علي جمعة.. فتاوى مثيرة وتأييد للعسكر

قالت وزارة الداخلية المصرية إن مفتي مصر السابق علي جمعة تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة في مسجد قرب مقر إقامته في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة.

علي جمعة، مفتي مصر السابق. اشتهر بفتاويه المثيرة للجدل وبوقوفه إلى جانب مبارك وضد ثورة 25 يناير، كما عرف بدعمه لمظاهرة 30 يونيو وللانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي، حيث دعا العسكر إلى ضرب معارضي الانقلاب -وخاصة الإخوان المسلمين– بقوة باعتبارهم "خوارج".

المولد والنشأة
ولد علي جمعة يوم 3 مارس/آذار 1952، في مدينة بني سويف.

الدراسة والتكوين
درس علي جمعة الثانوية في القاهرة، ثم حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1973.

وتذكر تقارير إعلامية مصرية أنه التحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر، واستكمل الدراسات العليا في تخصص أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون، وحصل على الماجستير عام 1985، ثم الدكتوراه عام 1988.

الوظائف والمسؤوليات
شغل علي جمعة وظائف عديدة، من بينها عضوية لجنة الفتوى بالأزهر (1995-1997)، ثم عمل مستشارا لوزير الأوقاف (1998-2003).

وعمل مفتيا لجمهورية مصر ما بين 2003 وحتى 2013.

فتاوى وسياسة
اشتهر علي جمعة بفتاواه التي وصفت بالغريبة، إلى جانب موقفه من ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وانقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

ومن الفتاوى التي أسالت مدادا كثيرا، دعوته -في تسجيل صوتي في أغسطس/آب 2013- الزوج للاتصال هاتفيا بزوجته قبل وصوله إلى المنزل، وذلك تحسبا لوجود رجل آخر يكون معها فيتمكن من الخروج قبل عودة الزوج، بينما نفى جمعة لاحقا إصداره تلك الفتوى.

كما ذكر علي جمعة في برنامج تبثه قناة مصرية أن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية هي من آل البيت، موضحا أن رجلا يدعى الهاشمي هو جدها.

وذكر أيضا أن عبد الحليم حافظ غنى "أبو عيون جريئة" في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.

ووقف علي جمعة ضد ثورة 25 يناير، حيث دعا إلى عدم الخروج على ما سماه شرعية الرئيس محمد حسني مبارك، ووصف المطالبة بإسقاطه بالفعل الحرام.

ثم وقف إلى جانب مظاهرة 30 يونيو التي طالبت بإسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي، ووصفها بـ "الثورة"، كما عبر جمعة بشكل مستمر عن دعمه لقيادات الجيش المصري فيما تقوم به، وقال إن ما حدث يوم 3 يوليو/تموز 2013 ليس انقلابا عسكريا، لأنه جاء بناء على رغبة الشعب وبدعم من الشعب، ولأن السيسي الذي قاده لم يحصل على منصب الرئيس، وذلك قبل أن يعتلي السيسي كرسي الرئاسة لاحقا.

وبعد الانقلاب العسكري وعزل الرئيس محمد مرسي، فاجأ علي جمعة المتتبعين بتغيير مواقفه من مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، حيث أعلن دعمه للجيش، ووصف "الإخوان" بالخوارج، ودعا السيسي في أحد المؤتمرات إلى ضربهم بقوة وقال "اضرب فهم خوارج"، ثم عاد بعد ضجة إعلامية قوية ضده ليوضح أنه يجب ضرب الإخوان ولكن "بتجنب قتلهم قدر الإمكان".

وفي لقاء حضره السيسي ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وضباط الجيش، وصف جمعة معارضي الانقلاب بالأوباش و"النتنين"، وحرض أفراد الجيش على ضربهم بقوة، مؤكدا لهم أن الرؤى تواترت بتأييد رسول الله لما يفعله العسكر في مصر.

وفي 5 أغسطس/آب 2016، نجا علي جمعة من محاولة اغتيال، حيث أطلق عليه الرصاص أثناء دخوله مسجدا بمدينة السادس من أكتوبر لإلقاء خطبة الجمعة.

وحكى جمعة في اتصال مع التلفزيون المصري ما جرى معه، قائلا إن أربعة أشخاص اختفوا وراء أشجار حديقة المسجد وأطلقوا النار عليه، حيث احتمى بسور المسجد.

وأضاف جمعة "إن هؤلاء الإرهابيين سيهزمون فكريا إذا تمسكنا بالحجة البيضاء، فهؤلاء أضلوا الناس، هؤلاء حرفوا النصوص وأساؤوا تطبيقها، ويجب على العلماء أن يتصدروا التفسير الصحيح والتطبيق الصحيح، وإذا نجحنا في هذه المهمة قضينا على هؤلاء"، موضحا أن الهدف من محاولة اغتياله إفساد فرحة المصريين بافتتاح "قناة السويس الجديدة".

وقد ألقى جمعة الخطبة كما كان مبرمجا، ثم غادر المسجد وسط حراسة مشددة.

المؤلفات
صدرت لعلي جمعة كتب ومطبوعات ومقالات كثيرة، بينها "قضية المصطلح" 1991، و"المصطلح الأصولي والتطبيق على تعريف القياس" 1993، و"آليات الاجتهاد" 1997، و"القياس عند الأصوليين" 1997.

كما صدر له "الطريق إلى التراث" 2004، و"الكلم الطيب.. فتاوى عصرية"، الجزء الأول. 2005، و"سمات العصر.. رؤية مهتم" 2006، و"الكامن في الحضارة الإسلامية" 2006، و"ترتيب مقاصد الشريعة الإسلامية" 2011، و"عقيدة أهل السنة والجماعة" 2011.

الجوائز والأوسمة
نال علي جمعة وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، ونجمة القدس من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم الدكتوراه الفخرية من جامعة ليفربول البريطانية.

كما حصل على درع الجيش المصري من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية