طارق الزمر: وصم الجماعة الإسلامية بالإرهاب مناف للعقل والمنطق

الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية المصري طارق الزمر
الزمر: إدراج الجماعة الإسلامية على قائمة الكيانات الإرهابية قد يكون مقدمة لحل حزب البناء والتنمية (الجزيرة)

وائل حسني-الجزيرة نت

قال الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية المصري طارق الزمر إن "إدراج الجماعة الإسلامية على قائمة الكيانات الإرهابية في مصر يجافي تماما كل قواعد العقل والمنطق، بل والسياسة أيضا".

وأدرجت السلطات المصرية اليوم الأحد، الجماعة الإسلامية وعددا من قادتها في قائمة الكيانات الإرهابية لمدة خمس سنوات، بحسب ما نشرت الجريدة الرسمية.

وذكرت جريدة الوقائع المصرية في عددها الأخير أنه تم إدراج 164 من قيادات الجماعة الإسلامية على قوائم الإرهابيين للمدة ذاتها أيضا، "لتأسس الجماعة على خلاف أحكام القانون بغرض الدعوة لتعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية والعامة للمواطنين والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية"، وفقا لنص قرار محكمة جنايات القاهرة.

وأوضح الزمر في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن وصم الجماعة الإسلامية بالإرهاب لا يخرج عن سياق شيطنة كل الرموز والكيانات المعارضة، واعتبارها تنظيمات إرهابية ابتداءً من الإسلاميين ومرورا ببعض القوى اليسارية والليبرالية، بل التجمعات الرياضية مثل روابط الألترس.

ولفت إلى أن الجماعة الإسلامية أطلقت منذ أكثر من عشرين سنة مراجعات لنبذ العنف هي الأولى في تاريخ العالم العربي والتزمت بها بشكل صارم طوال الوقت، ولما أتيحت أمامها فرصة للعمل القانوني والدستوري بعد ثورة 25 يناير بادرت لتقنين أوضاعها، كما أن موقف كل قيادات الجماعة الإسلامية وآراءهم المعلنة وغير المعلنة تؤكد رفضهم للعنف وسيلة للتعامل السياسي.

وحذر من أن يكون وصم النظام المصري للجماعة الإسلامية بالإرهاب مقدمة لحل حزب البناء والتنمية، خاصة أن القضاء ينظر دعوى تطالب بحل الحزب.

وحجزت دائرة شؤون الأحزاب في المحكمة الإدارية العليا، الدعوى المقامة من لجنة الأحزاب السياسية والتي تطالب بحل حزب البناء والتنمية، وتصفية أمواله وتحديد الجهة التي يؤول إليها، للحكم بجلسة 16 فبراير/شباط المقبل.

توحيد المعارضة
وفي سياق آخر، ثمّن الزمر دعوة المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتوحيد المعارضة المصرية، منبها إلى أن إنقاذ مصر لن يمر إلا عبر الاصطفاف الوطني الواسع الذي لا يستثني أي فصيل أو رمز سياسي.

وكان البرادعي دعا قبل أيام في تغريدة نشرها عبر حسابه بموقع تويتر لتوحد المعارضة ونبذ الخلافات بين أطيافها.

وكتب في التغريدة "ما أراه من تركيز منذ قيام الثورة على انقساماتنا إلى ليبراليين واشتراكيين وإسلاميين وغيرها من المسميات التي أدت إلى انحراف الثورة، يجب أن يتوقف فورا إن أردنا بناء الوطن. الاختلاف ترف لا نملكه حاليا".

وشدد الزمر على ضرورة انتهاز دعوة البرادعي لإعادة توحيد صفوف المعارضة، مع ضرورة الاستفادة من أخطاء التجربة السابقة، وأن تكون هناك رؤية كاملة لإنقاذ البلاد مما آلت إليه وإعادتها على خريطة العالم.

كما رأى الزمر -الذي يشغل حاليا منصب رئيس مركز "حريات" للدراسات السياسية والإستراتيجية- أن الفرصة اليوم ربما تكون أفضل لإنقاذ مصر، وخاصة بعد أن فشل محور الاستبداد الإقليمي في تحقيق أي شكل من أشكال الاستقرار السياسي، وفقد ثقة غالبية داعميه على المستوى الدولي.

المصدر : الجزيرة