فدوى سليمان.. فنانة سورية ثارت ضد الإذلال
الفنانة فدوى سليمان من مواليد حلب في 17 مايو/أيار 1970، وتنتمي للطائفة العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد.
تخرجت فدوى سليمان في المعهد العالي للفنون المسرحية.
قبل بداية الثورة السورية اشتهرت فدوى بأدوارها في التلفزيون والإذاعة والسينما والمسرح. ومثلت دور مدرسة تربية فنية في دار أيتام بمسلسل "قلوب صغيرة"، وهو مسلسل زاد التوعية بالاتجار في الأعضاء البشرية وعرضته عدة قنوات تلفزيونية عربية.
وتقول فدوى إنها دخلت المسرح على أساس أنه يقود للتغيير، "فالثقافة هي حرية التعبير والتفكير"، وعن فترة دراستها في المعهد، تشير إلى أنها "اكتشفت عدم وجود حرية تفكير أو تغيير أو مسرح، هذا البلد يريد أن يفرغنا من محتوانا، وكل المؤسسات تحت يد الأمن".
وتضيف "كنت معترضة على أسلوب العمل والإذلال الثقافي والسرقة والإقصاء الإنساني والفكري، فكل مكان تذهب له تخشى على نفسك، وكأنك داخل في فرع أمن، حتى وأنت ذاهب إلى شركة فنية".
وألقت فدوى مونولوغات تلهب الحماسة أمام عدسات الكاميرا تدعو لاستمرار المظاهرات السلمية في أرجاء سوريا حتى يرحل الأسد.
وفي إحدى الرسائل المصورة في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 ذكرت أن قوات الأمن السورية تمشط أحياء حمص بحثا عنها، وتضرب المواطنين لإرغامهم على الكشف عن مخبئها.
عبرت الحدود سيرا على الأقدام إلى الأردن قبل أن تستقر في فرنسا، وعانت في سنواتها الأخيرة من مرض السرطان، وقال الممثل السوري فارس الحلو المقيم أيضا في فرنسا لوكالة الأنباء الفرنسية إن الفنانة السورية ظلت محافظة على نشاطها المعارض حتى النهاية، من خلال المشاركة في مظاهرات ثقافية.
الوفاة
فارقت الفنانة المعارضة فدوى سليمان الحياة يوم الخميس 17 أغسطس/آب 2017 بعد صراع مع المرض في فرنسا.
وقد نعى الائتلاف السوري المعارض في بيان الفنانة السورية ووصفها بـ"الفنانة الثائرة الحرة"، وأنها "رمز من رموز الثورة، ووردة انضمت إلى مظاهرات السوريين واعتصاماتهم مع أول هتافات الحرية".
وأضاف أن الفنانة وافتها المنية "بعد صراع مع المرض بعيدا عن ثرى سوريا الذي شهد مواجهتها لاستبداد الأسد وجرائمه، قبل أن تُرغم على العيش في المنفى".