نووي إيران.. بوريل يكشف عن رأيه برد طهران وواشنطن تقول إن الاتفاق قريب لكنه غير مؤكد

EU and Western Balkans leaders meet in Brussels
بوريل أوضح أن رد طهران على المقترح الأوروبي نقل إلى الولايات المتحدة لكنها لم ترد رسميا بعد (رويترز)

قال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن رد إيران على المقترح الأوروبي بشأن إحياء الاتفاق النووي كان معقولا، كما أعلنت الخارجية الأميركية أن الاتفاق مع طهران هو أقرب الآن مما كان عليه قبل أسبوعين.

وأضاف بوريل خلال فعالية بإحدى الجامعات الإسبانية أن الرد الإيراني نقل إلى الولايات المتحدة التي لم ترد رسميا بعد عليه.

وأشار إلى أنه من المحتمل عقد اجتماع هذا الأسبوع في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي، دون أن يقدم تفاصيل إضافية عنه.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الاتفاق مع إيران هو أقرب الآن مما كان عليه قبل أسبوعين، لكن نتيجة المحادثات غير مؤكدة.

وأضافت الوزارة أن الرئيس بايدن لن يوافق إلا على اتفاق يتماشى مع أمن أميركا القومي.

من جهته، قال المبعوث الروسي لمفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف إنه التقى الممثل الدائم الجديد لإيران لدى المنظمات الدولية في فيينا محسن نزيري، وناقشا عددا من القضايا المتعلقة بالمرحلة الأخيرة من مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي.

وأضاف أوليانوف أن إيران قدمت اقتراحات معقولة بشأن الاتفاق النووي، وأعرب عن أمله في ألا تتأخر واشنطن في الرد على المقترحات الإيرانية، على حد تعبيره.

اتهام بالمماطلة

بدورها، اتهمت إيران -اليوم الاثنين- الولايات المتحدة بالمماطلة في الرد على مقترحاتها لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، في حين وصفت إسرائيل مشروع الاتفاق المحتمل بشأن البرنامج النووي الإيراني بالسيئ.

فخلال مؤتمر صحفي في طهران قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن واشنطن تماطل في الرد على المقترحات الإيرانية، وإنها هي المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات.

وأضاف كنعاني أن بلاده لم تحصل حتى الآن على الرد الأميركي، مشيرا إلى أن رد طهران على المقترح الأوروبي كان في وقته وبشكل جدي.

وأشار إلى أنه تم إحراز تقدم جيد نسبيا في المحادثات الرامية لإحياء اتفاق عام 2015، مضيفا أن المواضيع المتبقية في المفاوضات قليلة لكنها مهمة ويجب الاتفاق بشأنها.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني
كنعاني حمّل واشنطن مسؤولية الوضع الحالي للمفاوضات بشأن النووي الإيراني (الصحافة الإيرانية)

وتابع أنه يمكن الانتقال إلى المرحلة المقبلة من المفاوضات إذا تصرفت واشنطن بمسؤولية واتخذت قرارها، وأنه إذا كانت طهران تحتاج إلى التوصل لاتفاق فإن الأوروبيين والولايات المتحدة بحاجة إليه أكثر.

وشدد كنعاني على أن إيران لن تتراجع عن حقوقها القانونية، وقال إن "الكيان الصهيوني له دور مخرب، ولا نتوقع منه غير ذلك، وعلى واشنطن أن تقرر بناء على مصالحها".

وكانت إيران أرسلت ردها على المسودة الأوروبية، وقالت واشنطن إنها تدرس مع حلفائها الرد الإيراني، مشيرة إلى أنها مستعدة للامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 في حال فعلت طهران الشيء نفسه.

وفي إطار مفاوضات فيينا عرض الاتحاد الأوروبي مسودة اتفاق تنص على رفع تدريجي للعقوبات عن إيران على أن تتراجع طهران عن خطوات وصفت بأنها انتهاك لاتفاق 2015.

وكانت مصادر مطلعة كشفت للجزيرة عن أن المسودة الأوروبية للاتفاق النووي تتضمن 4 مراحل وفترتين زمنيتين لعودة الأطراف إلى التزاماتها.

ماكرون ولبيد

في السياق ذاته، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد اليوم الاثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "تل أبيب" لن تكون ملزمة بالاتفاق الدولي مع إيران.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان "تحدث رئيس الوزراء يائير لبيد اليوم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وناقشا الملف النووي الإيراني مطولا".

وأضاف البيان "جدد رئيس الوزراء معارضة إسرائيل للعودة إلى الاتفاق، وضرورة وجود رسالة واضحة لا لبس فيها بأنه لن تكون هناك تنازلات إضافية للإيرانيين".

وذكر أن الاتفاق المتبلور يحتوي عناصر جديدة "تتجاوز حدود خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية"، وقال إنها "ستمهد الطريق لتدفق استثمارات كبيرة إلى الشبكة الإرهابية الإيرانية وتعزيز الجيش الإيراني"، وفق ما ورد في البيان.

وقال لبيد إن إسرائيل "تعارض العودة إلى الصفقة، ولن تكون ملزمة بمثل هذا الاتفاق، وستواصل فعل كل شيء لمنع إيران من الحصول على قدرة نووية".

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي أن النسخة الجديدة من الاتفاق النووي الإيراني التي دخلت المفاوضات عليها مرحلتها الأخيرة ستراعي "مصالح إسرائيل".

وأعرب ماكرون للبيد عن "رغبته في مواصلة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يراعي المصالح الأمنية لإسرائيل ولغيرها من بلدان المنطقة"، بحسب ما كشف الإليزيه.

قمة رباعية

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتز اتصالا هاتفيا مشتركا ناقشوا خلاله مفاوضات فيينا.

وقال البيت الأبيض إن القادة الأربعة شددوا على تعزيز دعم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط والجهود المشتركة لردع وتقييد ما سماها أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار.

وأرسلت طهران الأسبوع الماضي ردها إلى الأوروبيين بشأن مقترحهم للعودة إلى الاتفاق النووي، معلنة أنها تنتظر ردا على مقترحاتها من الطرف المقابل.

أما الولايات المتحدة فقالت إنها ستقدم آراءها بشأن مسودة نص الاتحاد الأوروبي النهائية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بشكل خاص ومباشر إلى مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، دون أن تكشف تفاصيل عنها.

المصدر : الجزيرة + وكالات