تحركات صدام قبل السقوط والاعتقال

اعتقال صدام حسين

معاوية الزبير ورانيا الزعبي

يؤكد عمار هاشم سلطان أحد المرافقين المقربين للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أن صدام حسين أدار الأيام الأربعة الأولى من الحرب من أحد البيوت الواقعة في محافظة بابل في جنوب بغداد، وأنه كان يتابع مجريات الحرب ويجري اتصالاته ويعقد لقاءاته مع القادة العسكريين في ذلك البيت.

undefined

ويقول عمار -أحد السباحين الخاصين بالرئيس العراقي السابق ومسؤول المشجب الخاص به (أي السلاح)- إنه لم يكن يوجد في هذا البيت أي قمر لاقط في البداية خاصة وأنها كانت ممنوعة.

إلا أن مرافقيه كانوا ينقلون له أخبار عما يجري في البلاد من الجيران من معلومات حصلوا عليها من خلال متابعاتهم للفضائيات العربية، وقد تبين أنهم يملكون أطباقا لاقطة مخفية داخل دورهم، فطلب من مرافقيه الـ 16 آنذاك (14 حراس شخصيون واثنان مسؤولا مشاجب) شراء ستلايت لمتابعة سير الحرب عبر القنوات الفضائية.

ويؤكد عمار الذي ظل ملازما لصدام حسين طيلة فترة الحرب وبضعة أيام من سقوط بغداد، أن الرئيس العراقي السابق شارك في حرب المطار الأولى، وخرج منها دون أن يصاب بجروح.

ويشير في حوار مع الجزيرة نت إلى محاولة القوات الأميركية قتل صدام حسين في مثل هذا اليوم قبل عام، لدى وجوده في منطقة المنصور خلف مطعم الساعة.

ويقول إن صدام كان موجودا فعلا في ذلك البيت وهو بيت إخلاء للرئيس -أي أحد البيوت البديلة ورقمه هو (151)- وقد كان فيه اللواء أرشد ياسين زوج أخت صدام، لكنه غادر المنزل قبل قصفه بربع ساعة.

سقوط بغداد

undefinedوأوضح أنه رافق صدام منذ سقوط بغداد بيد القوات الأميركية في التاسع من أبريل/نيسان 2003 وحتى 17 من الشهر ذاته، ومعه 14 من الحراس الخاصين، حيث أقاموا جميعا في منزل سيدة متقدمة في العمر في الأعظمية أحد أحياء بغداد.

وأشار إلى أن منزل السيدة التي لم يذكر اسمها يتكون من طابقين، شغل صدام غرفة في الطابق العلوي مزودة بحمام خاص.

وأكد عمار أن صدام شاهد على القنوات الفضائية العالمية لحظة انتزاع تمثاله من منصته في ساحة الفردوس ووقوعه على الأرض، غير أنه لم يبد أي انزعاج وظل واثقا من أنه سيعود للسلطة.

وأكد المرافق الخاص بالرئيس السابق أن صدام لم يغادر المنزل المذكور خلال هذه الفترة سوى مرة واحدة التقى فيها زوجته سميرة الشهبندر في مسقط رأسه بالعوجة في تكريت.

ويقول عمار إن آخر مرة شاهد فيها صدام كانت بتاريخ 17 أبريل بعد أن تناولا الغداء في منزل السيدة شهبندر، حيث غادر ومعه اثنان من مرافقيه في سيارة "شوفر" خضراء مليئة بكميات كبيرة من الأموال.

القبض على صدام
وأعلنت القوات الأميركية القبض على الرئيس العراقي المخلوع في 14 ديسمبر/كانون الأول وهو مختف في حفرة تحت الأرض عمقها ثمانية أقدام في مزرعة تعود للشيخ نامق جاسم خضر الدوري.

undefined

ويقول ابن عم للشيخ نامق يجاوره في السكن إن القوات الأميركية قامت قبل شهر ونصف من اعتقال صدام بتفتيش المزرعة، وإنه قبل يوم واحد من الاعتقال جاءت سيارات أميركية للمنطقة وسألت أطفالا عما إن كانوا قد رأوا صدام في المنطقة وهو يركب سيارة بيجو برفقة شخص آخر.

وفي نفس يوم الاعتقال قال الأهالي إنهم شاهدوا في المساء طائرات أميركية تحوم بكثافة في المنطقة قبل أن تحضر قوة أميركية وتستجوب الشيخ نامق وأفراد أسرته.

وحسب الأهالي فإن القوات الأميركية رشت فوق المزرعة مادة دخانية بيضاء قبل أن تقتحم قوة من 600 جندي أميركي من الوحدات الخاصة مزودين بأسلحة ومدفعية وعربات مدرعة مكان المزرعة.

ويقول شهود عيان إن القوات الأميركية خرجت بعد ذلك وهي تقتاد صدام حسين بلحيته الكثة وهو يترنح بين أيدي جنود أميركيين اقتادوه إلى مزرعة مجاورة، ومن شدة الإرهاق الذي كان باديا عليه اضطر للتوقف والتقيؤ حسب أحد الشهود.

ويؤكد أقرباء نامق أنهم لم يعلموا بوجود صدام في المزرعة قبل اعتقاله، وأنهم علموا في ما بعد أن نامق وزوجته وولديهما قيس وعلاء كانوا على علم بهذا الأمر، وأن زوجة نامق هي التي كانت تتولى خدمة صدام خلال وجوده في المزرعة.

وأسر صدام في مزرعة لا تبعد سوى تسعة أميال جنوب شرق تكريت، في منطقة الدور القريبة من العوجة. ويؤكد أهالي البيت أن صدام كان يقيم في غرفة صغيرة في المزرعة وأنه كان يلجأ للحفرة عندما يشعر بخطر وجود الأميركيين فقط.

وأكد مصدر في الجيش العراقي للجزيرة نت أن أكثر من ثلاث عمليات دهم تمت للمزرعة قبل أسابيع قليلة من اعتقال صدام حسين، وأنه عثر على أسلحة في المزرعة خلال عمليات الدهم تلك.
___________________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة