القمم أسلوب فاشل لعلاج مشاكل الأرض

جاءت نتائج تصويت الجزيرة نت لتؤكد حقيقة انعدام الثقة في التعاون الدولي بالنسبة للجمهور اليوم. ورغم أن العديد من ساسة الدول المائتين الذين شاركوا في قمة الأرض شككوا بالنتائج التي توصلت إليها القمة فإن الأغلبية من المشاركين في التصويت رأت أن قمة الأرض ليست آلية مناسبة لحل مشاكل البيئة والفقر والتنمية.

فقد أعلنت أغلبية ساحقة من المشاركين في التصويت (83.6%) أن القمة لن تحقق الأغراض المتوخاة منها وأيدوا بذلك ما ورد على ألسنة ساسة من الدول النامية ومسؤولين في الجمعيات والمنظمات غير الحكومية رؤوا أن القمة التي انعقدت مؤخرا في جنوب أفريقيا لم تحقق هدفها في وضع خطة عامة للحد من الفقر وتنظيف البيئة واعتبروا أن نتائجها جاءت في صالح الشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات.

ويعكس هذا التصويت وتلك التصريحات امتعاضا شائعا في عدة أوساط من انعدام تأثير المنظمات الدولية خاصة إذا اصطدمت مقرراتها بمصالح الكبار ممثلين خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية التي لم تخف معارضتها لكثير من المطالب العالمية المتعلقة بإصلاح البيئة. ومثل أميركا في ذلك عديد من القوى الاقتصادية العالمية التي تعارض هذه الإصلاحات وعلى رأسها الشركات المتعددة الجنسيات التي أعلنت في جوهانسبرغ انسحابها من القمة احتجاجا على نتائج المفاوضات التي يقولون إنها جاءت في صالح الشركات المتعددة الجنسيات.

وقال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في الجلسة الختامية للقمة "لا بد من إجراء تغييرات جذرية على شكل هذه القمم". ووصف النقاش في القمة بأنه "حوار الصم"، وأضاف أن الخطب الرنانة التي ألقاها رؤساء الدول لم تنعكس على خطة العمل التي أقرتها القمة. والسياق نفسه سارت فيه تصريحات رئيس منظمة أصدقاء الأرض الدولية ريكاردو نافارو الذي قال إنه "يجب ألا نعقد مثل هذه القمم المخزية مرة أخرى". مؤكدا "نشعر بالغضب واليأس لأن زعماء العالم باعونا لحساب منظمة التجارة العالمية والمؤسسات الكبرى ولم يفعلوا شيئا للفقراء".

وكانت قمة جوهانسبرغ -المتابعة لقمة ريو دي جانيرو التي عقدت عام 1992- تهدف إلى تحديد سبل تنفيذ الأهداف المتفق عليها منذ عشر سنوات, حول دفع الاقتصاد العالمي للعمل لصالح الفقراء مثلما يعمل لصالح الأثرياء وحماية الكوكب للأجيال القادمة. وقد احتوت خطة التنفيذ التي تم التوصل إليها خلال القمة على بعض المطالب الرئيسة إذ تعهدت الدول بإيصال الخدمات الصحية بحلول عام 2015 إلى النصف على الأقل ممن لا يتمتعون بها الآن وعددهم 2.4 مليار نسمة، وبالحد من أثار المواد الكيمياوية الضارة بحلول عام 2020 وحماية الثروة السمكية بحلول عام 2015.

على أن 12.2% من المشاركين في التصويت ردوا إيجابا على السؤال "هل تعتقد أن قمة الأرض آلية مناسبة لحل مشاكل البيئة والفقر والتنمية؟"، وهم بذلك يعتقدون أن حجم التعاون الدولي والحشد الذي حصل في القمة وفي موضوعها لا يمكن أن يضيع سدى مشيرين إلى ما تم من قبل في هذا المجال خصوصا الخطوات التي اتخذت بعد مؤتمر قمة الأرض الذي عقد في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992 ففي هذا المؤتمر الذي ضم ممثلين لأكثر من 180 دولة من بينهم أكثر من 100 رئيس دولة، توصل المجتمعون إلى برنامج عمل يتألف من أربعين باباً أطلق عليه اسم (جدول أعمال 21) يشكل في مجمله خطة عمل للوصول إلى التنمية المستدامة خلال القرن الحادي والعشرين. وقرروا تشكيل لجنة أطلق عليها اسم (لجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة) كلفت بمسؤولية ضمان وجود متابعة فعالة لخطوات وإجراءات تنفيذ اتفاقيات قمة الأرض وذلك بالمراقبة وتقديم التقارير بشأنها على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية.

المصدر : الجزيرة