أبو فراس السوري

صورة أبو فراس السوري القيادي بجبهة النصرة

أبو فراس مقاتل إسلامي سوري؛ خدم ضابطا في الجيش السوري وسُرح منه أواخر سبعينيات القرن العشرين. ساهم في تدريب المقاتلين العرب لمحاربة الاحتلال الروسي لأفغانستان، ثم انضم إلى تنظيم القاعدة وشارك لاحقا في تأسيس جبهة النصرة المنبثقة عنه في سوريا. قتل عام
2016.

المولد والنشأة
وُلد رضوان محمود نمّوس (المعروف بـ"أبو فراس السوري") عام 1950 ببلدة مضايا غرب العاصمة السورية دمشق.

الدراسة والتكوين
أتم دراسة البكالوريا عام 1967 والتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها ملازما عام 1970، وفي باكستان التي انتقل إليها أكمل دراسته العليا وحصل على درجتي ماجستير في الدراسات الإسلامية واللغة العربية.

الاتجاه الفكري
تقلب أبو فراس السوري في الجماعات الإسلامية بدءا من جماعة الإخوان المسلمين، مرورا بتيار سلفي إصلاحي، وانتهاء بتنظيم القاعدة، بفرعه السوري جبهة النصرة التي كان أحد مؤسسيها. لكنه كان يقود تيارا في الجبهة عُرف بمعارضته القوية لتنظيم الدولة الإسلامية.

الوظائف والمسؤوليات
بالإضافة إلى خدمته ضابطا في الجيش السوري ومشاركته في تدريب المتطوعين العرب في أفغانستان (الأفغان العرب)؛ تولى أبو فراس عدة مناصب داخل جبهة النصرة، منها مسؤوليته عن مكتبها العسكري، وعضويته في مجلس شوراها المسؤول عن رسم سياساتها العامة، كما كان متحدثا رسميا باسمها، وتولى حتى مقتله منصب "مسؤول المعاهد الشرعية" فيها.

التجربة القتالية
شهدت مسيرة أبو فراس السوري محطات متعددة كان الثابت فيها هو أدواره العسكرية القتالية، وارتياده جبهات الحرب في بلدان مختلفة طوال أكثر من أربعة عقود.

ففي بلده سوريا ساهم أبو فراس بشكل سري خلال 1977-1980 في تدريب تنظيم "الطليعة المقاتلة" الذي شكله حينها أفراد محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين بسوريا.

سرح أبو فراس ولوحق من الجيش السوري بسبب ميوله الإسلامية، وكان برتبة رائد في سلاح الهندسة، ودخل في معارك مع القوات الأمنية فقد فيها أخاه وعددا من أقاربه.

غادر بلده إلى الأردن عام 1981، واعتقل أبوه في سجن تدمر عشر سنين للضغط عليه لتسليم نفسه، وبدأت رحلاته إلى أفغانستان منذ ذلك الحين.

وفي أفغانستان وباكستان تولى تدريب المتطوعين العرب والأفغان والفلبينيين وغيرهم من الجنسيات، وكان أحد المشرفين على تشكيل قوة التدخل السريع للقائد الأفغاني قلب الدين حكمتيار.

شارك أبو فراس في مقاتلة الروس في المأسدة التي أسسها أسامة بن لادن في منطقة جاجي، وخلال عمليتيْ السيطرة على مدينة جلال آباد (أواخر 1987) ومدينة خوست.

بعد انتهاء الجهاد الأفغاني بخروج آخر جندي من القوات السوفياتية (فبراير/شباط 1989)؛ شارك أبو فراس في اللجان التي سعت للصلح بين الفصائل الأفغانية.

وقد أشرف أبو فراس على بناء وهيكلة وتدريب "لشكر طيبة" المعروفة حاليا بجماعة الدعوة في باكستان التي يقودها حافظ سعيد، وتولى تدريب عناصرها بتمويل من أسامة بن لادن، وهي الجماعة التي تولت محاربة الهند في كشمير واتهمت بعملية مومباي.

كان لأبي فراس أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001 لإسقاط نظام طالبان إثر أحداث 11 سبتمبر؛ دور بارز في تأمين عائلات المجاهدين العرب في باكستان بحكم علاقاته وطول مكثه في البلد ليغادره نهائيا عام 2003 إلى اليمن.

في أوائل عام 2013 عاد أبو فراس إلى سوريا في خضم الثورة السورية وإثر احتدام الخلاف بين جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، حيث حاول المصالحة بين التنظيمين لكنه لم ينجح في ذلك، فقرر الانتماء إلى الجبهة بمبايعته أميرها أبو محمد الجولاني.

كان أبو فراس أحد المقربين لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وعُرف بتصريحاته الإعلامية التي علق فيها على عدة قضايا دينية وسياسية، وفي أحد خطاباته صرح بأن جبهة النصرة تريد تحكيم الشريعة في المناطق التي تسيطر عليها، وأكد أنها ترحب بانضمام "كل من يريد مشاركتنا في إدارة المناطق وفق شريعة الله ورفض المشاريع الغربية". وقد اعتبر تصريحه هذا تحولا في أولويات الجبهة لأنها كانت تعلن إرجاء هذا الأمر إلى مرحلة لاحقة لكون "الشريعة لا تطبّق في زمن الحرب".

وقد هاجم أبو فراس اتفاقات الهدنة مع النظام، وخص بالنقد فصائل المعارضة التي شاركت في مؤتمر الرياض بالسعودية وفي مؤتمر جنيف-3 بشأن الأزمة السورية. وكان من أكثر قيادات جبهة النصرة عرضة للاستهداف من قِبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

المؤلفات
لأبي فراس السوري ديوان شعر لم يطبع بعد ومن أشهر قصائده "الحرية" التي تنسب في بعض مواقع الإنترنت للشاعر أحمد مطر، كما له عدة كتب وتحقيقات حديثية.

الوفاة
قـُتل أبو فراس السوري يوم 3 أبريل/نيسان 2016 إثر غارة شنتها طائرة أميركية على مبنى كان يضم اجتماعا لمسؤولين قياديين في جبهة النصرة بقرية "كفر جالس" غرب مدينة إدلب شمالي سوريا، وقتل معه نجله محمد وعدة أفراد من التنظيم.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية