نصر الله يتهم أقطابا في الأغلبية بإثارة فتنة سنية شيعية

A video grab taken from the Hezbollah-run Manar TV shows Hezbollah leader Hassan Nasrallah gesturing as he delivers a speech in Beirut, late 28 January 2007.

اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أقطابا في الفريق الحاكم بالعمل على إثارة الفتنة بين السنة والشيعة "خدمة لإسرائيل". وجاء كلام نصر الله في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية مساعي وساطة يقودها السفير السعودي تواكب تحركات إقليمية محورها الرياض وطهران والقاهرة لمعالجة الأزمة.
 
وقال نصر الله في احتفال بمناسبة عاشوراء في بيروت مساء أمس "بعض قادة الفريق الحاكم باتوا مكشوفين لأنهم يريدون أن تقع هذه الفتنة ويعملون لها ليل نهار"، متهما هؤلاء بـ"تضليل الرأي العام العربي والعالمي عبر التنكر للمسيحيين في المعارضة والتركيز على حزب الله".
 
واعتبر الأمين العام لحزب الله ما حدث يوم الخميس الماضي من مواجهات دامية خلفت أربعة قتلى وأكثر من 150 جريحا كمينا مدبرا لجر حزب الله إلى صراع داخلي. وطالب بإعدام المسؤولين عن حادثة يوم الخميس، مثمنا دور الجيش اللبناني في الأزمة.
 
كما أكد أن حزب الله لن ينجر إلى فتنة مذهبية أو حرب أهلية ولن يشهر سلاحه على أحد.
 
وقد استنكر الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط دعوة قوى المعارضة إلى إبعاد شبح الحرب الأهلية والفتنة الداخلية من جهة واستمرار "خطابها التحريضي المتوتر" من جهة أخرى.
 
وأكد الحزب في بيان له أمس الأحد حرصه التام على إنجاح مشروع الدولة وحقها الحصري في حمل السلاح "كي لا تفرخ دويلات جديدة مشابهة لدويلة تلك القوى"، داعيا هذه القوى إلى الإقلاع عن هذا الخطاب الذي لم يؤد إلا إلى المزيد من شحن النفوس ودفع الأمور نحو الانفجار "في ظل استمرار اختلاق الأكاذيب وبث الشائعات المغرضة".
 
وأضاف الحزب أنه يعول على وعي الشعب اللبناني وإدراكه لمضامين هذه الخطابات وحرصه على عدم الانجرار وراء ما سماها مشاريع مشبوهة تستهدف لبنان بوجوده واستقلاله ونظامه الديمقراطي.
 
جهود وساطة 

undefinedوجاءت هذه التطورات في ظل اتصالات سياسية مكثفة لمعالجة الأزمة، إذ يقود السفير السعودي لدى بيروت عبد العزيز الخوجة مساعي نشطة تواكب اتصالات في الرياض وطهران والقاهرة.
 
وقال وزير الشباب اللبناني أحمد فتفت لإذاعة BBC إن هناك اتصالات غير مباشرة بين الفريق الحاكم والمعارضة عبر وساطة سعودية. وأشار إلى أن السفير السعودي يقوم بدور إيجابي، إلا أنه في نفس الوقت لا توجد تطورات يمكن وصفها بالإيجابية.
 
وأوضح أن هناك أجواء جديدة توحي بوجود تقدم على محور التشاور للتحضير لعودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت، مشيرا إلى أن موسى سينطلق في مهمته الجديدة من حيث انتهى في إطار المبادرة التي تقوم على التوازي بين المحكمة الدولية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤلفة من أقل من الثلثين للأكثرية والثلث للمعارضة ووزير حيادي.
 
وكان موسى تولى في ديسمبر/كانون الأول الماضي وساطة بين الأقطاب اللبنانيين الذين يمثلون الغالبية النيابية والمعارضة بهدف معالجة الأزمة السياسية، لكن مساعيه أخفقت.
 
في السياق ذكرت صحيفة المستقبل -التي يملكها آل الحريري- أن الرئيس حسني مبارك "يقود تحركا واسعا في سباق مع الزمن لاحتواء الأوضاع المتفجرة في لبنان والحيلولة دون انزلاقه إلى هاوية الحرب الأهلية".
 
وأضافت أن مبارك بعث برسالة في هذا الصدد إلى العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز. كما تشهد الرياض وطهران اتصالات للخروج من الوضع المتأزم في لبنان.
 
وفي إطار الجهود لتهدئة الاحتقان ذكرت صحيفة النهار اللبنانية نقلا عن أوساط سياسية أن ذكرى عاشوراء ستتميز هذه السنة بالهدوء، وسيجري تحييدها عن الأجواء المشحونة التي شهدتها البلاد.
المصدر : وكالات