الغنوشي يتعهد بدعم قيم الحداثة

Rached Ghannouchi, leader of the Islamist Ennahda movement, speaks with a Reuters journalist in Tunis October 2, 2011

الغنوشي أثناء المقابلة (رويترز)

تعهد زعيم حزب حركة النهضة الإسلامية في تونس بدعم قيم الحداثة وتعزيز حرية المرأة وإقامة علاقات جيدة مع الغرب قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي يعتقد أن الحركة ستفوز فيها.

 
وجاءت تصريحات راشد الغنوشي في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء في مكتبه بالعاصمة تونس حيث تعهد بتعزيز الديمقراطية ودعم حقوق وتحرر المرأة التي بدأتها تونس في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة مؤكدا أن الحركة لن تتراجع عن دعمها لهذه القيم.
 
وشدد الزعيم الإسلامي على أن حزبه مع حرية المرأة في أن تقرر ما تلبسه وتختار شريكها في الزواج ولا تجبر على أي شيء. وفي إشارة واضحة إلى احترام حزبه لقيم الحداثة يعج مقر حركة النهضة بوسط العاصمة بفتيات يعملن في مكاتب جنبا إلى جنب مع شبان، كما ترأست امرأة غير محجبة إحدى قوائم النهضة.
 
مؤشرات إيجابية
وأضاف أنه تلقى خلال لقائه بمسؤولين ودبلوماسيين غربيين إشارات إيجابية حول احتمال فوز الحركة بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي ستجري في 23 من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن مصلحة الغرب تتمثل في تحقيق الاستقرار في تونس.
 
undefinedواعتبر أن النموذج التركي هو أقرب نموذج لحركة النهضة بحكم نقاط التشابه الكثيرة بين الحركة وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مشيرا إلى أن كتبه كانت من أبرز المراجع التي اعتمدها الحزب التركي في تأسيس أدبياته النظرية.
 
وكان لافتا في تصريحات الغنوشي تأكيده أن حزبه لن يغلق فنادق وأماكن بيع الخمور بل سيسعى لخلق مناطق ترفيه للطبقات المتدينة تحترم القيم الإسلامية منوها بالتجربة التركية على هذا الصعيد.
 
كما تعهد بتنويع المنتجات السياحية سعيا لاستقطاب ذوي الدخول المرتفعة على غرار المغرب وأنه سيدفع باتجاه إلغاء التأشيرة لقدوم الخليجيين وكل العرب إلى تونس نظرا لأنهم ذوو قدرة إنفاقية أكبر بالمقارنة مع غيرهم من السائحين.
 
خطاب مزدوج
يشار إلى أن راشد الغنوشي كان ولا يزال يعتبر من علماء الإسلام الذين يؤمنون بأن الإسلام يتفق مع الحداثة والديمقراطية، بيد أن عودته من منفاه بعد الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي مطلع العام الجاري أزعجت بعض خصومه السياسيين العلمانيين الذين يريدون فصل الدولة عن الدين.
 
ويحذر خصوم حركة النهضة من الخطاب المزدوج التي تتبعه الحركة لاستقطاب الناخبين وتكريس نفسها قوة سياسية قبل خوض أول انتخابات حرة في البلاد منذ ثلاثة عقود، وذلك لاختيار مجلس تأسيسي سيعمل على وضع دستور جديد وإدارة شؤون الدولة خلال عام واحد.

المصدر : رويترز