاكل مصر الملحة على صعيد الاقتصاد والنقص المحدق بالمياه والانفجار السكاني.

 
جاء ذلك في حديث أمس الأحد في القاهرة أمام المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي يرأسه بطرس غالي، حيث اتهم الطبقة السياسية الجديدة في مصر -بما في ذلك الأحزاب الإسلامية التي سجلت تقدما في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية- بتجاهل مشاكل البلاد التي لا يمكن حلها -حسب رأيه- إلا بالتعاون مع دول أخرى، معتبرا أن موقع القاهرة في قلب الشرق الأوسط سيرغم قادة مصر الجدد على النظر إلى الخارج.
 
وأضاف أن معارضته لمن أسماها بالحركة الأصولية ليست موجهة للحركة ذاتها في طبيعتها وتكوينها السياسي أو الفكري بقدر ما هي موجهة إلى انغلاقها على نفسها، منبها إلى وجود مشاكل ملحة لا يلتفت إليها أحد، ومنها تراجع الاقتصاد بسبب إحجام السياح والمستثمرين عن القدوم إلى مصر بسبب الاضطرابات.
 
السكان والمياه
ومن الصعوبات الأخرى التي أشار إليها بطرس غالي -الذي تقلد منصب الأمين العام للأمم المتحدة ما بين عامي 1992 و1996- الحاجة لإعالة ما يقارب مليوني شخص يضافون سنويا إلى السكان البالغ عددهم بالفعل 80 مليون نسمة، في الوقت الذي تلوح في الأفق أزمة مياه مع تطلع الدول الأفريقية جنوبا إلى الاستفادة بشكل أكبر من نهر النيل على حساب مصر.
 
undefinedوأشار إلى أن "الرأي العام يولي اهتماما أكبر لما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة بدلا من الاهتمام بما يجري في البلدان الأفريقية التي توجد فيها منابع نهر النيل".
 
وتابع قائلا "إذا قرأت كل الشعارات التي استخدمتها الثورة منذ 25 يناير فلن تجد كلمة واحدة عن الشؤون الخارجية"، منتقدا الجماعات من مختلف الانتماءات السياسية التي برزت منذ بدء الحركة الاحتجاجية في وقت مبكر من هذا العام.
 
وشدد على أن النيل بالنسبة للشعب المصري يبقى نهرا مصريا، معربا عن أسفه لفشل الرئيس السابق حسني مبارك في معالجة هذه القضايا عبر حوار دولي أعمق، في إشارة إلى اتفاق إثيوبيا وخمس دول أخرى من حوض النيل على معاهدة جديدة من شأنها أن تخفض حصة مصر من المياه.
 
التيار الإسلامي

وفند بطرس غالي المخاوف المثارة من صعود الإخوان المسلمين أو التيار السلفي واحتمال أن يؤدي ذلك إلى عنف طائفي أو انتهاكات لحقوق الإنسان، ولفت إلى أن الواقع القائم في مصر ليس كما هو عليه الحال بين التوتسي والهوتو في رواندا، داعيا إلى تقبل فوز الإسلاميين في الانتخابات بغض النظر عن الانتماء السياسي.
 
لكنه عاد وطالب التيار الإسلامي بممارسة الاعتدال إذا كان يؤمن بالديمقراطية، معربا عن أمله في نشوء حالة من التعايش السلمي بين التيار الصاعد والتيارات الليبرالية الأخرى.
 
وفي معرض تعليقه على ما تردد من إشارات عن نية الإخوان المسلمين طرح معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979 أمام الاستفتاء العام، قال بطرس غالي إن الجيش سيمنع هذه الخطوة لأنه يعرف أين تقع مصالحه، فضلا عن أن للجيش ما يكفيه من المشاكل ولا مجال لإضافة مشاكل جديدة، مشيرا إلى أنه لا يتوقع لأي زعيم مصري جديد أن يقوض اتفاقية السلام مع إسرائيل.
 
يذكر أن بطرس غالي كان وزيرا للدولة للشؤون الخارجية في أواخر السبعينيات، وساعد في التفاوض على المعاهدة التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وعرفت باسم "معاهدة كامب ديفد" التي انسحبت إسرائيل بموجبها من سيناء مقابل ضمانات وترتيبات أمنية محددة وتبادل كامل للعلاقات الدبلوماسية.

المصدر : رويترز