كو كلوكس كلان.. توليفة الحقد والعنصرية والغموض

A supporter of the Ku Klux Klan is seen with his tattoos during a rally at the statehouse in Columbia, South Carolina July 18, 2015. REUTERS/Chris Keane
كو كلوكس كلان، جماعة عنصرية متطرفة برزت بعد الحرب الأهلية بالولايات المتحدة، قامت على الإيمان بتفوق العرق الأبيض ونفذت هجمات دامية ضد السود والمتعاطفين معهم على مدى 151 عاما.
 
النشأة والتأسيس
أعلن عن تأسيس جماعة كو كلوكس كلان عام 1866 في مدينة بولاسكي بولاية تينيسي بالوسط الشرقي من الولايات المتحدة.
 
ووقف خلف تأسيس الجماعة من يسمون أنفسهم بالمحاربين القدامى وأعضاء الجيش الكونفدرالي الذين قاتلوا السود في الحرب الأهلية وكانوا يرفضون إعادة توحيد الولايات المتحدة.
 
وقد اختار المؤسسون الجنرال ناثان بيدفورد فورست زعيما للمنظمة، وذلك لدوره الكبير في الحرب الأهلية.
 
التسمية
تشير إلى أصل يوناني لكلمة واحدة من الكلمات الثلاث من التسمية، فـ "كلوكس" (kuklos (κύκλος) يفيد معناها الطوق أو الدائرة، لكن نفى آخرون هذه الصلة، وتحدث البعض عن النبرة الحماسية في نطق الكلمة باللغة الإنجليزية "ku klus klan".
 
وكذلك أشارت مصادر إلى تفسيرات مرتبطة بسياق الحرب الأهلية في أميركا، بينما أكدت أخرى أنه لا يوجد سبب مقنع للتسمية.

الأيديولوجيا
تؤمن جماعة كو كلوكس كلان بتفوق العرق البروتستانتي الأبيض على غيره من الأعراق والديانات، وتعارض تحرير السود وحصولهم على الحقوق المدنية كما تطالب بالقضاء على الأقليات الدينية والعرقية في الولايات المتحدة.

 
المسار السياسي
على مدى 151 عاما نشطت المنظمة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وعارضت بقوة منح الحقوق المدنية للسود، ونفذت هجمات دامية بلغ عدد ضحاياها 3450 شخصا.
 
وكثفت نشاطها عام 1867 للحيلولة دون إنصاف الأميركيين السود، ورفضت مشاركتهم في إعادة إعمار المدن بعد الحرب الأهلية. نفذت المنظمة عمليات عنف ردا على فوز السود بالانتخابات في الولايات الجنوبية وحصولهم على مقاعد في الكونغرس. وقتلت على الأقل سبعة مشرعين من السود وهاجمت مدارسهم ومعاهدهم وكنائسهم ورموزهم.
 
وقد أثرت المنظمة في المشهد السياسي بالولايات المتحدة رغم بساطة وسطحية أيديولوجياتها حيث تقوم على الإيمان بتفوق عرق معين وتتخذ من العنف وسيلة لتجسيد هذا المعتقد. وهذه أبرز المحطات التي أعقبت مرحلة تأسيسها.

حقبة التمدد
في عام 1870 فتحت منظمة "كو كلوكس كلان" فروعا لها في كل الولايات الجنوبية الأميركية، وواصلت تنفيذ عملياتها الإرهابية لفرض معتقدها بتفوق العرق الأبيض. ورغم قوتها وتمددها في هذه المرحلة كان أعضاؤها يتقنّعون وينفذون هجماتهم بالليل.

وقد تصاعدت هجمات المنظمة في الولايات الجنوبية، سواء تلك التي يشكل السود أغلبية فيها أو تلك التي يعدون فيها أقلية. وبعد أن كان معظم أنصارها من صغار المزارعين استقطبت المنظمة التجار والمحامين وحتى ضباط الشرطة وبعض الوزراء والأطباء.

ولكن الكونغرس أجاز قانونا للتصدي لهذه المنظمة بناء على طلبات من حكومات الولاية الجنوبية، عرف هذا القانون بـ"كلان 1871″. وهدف أساسا إلى سحق المنظمة في ولاية كارولاينا الجنوبية  ومناطق أخرى حيث خول السلطات الفدرالية صلاحيات واسعة لإيقاف المشتبه بهم والتحفظ عليهم من غير توجيه تهم لهم.

وبحلول عام 1876 سيطر الديمقراطيون على معظم الولايات الجنوبية، وهو ما حد من نشاط المنظمة التي يميل أنصارها عادة للحزب الجمهوري.

الجيل الثاني
بدأت الحقبة الثانية من نشاط "كو كلوكس كلان" في عام 1915 حين أعلن الجيل الجديد تمسكه بتفوق العرق الأبيض البروتستانتي، واستهدفت إلى جانب السود الكاثوليك والرومان واليهود والمهاجرين.

وفي هذه الحقبة مارست المنظمة نشاطها في العلن، فنظمت المسيرات وحشدت أنصارها في الساحات والميادين في أنحاء الولايات المتحدة. ومع حلول عام 1922 بلغ عدد أعضائها أربعة ملايين.

ضمور الزخم
في عام 1930 خف وهج منظمة كو كلوكس كلان وتضاءل عدد المنتسبين لها بسبب تداعيات الكساد الكبير. وفي عام 1944 تم حلها موقتا. ورغم ذلك نشط أنصارها سرا ونفذوا هجمات أثارت الغضب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

في عام 1965 ألقى الرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون خطابا أدان فيه نشاطات المنظمة ووجه باعتقال المشتبه بارتكابهم جرائم ذات صلة بأنشطتها. وفي العقود الثلاثة المقبلة تشظّت "كو كلوكس كلان" إلى مجموعات تتنمي لما يسمى النازيين الجدد.

وفي مطلع التسعينيات كان عدد أعضاء المنظمة يتراوح بين 6000 و10000 يتركز معظمهم فيما يعرف بالجنوب العميق أو الجنوب السفلي بالولايات المتحدة.

لكن المنظمة لم تغب كليا، فقد نفذت من حين لآخر عمليات عنصرية، من أبرزها مهاجمة كنيسة تشرالستون الأفريفية بكارولاينا الجنوبية عام 2015، مما أدى لمقتل تسعة أشخاص وجرح ستة آخرين.

انبعاث العنصرية
بعد ترشح دونالد ترمب للرئاسة الأميركية في 2016 وجدت الجماعات العنصرية في خطاباته المتطرفة ضد المسلمين والمهاجرين فرصة للعودة للشارع والحديث عن أيديولوجياتها في وسائل الإعلام.

وبعد فوز ترمب بالرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ازدادت جرأة "كو كلوكس كلان" وغيرها من الجماعات اليمينية المتطرفة، وقد تضاعفت جرائم الكراهية ضد المسلمين والسود والمهاجرين بشكل عام.

في 13 فبراير/شباط 2017 عثرت الشرطة على جثة زعيم "كو كلوكس كلان"هيلز بارك قرب نهر في ولاية ميزوري. وتبين أنه قتل بإطلاق نار على رأسه.

في 12 أغسطس/ آب 2017 دهس أحد أعضاء الجماعة بسيارته حشدا يعارض مسيرة نظمها اليمين المتطرف في شارولت فيل بولاية فيرجينيا، مما أدى لمقتل فتاة وإصابة آخرين بجروح.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية