177 قتيلا باشتباكات قبلية جنوب السودان

REUTERS /Civilians flee Abyei after renewed fighting in the area May 20, 2008. A senior south Sudanese official accused the government of sending more troops to the disputed oil town of Abyei on Friday, stoking tensions after a week of bloody north-south clashes that has displaced some 90,000 people,

قتل ما لا يقل عن 177 شخصا في اشتباكات بين قبيلتين متنافستين في ولاية جونقلي جنوب السودان مطلع الأسبوع الحالي وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 300 قتيل وفق مصادر في حكومة جنوب السودان.
 
وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم عبد الباقي العوض إن الاشتباكات اندلعت عندما هاجم رجال مسلحون من قبيلة مورلي سبع قرى تسكنها قبائل النوير في منطقة أكوبو في وقت مبكر من صباح السبت.
 
وعزا سبب ارتفاع عدد الضحايا إلى أن الهجوم استهدف قرى بأكملها، ومحاولة عدد كبير من النساء والأطفال -لا يعرف مصيرهم- عبور نهر بالمنطقة فرارا من المواجهات.
 
وأوضح المراسل أن أكثر من 20 من الجرحى نقلوا إلى المستشفى في منطقة أكوبو، مشيرا إلى أن شدة الاشتباكات والأمطار الغزيرة حالت دون وصول لجنة شكلتها حكومة جنوب السودان لاحتواء الاشتباكات.
 
وتوقع مفوض منطقة أكوبو دوياك تشول ارتفاع عدد قتلى المواجهات المسلحة إلى أكثر من 300 عندما يتم الانتهاء من فحص جميع الأماكن التي شهدت الاشتباكات.
 
لكن المتحدث باسم جيش جنوب السودان مالاك أيوين أجوك قال إن الجيش لم يتمكن من التحقق من عدد القتلى لكنه "لن يكون أقل من 60" قتيلا.
 
أعمال انتقامية
وشهدت ولاية جونقلي النائية الغنية بالنفط في الأسابيع الماضية اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن مقتل 453 غالبيتهم من النساء والأطفال في مارس/ آذار الماضي.
 
وعرف على نطاق واسع عن تلك الاشتباكات أنها كانت انتقاما لسرقة 20 ألف رأس من الماشية مملوكة للنوير في يناير/ كانون الثاني وكذلك سرقة عدد كبير من الأبقار في ذلك الهجوم.
 
undefinedوفي هذا السياق أشار مفوض منطقة أكوبو إلى أعمال العنف الأخيرة التي قام بها نحو 500 مسلح استهدفت البشر وليس الماشية "كانوا يطلقون النار دون تمييز كان عملا انتقاميا"، ولم يحدد كم من القتلى ينتمي إلى النوير وكم منهم ينتمي إلى المهاجمين من مورلي ولكنه قال إن قرى النوير غير المسلحة لم تبد مقاومة تذكر.
 
من جانبه أبلغ المنسق الإقليمي لبعثة الأمم المتحدة للجنوب ديفد جريسلي وكالة رويترز أن فريقا من الأمم المتحدة سيتوجه الثلاثاء إلى المنطقة التي يصعب الوصول إليها من أجل تقييم الوضع الأمني والاحتياجات الإنسانية عقب أعمال العنف بين القبائل الجنوبية.
 
وابتليت المنطقة الغنية بالنفط بموجة من الغارات على الماشية والهجمات المضادة في جنوب السودان منذ توقيع اتفاق للسلام عام 2005 بين الشمال والجنوب أنهى واحدا من أطول الصراعات في أفريقيا.
 
وتضررت ولاية جونقلي النائية -التي تغلب عليها الأرض السبخة وتتمتع فيها مؤسسة توتال عملاق النفط الفرنسي بحقوق التنقيب في منطقة امتياز كبيرة- بسبب الغارات على الماشية وجرائم القتل المرتبطة بها التي تسببت في انقسامات عرقية.
 
وعبر محللون دوليون وكذلك مسؤولون في حكومة الجنوب عن مخاوفهم من أن تعرقل هذه الاشتباكات السلام كما تبقي على مناخ انقسامي قبل انتخابات عامة من المزمع إجراؤها عام 2010 واستفتاء على استقلال الجنوب عام 2011.
المصدر : الجزيرة + وكالات