هاينز شتراخه.. نازي سابق يترأس حزبا بالنمسا

Top candidate and head of far-right Freedom Party (FPOe) Heinz-Christian Strache attends his party meeting after Austria's general election in Vienna, Austria, October 15, 2017. REUTERS/Michael Dalder

سياسي شعبوي نمساوي تحوّل في وقت وجيز من فني بتقنيات أجهزة علاج الأسنان بخلفية متصلة بالنازيين الجدد، إلى أهم زعيم لليمين المتطرف في أوروبا، ومن مغني راب مغمور إلى زعيم لحزب سياسي يعادي المسلمين.

المولد والنشأة
ولد هاينز كريستيان شتراخه يوم 12 يونيو/حزيران 1969 بوسط العاصمة النمساوية فيينا لأم متواضعة الحال، ونشأ بلا أب، وقضى جزءا من طفولته في ملجأ داخلي.

الدراسة والتكوين
التحق شتراخه عام 1975 بمدرسة أولية، تعلم بعدها بمدرسة تجارية ما لبث أن تركها إلى تدريب مهني بتقنيات علاج الأسنان، وافتتح بعد حصوله على هذا التدريب معملا لأجهزة طب الأسنان.

التجربة السياسية
ارتبط شتراخه في سنوات شبابه المبكرة بمنظمات للنازيين الجدد واليمينيين المتطرفين في بلده النمسا وفي ألمانيا، مما عرّضه للاعتقال بيد الشرطة الألمانية لفترات قصيرة.

وبعد الكشف عن صور له مع قادة بارزين باليمين المتطرف، توقف شتراخه عن نفي علاقته أيام شبابه مع النازيين الجدد، معتبرا أن ذلك كان بمثابة "خطيئة شاب غبي ومعتوه"، ومؤكدا أنه أصبح ديمقراطيا حقيقيا ولا علاقة له بالأيدولوجية النازية.

ورغم نأي السياسي اليميني النمساوي مرات عديدة بنفسه عن ماضيه النازي، فإن خبراء بدراسات اليمين المتطرف اعتبروا مواقفه وتوجهات حزبه حاليا كافية لتصنيفهما في عداد اليمين المتطرف.

وانضم شتراخه عام 1991 بسن الحادية والعشرين إلى عضوية حزب الحرية اليميني المتطرف الذي تأسس في خمسينيات القرن الماضي كتجمع سياسي لبقايا النازيين، وتولى يورغ هايدر -زعيم الحزب وأبو اليمين المتطرف في النمسا وأوروبا حينذاك- توجيه العضو الشاب الجديد.

وفي عام 2005 تولى شتراخه رئاسة حزب الحرية بعد أن خرج منه زعيمه التاريخي هايدر إثر خلاف عاصف. وعمل شتراخه على جمع شتات الحزب الممزق، مستخدما وصفة حققت لهما مزيدا من الشعبية والانتشار، هي المزج بين الصور العدائية للإسلام والأجانب والاستفزاز.

وفي مارس/آذار 2017 أعيد انتخابه على رأس الحزب بنسبة تزيد عن 98%، وقاده للحصول على نسبة مرتفعة من أصوات المقترعين (أكثر من 26%) في الانتخابات التي جرت خريف العام نفسه.

مواقف وتطلعات
ليست اللهجة الهادئة من خصائص شتراخه الذي يمثل العداء للإسلام موضوعه المفضل، فهو يصف المسجد ذا المئذنة بأنه "رمز انتصار الأصولية الإسلامية –فاشية القرن الحادي والعشرين- على الغرب والديمقراطية والحرية".

ويرفض شتراخه "أسلمة النمسا"، ويعتبر أن الإسلام لا ينتمي إلى النمسا، ويطالب بحظر ارتداء الحجاب، وإغلاق الحدود بوجه اللاجئين، وترحيل طالبي اللجوء المرفوضين بطائرات عسكرية.

وزايد بمواقفه المتطرفة حتى على معلمه يورغ هايدر، ففي عام 2004 أيد الأخير بدء مباحثات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما رفضه شتراخه معتبرا أن تركيا ليست جزءا من أوروبا.

ومع هيمنة موضوع اللجوء على النقاش العام في المشهد النمساوي بعد فتح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حدود بلادها لاستقبال اللاجئين المتدفقين عبر النمسا إلى ألمانيا، قفزت شعبية شتراخه إلى آفاق غير مسبوقة، ورشحته بعض استطلاعات الرأي العام لتولي منصب المستشار، ووضعته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على غلافها الرئيسي كأهم الزعماء اليمينيين الشعبويين في أوروبا.

وفي الانتخابات البرلمانية عام 2017 تفنن شتراخه -الذي يطلق عليه أنصاره اختصارا "أتش.سي"- في توظيف شبكات التواصل الاجتنماعي بحملته الدعائية.

وفي مجال السياسة الخارجية التي يتطلع حزبه إلى الحصول على وزارتها، يدعو شتراخه إلى علاقة مميزة مع روسيا وتقوية التيارات المعادية للاتحاد الأوروبي، وأيد انضمام النمسا إلى عضوية مجموعة "فيشوغراد" المكونة من بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا، والمعروفة بمواقفها المعارضة للاتحاد خاصة فيما يتعلق بموضوع اللجوء.

ويرى شتراخه في بلاده حليفا مهما لدول شرق أوروبا في مكافحة مركزية الاتحاد الأوروبي، ويعتبر أن هذه الدول "تخلصت من دكتاتورية الاتحاد السوفياتي السابق لتخضع لإملاءات بروكسل".

المصدر : الجزيرة