الحسن بن طلال

Prince El Hassan Bin Talal of Jordan speaks during the opening of the four-day Budapest World Water Summit in Budapest, Hungary, 08 October 2013. EPA/SZILARD KOSZTICSAK HUNGARY OUT

الحسن بن طلال، أمير أردني عزل من ولاية العهد عام 1999، ويعتبر من أبرز المفكرين والمثقفين العرب، حيث يقود مبادرات علمية وإنسانية وله حضور واسع في الندوات والمؤتمرات العالمية.

المولد والنشأة
ولد الأمير الحسن بن طلال في العاصمة الأردنية عمّان يوم 20 مارس/آذار 1947، لأبيه الملك طلال وأمه الملكة زين الشرف بنت جميل. وقد قضى فترة مهمّة من طفولته في الأردن قبل أن يبتعث للدراسة في بريطانيا.

الدراسة والتكوين
تلقى الأمير الحسن بن طلال تعليمه الابتدائي في عمّان، ثم ابتعث إلى بريطانيا ودرس المرحلة الإعدادية في مدرسة "سمر فيلدز".

في عام 1963 التحق بمدرسة "هارو"، ثم التحق بكلية "كرايست تشرتش" بجامعة أكسفورد وحصل فيها على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الدراسات الشرقية، ونال فيها أيضا درجة الماجستير.

الوظائف والمسؤوليات
في عام 1965 عين ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال أخاه الحسن وليا للعهد، وظل في هذا المنصب حتى عزل منه عام 1999.

تولى الأمير الحسن العديد من المسؤوليات الرسمية في الأردن، وأطلق مبادرات ثقافية وفكرية.

التجربة السياسية
طيلة فترة ولايته للعهد -والتي امتدت 34 عاما- ظل الحسن بن طلال فاعلا في الشأن السياسي الأردني، وأشرف على تنفيذ خطط التنمية في البلاد، وعرف بدعمه القوي للقضايا العادلة وخصوصا القضية الفلسطينية.

بالتوازي مع دوره وليا للعهد، نشط الحسن بن طلال في المجالات الثقافية والفكرية والعلمية.

ففي عام 1970 أنشأ الجمعية العلمية الملكية، وأسس منتدى الفكر العربي عام 1981، والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا عام 1987، والمعهد الملكي للدراسات الدينية عام 1994، وأنشأ جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي عام 1995.

وفي مطلع تسعينيات القرن العشرين أصيب أخوه الملك الحسين بمرض السرطان، وبات يغادر البلاد بشكل دوري للعلاج في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الوقت باشر الحسن قيادة البلاد في فترات غياب أخيه.

اشتد مرض الملك حسين عام 1998، وأمضى فترة طويلة في الولايات المتحدة، وبدا حينها أن ولي العهد السابق في طريقه لتولي العرش من خلال إشرافه على مختلف شؤون الحكم.

لكن الملك حسين أصدر قرارا بعزل أخيه الأمير الحسن بن طلال من ولاية العهد عام 1999، وعهد بها إلى ابنه الأكبر عبد الله الثاني ملك الأردن الحالي.

وجاء قرار العزل إثر عودة الملك حسين للأردن قبيل أيام من وفاته بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني 1999.

ومنذ عزله من منصب ولاية العهد، ركز الأمير الحسن بن طلال اهتماماته على المجالات الثقافية والفكرية، وقد طرح العديد من المبادرات المحلية والدولية لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وحماية حقوق الإنسان وتطوير التعليم.

في عام 2002 أطلق مؤسسة الثقافات الدولية، وترأس مجلس أمناء جامعة "بلكنت" في أنقرة.

وفي سنة 2003، أطلق مبادرة "شركاء في الإنسانية" لتعزيز التفاهم وبناء العلاقات الإيجابية وتعزيز الحوار بين العالمين الإسلامي والغربي.

وفي عام 2009 أطلق منتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) والذي يمثل مبادرة إقليمية تهدف إلى تسهيل تبادل المعلومات والأفكار ذات العلاقة بالتحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية.

ترأس الحسن بن طلال العديد من اللجان والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية مثل مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات، كما أنه يرأس مجلس إدارة مركز الدراسات السلمية وفض النزاعات في جامعة أوكلاهوما الأميركية.

لم يغب الأمير الحسن بن طلال عن المشهد السياسي سواء في الأردن أو في المنطقة العربية، فقد ظل ينتقد سياسات أنظمة الدول العربية ويدعو لدعم القضية الفلسطينية ومساندة الشرائح الهشة والمهمشة في الأردن وخارجه.

وبينما يعتبر أن هجمات المسلحين الإسلاميين في الدول الغربية تسيء للعرب والمسلمين، ينتقد بشدة سياسات الدول الغربية والأوروبية في الشرق الأوسط ويرى أنها تغذي الإرهاب.

المؤلفات
ألف الحسن بن طلال كتبا منها: القدس.. دراسة قانونية، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير، والسعي نحو السلام، والمسيحية في العالم العربي.

الأوسمة والجوائز
منح الحسن بن طلال عام 2000 الوسام الذهبي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، تقديرا لجهود في تعزيز الحوار بين الثقافات. وقلّده ملك الأردن عبد الله الثاني وسام النجمة الهاشمية عام 2015.

وفي عام 2016، حصل الحسن بن طلال على وسام الاستحقاق البولندي من الدرجة الأولى، تقديرا لجهوده في دعم وتعزيز الحوار بين الثقافات وأتباع الديانات.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية